فاطمة الزهراء فلا
كورت فيسترجارد الرسام الدنماركي

قامت رئيسة تحرير صحيفة "افتن بوست" النرويجية هيلد هاوجسجيرد في تحدٍ سمج وغير مقبول لمشاعر المسلمين بإعادتها نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام بعد حادثة محاولة قتل الرسام الدنماركي الفاشلة في الدنمارك الأسبوع الماضي على يد مواطن من أصل صومالي كان يعمل للصليب الأحمر في رعاية الاطفال، حيث ما زال تحت التحقيق.

أوضحت رئيسة التحرير أن الوقت مناسب اليوم لإعادة نشر الرسوم الكاريكاتيرية على هذه الخلفية تضامناً مع الرسام ودعماً لحرية الرأي والتعبير!، وإنها كانت دائماً تدعم نشر تلك الرسوم، مشيرة إلى أن صحيفتها نشرتها عام 2005 إلاّ أنها تراجعت كغيرها من الصحف بعد ما وصفته بـ"زوبعة من الغضب الإسلامي" عام 2006، لتؤكد: اليوم يجب إعادة نشرها للتأكيد على حرية الرأي ودعم الرسام الكاريكاتيري الدنماركي كورت فيسترجورد.

وتحت ذريعة حرية الرأي هذه تقول رئيسة التحرير النرويجية كما نقلت عنها صحيفة "الوطن" السعودية: إن حرية الرأي في النرويج وفي الشمال الإسكندنافي لا يمكن أن تخضع لأي ضغط خارجي، مشيرة إلى أن صحيفتها قد أعادت نشر خمسة من الرسوم الاثني عشر المسيئة للإسلام يوم الجمعة الماضي في نشرتها الصباحية ولم تنشر في موقع الصحيفة الإلكتروني، لتنفرد بهذا الحدث في الدول الإسكندنافية.

رئيسة تحرير الصحيفة النرويجية تتخذ هذا الموقف في الوقت الذي صمتت فيه الصحف الدنماركية بعد حادثة محاولة قتل الرسام، ولم تصرح أي جهة إعلامية بإعادة نشر تلك الرسوم المسيئة للإسلام، بل إن رئيس تحرير صحيفة "بوليتكن" الدنماركية تيور سايدنفان صرح بأن هذه الحادثة لن تكون ذريعة لإغضاب المسلمين ثانية، رافضاً فكرة إعادة نشرها كلياً.

الجالية الإسلامية بكل تنظيماتها نددت بإعادة نشر هذه الرسوم في الصحيفة النرويجية، واصفة ما حدث بأن الصحيفة "تصب الزيت على النار"، وأنها اتخذت محاولة القتل ذريعة للكشف عن نواياها السيئة ضد الإسلام ومحاولة جرح مشاعر المسلمين ثانية، إلاّ أنها دعت في الوقت نفسه إلى عدم التحرك العشوائي ضد الصحيفة، وطالبت بالتجمع والتوحد ضد ما سمته بـ"العنصرية الخفية المغلفة ضد الإسلام"، وأن المسلمين في النرويج والدول الإسكندنافية لن يسقطوا في مصيدة الصحيفة والتشهير بالإسلام والمسلمين على أنهم يفضلون العنف والإرهاب على حساب الحوار البناء.

في سياق متصل طالب الأئمة المسلمون في الدنمارك بالتدخل لحماية المغرر بهم من المتشددين في وسط الجالية الإسلامية الذين يقضون فترة عقوبتهم في السجون، وسيخرجون يوماً إلى الحياة، وأن يكونوا طرفاً في مساعدتهم لإعادة صياغة أفكارهم وإعادتهم إلى الوسط الإسلامي الذي يرفض العنف.

يذكر أن سبعة مسلمين متهمين بالإرهاب يقبعون في السجون الدنماركية وسيخرج بعضهم قريباً ليعاود حياته في الدنمارك.