فاطمة الزهراء فلا
واقع أم خيال؟


رواية 'الإسكندرية 2050' لصبحي فحماوي تعد إضافة حقيقية للروايات التي اتخذت من الإسكندرية مكانا عبقريا لها.

ميدل ايست اونلاين
كتب ـ أحمد فضل شبلول

ثلاثة مستويات زمنية تؤطر لرواية "الإسكندرية 2050" للروائي الأردني صبحي فحماوي. المستوى الأول يقفز بنا إلى العام 2050 في مدينة الإسكندرية، والمستوى الثاني يعود بنا إلى الإسكندرية في الأعوام الخمسة التي تخللتها هزيمة 1967 (ما قبلها وبعدها)، والمستوى الثالث هو الزمن الذي كتبت فيه الرواية نفسها التي صدرت عام 2009 عن دار الفارابي في بيروت.

وعلى عكس ما هو متعارف عليه في روايات الخيال العلمي، أن ننطلق من الآن لنستشرف آفاق المستقبل، فإن رواية "الإسكندرية 2050" لعبت على وترين متشابكين، هما العودة من المستقبل في 2050 لماضي الشخصية الرئيسية وهي المهندس الفلسطيني مشهور شاهر الشهري أثناء لحظات احتضاره في منزل ابنته سمر بعد عودته إلى مدينته عكا، لينفتح بئر الذكريات أثناء دراسته في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية عام 1966، فيقوم الفلاش باك بحمولته الروائية عن طريق شفط جهاز المخابرات الخاصة في عصر الخصخصة لما يدور بخلد المهندس الشهري (حيث تقف أجهزة المخابرات الحكومية عاجزة عن الوصول إلى ألف باء المعلومات التي تسجلها تلك الأجهزة الخاصة على أقراصها الحساسة).

ولعلنا نتمعن في لفظة (شفط) فأجهزة المخابرات الخاصة (تتنصت وتشفط منه ما يدور بخلده في هذه اللحظة الحاسمة)، وهو فعل حركي سريع جدا يتناسب مع الكم الهائل من المعلومات، الذي لا يدع فرصة للتأمل والانتقاء والاختيار الإنساني. فهو فعل آلي أكثر منه فعل إنساني. وما يشفط من ذكريات وأفكار وخيالات تسجل على قرص مدمج من السهل سماعه على الجهاز الخلوي (ويبدو أنه الجهاز المدمج الذي سوف يسود مستقبلا جامعا بين جهاز الكمبيوتر والتليفون المحمول وجهاز الراديو والتلفزيون والفيديو).

وفي حيلة فنية يعلن المؤلف عدم مسئوليته عن الرواية بعد لحظة الشفط، فمن سيؤلف ويسجل ويحرر ويدقق هو جهاز المخابرات الخاصة، وما سنقرأه يأتي على شاكلة رواية مدهشة ترجمت إلى كل اللغات الناطقة في شريحة مدمجة.

وإذا كان الأمر كذلك فمن الممكن أن نغذي الكمبيوتر ببعض التفاصيل الحياتية، فيقوم بتهيئتها أو إعادة صياغتها ليخرج لنا روائيا أو فنيا جديدا أو مبتكرا!

ولكننا على أية حال لسنا بصدد رواية رقمية، أو رواية تفاعلية، فعلى الرغم من أن جهاز المخابرات الخاصة هو الذي ألفها في العام 2051 إلا أنها رواية ورقية، ليس بها مغامرات شكلية أو روابط تفاعلية، تجمع بين ثلاثة أزمنة في سياق روائي تقليدي يتراوح في أكثر فصوله بين المستقبل والماضي.

