باحثة جزائرية تنتقد إهمال ثروات الأمازيغ | ||||
| ||||
وقعت الباحثة في علم التاريخ، الدكتورة وردة حيمر، كتابها الجديد تحدّوا الإمبراطورية: جوبا الأول وتكفاريناس وفيرموس وجيلدون. وعبرت حيمر عن أسفها الشديد إزّاء تخاذل الجهات الوصية عمّا لحق بذاكرتنا التاريخية من تزييف للحقائق وتشويه للأحداث، وكذا تماطلها في استرجاع تحفنا الأثرية التي لايزال جزء كبير منها يزيّن رفوف متاحف العديد من الدول، الصديقة منها ، وفي مقدّمتها تونس الشقيقة. قائلة لقد تأخّرنا كثيرا في استقدام آثارنا المنسيّة واستعادة مراجعنا التاريخية المتواجدة حاليا خارج الديار، وهو ما جعل تونس على سبيل المثال تتباهى بها وتنسبها إليها دونما رقيب أو حسيب. ونقلت صحيفة "الخبر" الجزائرية عن حيمر قولها إن هذا اللغط الذي اجتاح ذاكرتنا التاريخية يعدّ جريمة في حقّ الجيل الحالي والأجيال القادمة، لذا علينا جميعا نحن المؤرّخون أن نبذل كل ما بوسعنا لإنعاش رفوف وأدراج مكتباتنا، التي تكاد تخلو من الدّراسات والبحوث وكذا المراجع التي تخدم التاريخ وتعمل عل نقل وقائعه ومجرياته كما هي، وبموضوعية خالصة بعيدة كل البعد عن الذاتية. وعن فحوى مؤلفها الجديد الصادر مؤخرا باللغة الفرنسية عن دار القصبة، أكدت حيمر أنها ارتأت من خلاله تسليط الضوء على بعض ملوك البربر، وكذا ترجمة الأحداث التي دارت رحاها خلال فترة حكمهم، وذلك بغية الاقتراب من الحقيقة التاريخية وملامسة بعض تناقضاتها وتقاطعاتها، لهذا فقط حاولت نفض الغبار عن هذه الشخصيات الخالدة وتقديمها ضمن أطر علمية وأسس بيداغوجية تصلح لأن تكون مرجعا يقتدى به ويعوّل عليه، خصوصا مع توفره على النص من جهة والشرح والتحليل من جهة أخرى، فضلا عن دعمه بالصّور والخرائط التي تتخلل صفحات هذا المولود الجديد، الذي يعدّ عصارة سنوات طويلة من البحث والدراسة. وأضافت: لقد اجتهدت لأن يكون هذا الكتاب منبرا للمطالبة باستعادة مجدنا الضائع واسترجاع ممتلكاتنا المدفونة في الضفة الأخرى، هذه الأخيرة التي تشكل أهمّ مقوّمات هوّيتنا الوطنية التي لم تأت من العدم، والتي لا يمكن لها في أيّ حال من الأحوال أن تلغي الملحمات البطولية المرصّعة بتضحيات قامات تاريخية لها من الوزن والحكمة ما يمجّدها ويجعلها حاضرة دوما بيننا؛ أمثال فالا وماسينيسا وجوبا الأول وتكفاريناس وفيرموس وجيلدون وغيرهم. |
وردة حيمر