فاطمة الزهراء فلا



فى واحدة من الندوات المتميزة التى ينظمها النادى الأدبى بقصر ثقافة المنصورة بغية مناقشة الأعمال الإبداعية لأعضائه ... جاءت أمسية الأحد 3 يناير الجارى مؤكدة على عمق التواصل الأدبى بين فرع اتحاد كتاب مصر ، والنادى .... هذا التواصل الحميم الذى جاء نتيجة طبيعية لازدواج (الجنسية الأدبية) لكثير من أعضاء هذا الصرح الأدبى وذاك ...ومن اللافت للنظر والأدعى للتسجيل هنا أن هذه الندوة الخاصة بمناقشة الكاتب الأديب سمير بسيونى لكتاب (لهذا وجب التنبيه) للكاتب الساخر مجدى شلبى .. جاءت متأخرة عن موعدها أسبوعاً .. ورغم هذا ـ وربما يكون بسببه ـ كان الحضور كثيفاً عدداً وقيمة ...وقد بدأ تقديم الندوة رئيس النادى الكاتب الأديب محمد خليل بسرد جانب من السيرة الذاتية لمؤلف الكتاب .. تبعه المؤلف ذاته بتناول جوانب أخرى من تلك السيرة .. منذ أول مشروع كتاب ألفه عن المفكر الراحل سلامه موسى (يقظة الوعى) عام 1974 (ولم تتم طباعته) لأسباب ذكرها .. إلى أن توطدت علاقته بكتاب كبار فى صحف مصرية وعربية من خلال كتاباته المنشورة هنا وهناك ... وقبل أن يقرأ نصين من كتابه نوه إلى أن هناك كلمات نُشرت له فى صحف ومجلات مصرية (الأهرام وروزاليوسف على وجه التحديد) لاقت ردود فعل سريعة وعلى أعلى المستويات واتُخذ بسببها قرارات وزارية حاسمة ... وضرب مثلاً بنصين واردين فى كتابه ("هل تزرعون الشاى؟!" و"ما رأى الأزهر ؟") ...ثم أوضح حجم التناقض الحادث بين حياة البشر الذين يغرقون أثناء سعيهم للحصول على لقمة العيش .. وبين الكلاب المرفهة فى فندق سان جين للكلاب !... وذلك من خلال قراءته لنصين من كتابه هما (كابوس !) و(شوف لنا حاجه !)وقبل أن يبدأ الكاتب الأديب سمير بسيونى فى استعراض نقاط الضعف والقوة فى هذا الكتاب (موضوع المناقشة) أدلى بشهادة أدبية ذكر فيها بأن الكاتب (مجدى شلبى) يُعد بحق أول كاتب مقال ساخر فى الدقهلية ... وأضاف "قد يكون هناك من تناول السخرية فى الشعر أو القصة أو غيره .. لكن فى المقال أعتقد أنه أول كاتب مقال ساخر عندنا فى الدقهلية"وذكر أن المقال الساخر له تاريخ فى مصر منذ الجاحظ وعيسى بن هشام وصولاً إلى إمام العبد والمازنى ومحمد عفيفى ... ثم عرض نموذج من كتابات الجاحظ .. ونموذج من مقامات بديع الزمان الهمزانى (المقامة الحلوانية) ...ثم بدأ فى استعراض ملاحظاته على الكتاب (موضوع النقاش) فأثنى على الاختيار الموفق للعنوان (لهذا وجب التنبيه) على اعتبار أنه يعبر بدقة عن المضمون الذى يحاول الكاتب من خلاله لفت الانتباه إلى مواضع القصور والخلل التى يراها مهددة المجتمع بغرض الحث على معالجتها قبل فوات الأوانثم استعرض الأستاذ سمير بسيونى المقالات مقالاً مقالاً وأبدى إعجابه باللمحات الذكية للكاتب خصوصاً فى مقالات (تأميم الدروس الخصوصية / ودروس الإحباط / وبأى لغة / واشتم عمو !/ ومن يمنع ضرب الأطفال فى المنازل ؟ / وميكرفون لكل مواطن / وادلع يا أسد / هل تزرعون الشاى ؟!/ والدخول بالجلاليب الرسمية) وعبر عن إعجابه بالمفارقة الذكية فى مقالي (اللغة الكروية / ومتى نخرج من هدومنا ؟!) .. وذكر أن (كوميديا مراسم العزاء) ـ عنوان أحد المقالات ـ "هى كوميديا حقاً ولا شك أن فكر مجدى شلبى الثاقب لهذه الأمور فيه وعى كبير وقدرة فائقة على تصوير خلجات النفوس .. فقد أصبحت مراسم العزاء عنده "كوميديا" تظللها المفارقات التى تحدث بالفعل ...."