أما ماضي الشخصية فيعود إلى سنوات الدراسة في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، وما تحمله تلك السنوات من ذكريات ونكات وأماكن وأحداث شخصية واجتماعية وسياسية، وكأنها تأريخ لتلك السنوات التي شهدت صعود الطبقة البرجوازية، ثم انكسارها بعد الهزيمة، كما شهدت على المستوى الشخصي الكثير من لحظات الحب والحزن والمرح والدهشة والانفعال بالحياة في مدينة كوزموبالتيية مثل الإسكندرية التي أحبها مشهور وانفعل بها كمدينة كونية، قائلا: (أما أنا فخاضع لغرامك المتحكِّم فيَّ أيتها الإسكندرية. ص 16)، و(تنقلت بين كل هذه العجائب وغيرها، فما وجدت مثلك يا اسكندرية في البلاد. ص 17) وعلى الرغم من ذلك يغادر مشهور الإسكندرية للعمل في دبي بعد تخرجه، ثم يعود إليها ثانية ليلتقي مع ابنه (برهان) وحفيده (كنعان) الذي صار إنسانا أخضر، في رحلة تحليلات وفحوصات طبية بالمدينة الطيبة الصينية بالإسكندرية، لمعرفة مدى نجاح تحويل الإنسان العادي إلى إنسان أخضر يستطيع السيطرة على الكون، فيعود الوجود إلى دورته الدائرة.

وهكذا يتنقل بنا السارد ـ أو القرص المدمج للرواية ـ في سهولة ويسر بين الماضي والمستقبل، كاشفا عن المفارقات الغريبة والعجيبة بين زمنين يفصل بينهما حوالي 85 عاما، منذ أن قدم الشهري إلى لإسكندرية وتخرج من جامعتها مهندسا، ثم سفره للعمل في دبي، وعودته مرة أخرى للمدينة في 2050 ليرى التطورات التي حدثت ودخلت على المدينة، وخاصة بعد أن اشترت إحدى الشركات الصينية العملاقة روح الإسكندرية، ونعني بها منطقة وسط البلد التي تجمع بين شوارع سعد زغلول وصفية زغلول والنبي دانيال وحديقة سعد زغلول على الكورنيش وصولا إلى منطقة الشاطبي وحتى حدود مكتبة الإسكندرية الجديدة ثم جنوبا إلى المسرح اليوناني الروماني بكوم الدكة التي رأت الشركة الصينية الإبقاء عليه كأثر سياحي يدر دخلا وعائدا ماديا كبيرا.

وهنا تكمن المفارقة الكبرى في الرواية، شراء روح الإسكندرية، بعد أن بيعت جامعة الإسكندرية أو الجزء الخاص بالمجمع النظري في الشاطبي لتلك الشركة الصينية، ونقل الجامعة إلى منطقة أبيس الجنوبية، وهو الحديث الذي يثار الآن بالفعل داخل أروقة الجامعة، وهو ما يمثل في الوقت نفسه المستوى الزمني الثالث للرواية، وهو الزمن الذي كتبت فيه الرواية، وليس الزمن الفني لها الذي هو زمنان: المستقبل والماضي.

وإذا كان صبحي فحماوي يعرض لنا من خلال إحضاره للمستقبل، أن الشركة الصينية اشترت أماكن لها قيمتها التاريخية والمعمارية والحضارية في الإسكندرية، فإنه في الوقت نفسه يطلق في الزمن الحاضر صرخة محذرة من أن يحدث ذلك بالفعل (على أرض الواقع الفعلي وليس الواقع الروائي)، ويبدو أنه وهو يعيش في العاصمة الأردنية عمان الآن، يتابع بكل شغف واهتمام ما يدور من أحداث وتصريحات وكلام وأحاديث تحدث في الإسكندرية الآن، ليس فقط من بيع المجمع النظري بالجامعة، ولكن أيضا إنشاء متحف للآثار الغارقة تحت البحر، والتفكير في إنشاء منارة الإسكندرية في المكان نفسه الذي كانت فيه المنارة القديمة التي كانت إحدى عجائب الدنيا السبع.

لقد رفدت مثل هذه التصريحات والأحاديث خيال الكاتب بالكثير من الأجواء الروائية المستقبلية التي غذت صفحات كثيرة بالرواية، فوظفها خير توظيف، كما أفاد الكاتب من الكثير من النكات الاسكندرانية والألفاظ السكندرية البحتة، خاصة تلك التي تحمل إيحاءات جنسية، فوظفها في روايته التي اتسمت بالطابع السكندري في العديد من فصولها.

