حجازي ويوسف وأبوهمام في أولى أمسيات معرض الكتاب
محيط – سميرة سليمان
جانب من الأمسية |
بدأت أولى أمسيات معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الثانية والأربعين، بأمسية شعرية أحياها كل من الشعراء أحمد عبد المعطي حجازي، عبد المنعم عواد يوسف، والشاعر عبد اللطيف عبد الحليم "أبو همام" ، والتي أدارها الشاعر سعيد الصاوي .
قدم الصاوي الشاعر عبد المنعم عواد يوسف قائلا: ولد عام 1933 وهو واحد من الشعراء الذين أسسوا لشعر التفعيلة في الشعر العربي المعاصر، حصل على ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1956 ودبلوم التربية وعلم النفس عام 1957، كتبت عنه عشرات الدراسات الجامعية وصدرت عنه دراسات نقدية كثيرة، بدأ حياته زجالا، رأس تجرير القسم الثقافي بجريدة "البيان" الإماراتية وهو عضو في اتحاد كتاب مصر، شارك في مهرجان الشعر بدمشق عامي 60 و 61، ومن دواوينه: عناق الشمس، الشيخ نصر الدين والحب، للحب اغني، ويني وبين الأدب.
كما له في مجال أدب الأطفال اسهامات إلى جانب عشرات القصائد الشعرية المنشورة بالصحف العربية، حاز عديد من الجوائز منها جائزة الشعر الأولى لرابطة الأدب الحديث، شهادة تقدير للانجاز الشعري كفافيس، جائزة الدولة التشجعية للآداب من المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة.
قرأ الشاعر قصيدة بعنوان "لكم نيلكم ولى نيل"، وأخرى بعنوان "الحب والسلام"، وأخرى بعنوان "الخوف" وقصيدته "فتاة المقصف" وفي قصيدة "الخوف" يقول:
خوفي من خوفي يسلمني للخوف فأخاف
يا لطف الألطاف
ماذا يغنم إنسان خواف
إلا أن يقف كما وقف رجال عند الأعراف
لا هو دخل الجتة فاستمتع بنمير وقطاف
ولا هو دخل النار
فذاق ما روعه عمرا وأخاف
وقرأ الشاعر عبد اللطيف عبد الحليم أبو همام قصيدة بعنوان "جمرة"، وقصيدة بعنوان "من ولى" وهى قصيدة على غرار موشحة أندلسية، وقرأ أبياتا قصيرة من ديوانه "اللزوميات" بعنوان "أبيات من المعتمد بن عباد إلى ملوك الطوائف" .
يذكر أن أبو همام حصل على عدِّة جوائز، مثل جائزة الشعر الأولى بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، عام 1970، وسام الفنون والآداب، عام 1987، جائزة التفوق فى الشعر من مؤسسة البابطين عام 1990.
من أجواء قصيدته "جمرة" نقرأ
اتقدي هل أراكِ متقدة
يا جمرة في النفوس منخمدة
يحرسها الميل والسلامة
والذل مهينا وشهوة المعدة
تمالئ القاصدين إن جهروا القول
وفي السر أول الجحدة
حناجر يهتف البغاء بها
يا اعدل العادلين والرشدا
تسوغ الذل تستلذ به
تزيد في كل قاهر فيضة
وفي قصيدته "من المعتمد ابن عباس إلى ملوك الطوائف" يقول:
جرحنا دامي
وما بنا أمل
والروم من حولنا
هم الأمل
نرعى خنازيرهم وليس لنا
من رعيها ناقة ولا جمل
ويقول في نهاية القصيدة:
أندلس يا ضياع أندلسي
حسبك منا الكلام لا العمل.
وقرأ الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى بعضا من قصائده، مثل قصيدة بعنوان "خارج الوقت"، وقصيدة أخرى بعنوان "نحت"، وأخرى بعناون "إلى أمي" يذكر أن حجازى صدرت له عدِّة دواوين شعرية، وحصل على جائزة كفافيس اليونانية المصرية عام 1989، وعمل مديرًا لتحرير مجلة صباح الخير ثم سافر إلى فرنسا حيث عمل أستاذاً للشعر العربى بجامعاتها ثم عاد إلى القاهرة لينضم إلى أسرة تحرير "الأهرام"، ويرأس تحرير مجلة "إبداع".
يقول في قصيدته "خارج الوقت"
أنا أعرفُ بالطبعِ أن زمانى هذا غريمى
وأنَّ الذى لى فيه قليلْ
لى فيه الذى فاتنى أن أحصله
والذى فر من قبضتى
والذى أتذكره وأحنُّ له
والذى هو حلمٌ جميل
أكتفى بزياراته المتقطعة الآنَ،
فالوقت ما عاد يسعفنا
والذى لم يكن لم يكن
والذى قيل من قبلُ قيلْ
وأنا لم أعد أعرفُ الوقت
فالشمسُ تُفلت من بين كفىَّ
والأرضُ تحتيَ دائرةٌ كالرحى
والليالى شكولْ!
وأنا راحلٌ أبدا
لا أفكر فى أن أعود إلى حيث كنت
ولا أتمنى الوصولْ!
لا أريد من الحلم أن يتحقق
كيلا يشاركنى الوقت فيهُ
وتلفحَه الشمس منى،
وتطفئَه المتعة العابرة
لا أريد من الحلم شيئًا،
سوى أن يظلَّ كما هو حلماً،
يرفرف فوق الزمانِِِ،
ويعبر لجته الفائرة؟
ليحط على جبهتى فجأة ويباغتنى بالهديلْ
ثم يرحل فى سره خارج الوقتِ
مستغرقا فى الرحيلْ!