وفى معرض تحليله لمقال (أمنا الغولة) أعرب عن اعتراضه على الفقرة الأخيرة الواردة فى نهاية المقال ..ثم انتقل إلى مقال (كوابيس عائلية) فذكر أن هذا المقال نموذج جميل لكتابات مجدى شلبى الساخرةوفى مناقشته لمقال (اللهم اجعل بيوت المرشحين عماراً) تساءل "من أين أتى للكاتب أن المرشح يضع صوته لمن يريد؟" ثم عرج على ما أسماه (مفكرة الصحفى) أو مايسميه البعض بمراعاة سياسة الجريدة أو المجلة التى تنشر ... على اعتبار أن روزاليوسف (المجلة التى نشرت المقال) مجلة شبه رسميةواستشهد بمقال (حزب الحرباء) أيضاًثم انتقل إلى مقال (شاهد ما شافش حاجه) فذكر أنه كان يجب أن يقرأ مجدى شلبى رواية حيدر حيدر قبل أن يدافع عنها .. لأنه لو قرأها لتغير رأيه .. ثم أضاف مداعباً يبدو أن مجدى شلبى فى هذه القضية "شاهد ما شافش حاجه" !وتوقف قليلاً عند (التقاليد المرتبطة برحلة الحج فى القرية المصرية) وطالب الكاتب بتوثيق أكثر لتلك التقاليد الجميلة .. خاصة وأنها أصبحت فى طريقها للانقراض ..ولأن الكاتب الأديب سمير بسيونى نهر متدفق من الفكر وغواص ماهر فى محيط المعرفة .. امتد النقاش ما يقارب الثلاث ساعات ... مضت وكأنها دقائق معدوداتثم كان لبعض الحضور الكريم مداخلات بدأها الشاعر أسامه درويش تبعه الأديب فكرى عمر ثم الشاعر فريد المصرى ثم الصحفى القدير ممدوح علوان ثم الشاعر على عبد العزيز ..وقد عقب الكاتب الأديب سمير بسيونى على بعض المداخلات وعقب الكاتب الساخر مجدى شلبى على بعضها الآخر ...وقد فضل الشاعر الكبير صفى الدين ريحان أن يكتب إلى مجدى شلبى رسالة يعبر من خلالها عن إعجابه به كاتباً مبدعاً وفيلسوفاً ساخراً ـ بحسب وصفه ـ "صاحب الإسلوب الأدبى الرصين والكلمة المعبرة والموحية والمؤثرة ..." .. وأضاف "الأستاذ مجدى شلبى الذى أثار دهشتى فقد اعتصرته دوامة الحياة وامتك أدواته اللغوية .. وهو صاحب الموهبة والكاتب المطبوع الذى انبرى ليؤكد ذاته ويحققها من خلال تجربته الذاتية فنطق بالحكمة وملأ الساحة الثقافية بإصراره وصبره ومثابرته وبمشاركته الجادة والواعية فقضى على حالة التكلس التى كادت تهدد حياتنا الثقافية بالدقهلية وتصيبها بالرتابة والعقم .. " .. "هنيئاً للساحة الأدبية بالمنصورة والدقهلية بالأديب والكاتب المصرى الأستاذ مجدى شلبى الذى استطاع أن يضىء ساحتنا الثقافية بهذا الوهج دون كلل و أو ملل وبتواضع شديد ... تحية من الأعماق .. ولا فض فوك .. ومات حاسدوك .. وإلى الأمام دائماً ........ "الشاعر الغنائىصفى الدين ريحان3يناير 2010***********والكاتب الساخر مجدى شلبى إذا يعبر عن شكره العميق للشاعر الكبير الأستاذ صفى الدين ريحان على كلماته المشجعة .. لا يفوته أن يشيد ويشكر الكاتب الأديب محمد خليل والكاتب الأديب سمير بسيونى ... كذلك الشكر لكل الذين شاركوا فى النقاش وجميع من حضروا فى هذه الأمسية وعلى رأسهم : الشاعرة روزالزهراء والكاتب الأديب السعيد نجم والشاعرة أسماء عبد الفتاح والشاعر أسامه هلال ...***********وإلى لقاء يوم الأحد 17 يناير فى مقر النادى الأدبى بقصر ثقافة المنصورة مع مناقشة ديوان (غرباء فى زمن غريب) للشاعر الكبير ابراهيم أبو بكر يقوم بالمناقشة الشاعر والناقد الكبير أمين مرسى