وإذا كان فحماوي متخرجا من كلية الهندسة جامعة الإسكندرية بالفعل وعاش فيها أثناء سنوات دراسته، فسيكون سؤالنا عن الجزء السيري في تلك الرواية المدهشة، وإلى أي حد كتب فحماوي سيرته الذاتية، أو جزءا منها في هذا العمل الذي استغرق 318 صفحة؟

ومثلما يجذبنا الجزء الشخصي في حياة مشهور، بعد أن تلصصت عليه الشركة الفنية المرخصة للتنصت، وقدمت ما شفطته لجهاز المخابرات الخاصة، فإنه يجذبنا أيضا الجزء الخاص بالخيال العلمي، وما سوف يسود العالم بعد سنوات "عندما يسيطر الإنسان الأخضر على الكون، وتصير حيوانات العالم كلها خضراء، فلا تُخرج أية فضلات، سيتحول عرق الناس والحيوانات الخضر إلى نتح وندى نقي، وستختفي المراحيض من البيوت، وستتوقف المجاري عن الانسياب، وتعود للأنهار بكارتها النقية، فتنساب رقراقة خالية من أي سوء، ولن يتلوث الهواء بالغازات المدمِّرة للكون، وستعود حرارة الكرة الأرضية إلى التوازن".

إنه حلم اليوتوبيا الذي لم يتحقق على مدى التاريخ منذ دعوة إبراهيم، وإعلان إخناتون عن عبادة الآله الواحد، وتعاقب الأنبياء والرسل، ومنذ أن تحدث أفلاطون عن مدينته الفاضلة، ومنذ أن حلم الفلاسفة على مدى القرون السابقة. فهل يتحقق ذلك الحلم بوجود الإنسان الأخضر الذي يحلم فحماوي بوجوده ـ عن طريق الأبحاث العلمية والخيال العلمي ـ في النصف الثاني من القرن الواحد والعشرين؟

وهل يتحقق حلم الكاتب باتحاد للولايات العربية، تنضم إليه مصر وتصبح زعيمة له، فتطمئن الشعوب العربية إلى مستقبلها الذي أبقى الزعماء العرب، كلا في موقعه، ولكنه بدأ بفتح الاقتصاد والحدود مثلما بدأت الوحدة الأوروبية؟

ولا نريد أن نغادر تلك الرواية قبل الإشارة إلى أن فحماوي أهداها إلى 18 شارع قنوات، حي باكوس ـ الإسكندرية، وهو المنزل الذي ولد فيه الزعيم جمال عبدالناصر حيث كان أبوه يعمل ببريد الإسكندرية في ذلك الوقت، وللإهداء مغزاه بطبيعة الحال، ويحيلنا إلى تلك الفترة الخصبة التي عاشها مشهور شاهر الشهري في الإسكندرية أثناء الحلم الناصري والمد الثوري، ورغم الهزيمة إلا أن الجماهير تمسكت بناصر وبالثورة، وكان الشهري أحد الذين خرجوا مع الجماهير معلنا رفض الهزيمة والتمسك بالقائد.

إن رواية "الإسكندرية 2050" لصبحي فحماوي بفصولها السبعة والثلاثين تعد إضافة حقيقية للروايات التي اتخذت من الإسكندرية مكانا عبقريا لها تدور فيه معظم أحداثها عن معايشة حقيقية وتشريحية للمجتمع السكندري.

غير أنني أهمس في إذن صديقنا الكاتب صبحي فحماوي أن العهد الذي تولت فيه كليوباترا السابعة حكم مصر هو العهد البطلمي، وليس عهد الفراعنة، والذي يبدأ ببطليموس الأول أول من حكم مصر من البطالمة بعد وفاة الإسكندر الأكبر سنة 323 ق. م. وينتهي هذا العهد عام 27 ق. م بهزيمة كليوباترا وأنطونيو في موقعة أكتيوم البحرية، فتخضع مصر إلى الحكم الروماني بقيادة أوكتافيوس أغسطس، وتتحول إلى مقاطعة رومانية حتى الفتح الإسلامي على يد عمرو بن العاص عام 641. إذن ليست كليوباترا هي آخر الفراعنة كما يذكر فحماوي غير مرة في صفحات الرواية.

أيضا نهمس في أذن فحماوي إلى أنه في عام 1966 لم تكن عمارات الإسكندرية على الكورنيش ترتفع إلى خمسة عشر طابقا، وإنما بدأت ظاهرة الأبراج السكنية على الكورنيش وغيره من المناطق منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي، فبدأ البنيان يعلو علوا شاهقا.

أيضا أشير إلى أن الملك فاروق لم يكن له قصر في المعمورة، وإنما كان له قصران في الإسكندرية يقعان في المنتزة ورأس التين.

