فاطمة الزهراء فلا

افتتحها سمو أمير دولة قطر بحضور الرئيس السوري وحاكم الشارقة
انطلاق فعاليات " احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010 " بحفل كرنفالي ضخم ، وبحضور رئاسي وإعلامي كبير

الجمعة, 2010.01.29 (GMT)

وكالة أنباء الشعر – جاسم سلمان

سمو الأمير وبجانبه الرئيس السوري

تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر مساء الخميس بتدشين انطلاق فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة العربية والتي تستمر عاما كاملا.
وافتتحت الفعاليات بحضور أكثر من 1200 من المثقفين والكتاب والفنانين ورجال الإعلام والصحافة والعاملين بالقطاع الثقافي .

وقد استهل الافتتاح بعرض اوبريت "بيت الحكمة" ، وهو من إنتاج سوري – قطري مشترك ، تم تقديم شخصية الخليفة العباسي عبد الله المأمون بن هارون الرشيد ، الذي كان مهتما بالثقافة والعلوم ، ودعم العلم في عصره ، إلى أن ارتقى به إلى مصاف التقدم ، وأنشأ حضارة كبيرة نهل العالم كله منها .

والجدير بالذكر أن العمل من إخراج جهاد سعد وجهاد مفلح .

سمو الأمير يطلع الضيوف على مشاريع نهضة قطر

وقد حضر الاحتفالية الرئيس السوري بشار الأسد وحرمه ، والشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة ، ووزير الثقافة السعودي د. عبد العزيز خوجة ، وأعضاء الحكومة القطرية والمسئولين القطريين ، وأعضاء السلك الدبلوماسي بالدولة .

وفي هذا السياق قال وزير الثقافة القطري د. حمد بن عبد العزيز الكواري في كلمة ألقاها أمام الحضور أن اختيار موضوع الأوبريت ليكون عن بيت الحكمة الذي أسسه الخليفة المأمون له إيحاءات تاريخية ، وأضاف أن العرب يبحثون عن بيت للحكمة ،
وقال وزير الثقافة القطري حمد بن عبد العزيز الكواري خلال انطلاق الفعاليات "لقد كان اختيارنا لموضوع بيت الحكمة كفاتحة لاحتفالاتنا التي تستمر عاما كاملا لما له من إيحاءات تاريخية ودلالات حضارية وهو ذلك البيت الذي أسسه الخليفة المأمون لتقديم دور العلم في بناء الإنسان والمجتمع".

أوبريت بيت الحكمة خلال عرضه يوم الخميس


وأضاف : إنه شرف كبير لدولة قطر أن تكون " دوحة الثقافة العربية لهذا العام وعمقاً معرفيا قدم للبشرية أعلاما طوروا العلوم والفنون في سائر أنحاء العالم" .. مشيرا إلى أنه كان لبغداد وعصر المأمون الذهبي أكبر الأثر في هذا التأسيس العلمي المعرفي من خلال "بيت الحكمة" الذي كان إنشاؤه ثمرة رؤية حضارية ناضجة وتقدير واع لدور العلم في حياة الأمم. كما أشار بهذا الصدد إلى إدراك دولة قطر لأهمية الدور الذي عليها النهوض به للحفاظ على تراثنا العريق بكل أشكاله المادية وغير المادية، من عمران وأدب وحكم ومنظومات قيم وعادات وفنون .. مستنيرين ومنفذين لرؤية صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وتوجيهات ومتابعة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد الأمين ، حفظهما الله ورعاهما ، فمن منطلق هذه الرؤية كان اختيارنا لموضوع "بيت الحكمة" كفاتحة لاحتفاليتنا التي تستمر عاماً كاملاً . و.من بين الحاضرين للحفل الشاعرة ميسون القاسمي والممثل جمال سليمان ، ومنى واصف ، وأسعد فضة ، وبلال البدور المدير التنفيذي للثقافة بوزارة الثقافة الإماراتية ، ورؤساء تحرير الصحف السعودية .

الفنان غسان مسعود يجسد دور هارون الرشيد

وقد جسد أوبريت " بيت الحكمة" الذي قدم العرض الأول له هنا الليلة بقاعة "الدفنة" بفندق شيراتون في إطار فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010 ووسط حضور جماهيري واسع ملامح شخصية الخليفة العباسي عبد الله المأمون بن الخليفة هارون الرشيد . وقدم الأوبريت الذي شارك فيه نخبة من الفنانين القطريين والسوريين العديد من اللوحات التعبيرية التى رسمت اهتمام الخليفة العباسي عبد الله المأمون بن الخليفة هارون الرشيد بالعلم والعلماء ورجاحة عقله وإلى أي مدى وصلت إليه الثقافة العربية في تلك الحقبة الزاخرة بالعلماء والأدباء والمثقفين حينما كان العالم بعيداً كل البعد عن الحضارة والعلم الذي كانت تعيشه الأمة العربية والإسلامية آنذاك . وتناول الأوبريت شخصية المأمون الذي تملّكه هاجس المعرفة منذ طفولته، حيث آمن بأن العقل هو درّة الإنسان والمعرفة هي أداته الرئيسة، وهذا ما دفعه عندما أصبح خليفة إلى أن يصرف جلّ وقته في بناء وتأسيس مركز إشعاع علمي ومعرفي طال أثره سائر أقطار الوطن العربي والإسلامي وأسماه بيت الحكمة .. كما أوضح دور بيت الحكمة بالنسبة للمأمون على أنه لم يكن بيتا للتفاخر أو للتباهي وإنما كان مشروعا وطنيا جمعت فيه الكتب من كل أصقاع الأرض وعرّبت ونسخت وجعلت في متناول طلاب العلم والعلماء والفقهاء والفلاسفة . وبدأت قصة العرض الدرامي الفني من عصر هارون الرشيد العصر الرغيد ليوضح كيفية نشأة المأمون وبداية تشكل عقله وشخصيته ثم تنتقل بقفزة زمنية إليه وهو الخليفة الشاعر المتفقه فنشاهد بداية تأسيسه بيت الحكمة ثم تمكنه من إنشاء المكتبة ودار الترجمة والنسخ ودار صناعة الكتب والجامعة ومركز البحث العلمي والمرصد الفلكي الذي وضع العرض في إطار حكاية درامية تحاول إعادة طرح التساؤل الحضاري القديم .

جانب من أوبريت بيت الحكمة