عدا ذلك تظل رواية "الإسكندرية 2050" سكندرية لحما ودما وكتابة وخيالا، ربما لم تتح الفرصة لأدباء وكتاب سكندريين كثيرين أن يكتبوا بهذا الحس وبهذا العشق وبهذه القريحة المشتعلة التي استحضر بها الإسكندرية بكل عنفوانها ونزقها واشتعالاتها في فترة الستينيات وهي الفترة التي عاصرتُ جانبا كبيرا منها، فأعادني صبحي فحماوي إلى تلك الأيام الشبابية العصية على الاسترجاع، وخاصة تلك الأيام التي كنا نذهب فيها إلى سينما بلازا، وننشد مع الأصدقاء النشيد (القومي) الذي أثبته فحماوي وكاد أن يضيع مني، وبه ننهي وقفتنا مع تلك الرواية المدهشة:

بلازا بلازا بلازا ..

فيك فيلم في منتهى اللزازة

بلازا يا أحلى السيمات

فيك غايتي والمراد

وعلى مترو التفات

فاسلمي لي يا بلازا.

وللأسف أغلقت سينما "بلازا" مع غيرها من السينمات التي كنا نرتادها في شبابنا، وظهرت سينما المولات، ولكن "بلازا" لم تضع مع فحماوي، مثلما ضاعت في طريق الحرية.

أحمد فضل شبلول ـ الإسكندرية

| edit post
فاطمة الزهراء فلا
21:19:40


ضغوط على الصحافة

الديون أم الجرأة وراء إغلاق أشهر مجلة مغربية؟


رئيس التحرير أبو بكر الجامعي: لن امارس الصحافة في المغرب وقررت اختيار المنفى الطوعي.

أجبر تراكم الديون الحكومية على صحيفة "لو جورنال" الاسبوعية المغربية على اقفال مكاتبها والتوقف عن الاصدار، فيما تشير تقارير الى ضغط حكومي وراء الاغلاق بسبب جرأة المجلة في تناول المحظور السياسي.

وتطرقت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" في عددها الصادر الثلاثاء الى اقفال المجلة واصفة أياها بـ"نهاية تجربة فريدة في مجال النشر بالعالم العربي".

وقالت مراسلة الصحيفة هبة صالح ان المجلة "اجبرت على الاقفال بعد تراكم ديونها للدولة وتحديدا لادارتي الضرائب والضمان الاجتماعي".

واشارت صالح الى موضوع الحريات الصحفية وحرية الرأي والتعبير في دول المغرب العربي اذ تقول ان عدة بلدان في هذه المنطقة تمارس منذ اشهر ضغوطا كبيرة على الصحافة والاعلام ومنها تحديدا المغرب.

وتعدد صالح في تقريرها عدة حالات ملاحقة وسائل اعلامية ومؤسسات صحفية وصحفيين ما دعا المنظمات الدولية للدفاع عن حرية الصحافة الى رفع الصوت حيال ما وصف "بالاتهامات المفبركة الهادفة الى التخويف واسكات أي صوت معارض".

ونقلت "الفاينانشيال تايمز" عن رئيس تحرير المجلة ابو بكر الجامعي قوله ان "المجلة كسرت المحرمات طيلة اعوام وتطرقت الى مواضيع مثيرة لجدل كبير منها المصالح الاقتصادية والتجارية للملك ومواضيع سياسية ساخنة كقضية الصحراء الغربية ووضعت موضع تساؤل اكثر من مرة مصداقية الطاقم الحاكم من مسؤولين محليين مرورا بوزراء وصولا الى الملك محمد السادس نفسه".

واختار رئيس تحرير المجلة المغربية المستقلة ابو بكر الجامعي المنفى الطوعي احتجاجا على اغلاق السلطات اسبوعيته بدعوى عدم تسديد "ديون كبيرة".

وصرح الجامعي في مؤتمر صحافي في الدار البيضاء "لن امارس الصحافة في المغرب وقررت اختيار المنفى الطوعي".

واغلقت السلطات القضائية مقر "لو جورنال ايبدومادير" في 28 كانون الثاني/يناير بعد ان امرت محكمة الدار البيضاء "بتصفية قضائية" لشركة "ميديا تراست"، دار نشر المجلة التي كانت تطبع 18 الف نسخة في الاسبوع حتى 2003.

واعلن احد محامي اصحاب ديون المجلة، ان ميديا تراست ادينت بعدم تسديد "ديون كبيرة" الى الصندوق الوطني للضمان الاجمتاعي وبعض المصارف وادارات الضرائب. وقد تجاوزت الديون خمسة ملايين درهم (حوالى 450 الف يورو).

وقال المحامي ان التصفية القضائية تخص مسؤولي ميديا تراست لكنها لا تنطبق على شركة "تريميديا" التي حلت محلها وتنشر "جورنال هبدومادير" منذ سبع سنوات.

واعترف ابو بكر الجامعي مساء "بمشاكل في ميزانية (مجلته) وصعوبات في تسييرها".

الا انه شدد على ان "الاطاحة بلو جورنال ايبدومادير يجب ان يثير نقاشا وطنيا حول حرية الصحافة في المغرب".

من جانبه اعلن الصندوق الوطني للضمان الاجماعي في بيان ان قضية ميديا تراست تتعلق بشكوى "لتسديد ديون متراكمة منذ عدة سنوات في نطاق تطبيق القانون. انها قضية محض تجارية".

لكن مسؤولي المجلة يتساءلون لماذا نفذ القضاء امرا لاستعادة ديون شركة "تريميديا" التي ليست معنية بتلك الديون.

وكانت اسبوعية "لو جورنال ايبدومادير" التي تأسست سنة 1997 مستقلة واشتهرت بالتطرق اسبوعيا الى العديد من الموضوعات المحرمة ولا سيما في السياسة الداخلية

| edit post
فاطمة الزهراء فلا
كانت بداية وزير الثقافة المصري الفنان فاروق حسني مع الفن أكاديمية ، كعادة الفنانين الكبار ولكن مع الوقت تدرج في أسلوبه حتى أصبح أحد أشهر فناني التجريد في العالم ، وهو يطوف العالم بفنه ، وقد رأس في فترة سابقة على توليه الوزارة الأكاديمية المصرية بروما ، وحتى بعد أن أصبح وزيرا لم يترك الفن وظل يمارسه بدأب ويقيم معرضا كل عام ، وبشهادة النقاد فهو أحد ممثلي وجه مصر في لوحة الفن العالمية .

تجاوز فاروق حسني العناصر الواقعية والتفاصيل الدقيقة فوصلت أعماله إلى التجريد المطلق الذي يعتمد على إحساسه العميق بكل ما حوله, وترجمته إلى بعض الرموز التي تدعو المتلقي لتأملها وتخيلها كما لو كان مشاركا له في الإبداع.
إحساسه عميق باللون الذي يظهر براعته في تكوين علاقات حميمية بينه وبين خطوطه التي تنهمر على سطح اللوحة بوعي شديد؛ لتشكل رموزا موحية تتسلل إلى خيال الرائي المتذوق فتفصله عن العالم تماما وتنطلق به في عالم فاروق حسني.

ألوانه تبدو بسيطة مختزلة ومباشرة لكنه يختارها بحذر شديد, ويعالجها برؤيته الشمولية التي تتمتع بالجرأة فهو لا يهاب اللون, ولدية المقدرة على استخدام متناقضاته والمصالحة بينها على مسطح اللوحة؛ لتتعايش وتندمج برقة ونعومه وكأن كل منها ينساب على الآخر في هدوء وراحة للعين, على الرغم من استخدامه للون الأسود القاتم الذي يخافه الكثير من الفنانين.

وكأنه فنان يترك ريشته ووجدانه بحرية يعملا على اللوحة, وكأنه مستغرق في حلم جميل لا يفيق منه إلا عندما يضع توقيعه على اللوحة.

?في معرضه الأخير الذي افتتحه وسط حشد من نجوم السينما والمجتمع في قاعة "الزمالك للفن" عرض نحو 22 لوحة، مستخدما الألوان الأكريليك، عدا سبع منها أستخدم فيها الأوان الباستيل. وتعد هذه المرة الثانية التي لم يمارس فيها حسني الفن لمدة عاما كاملا منذ معرضه السابق الذي أقيم في شهر يناير 2009، وذلك بسبب انتخابات منظمة اليونسكو التي رشح بها، باستثناء لوحة أو لوحتان على الأكثر قام برسمهما، أما عن المرة الأولى الذي توقف فيها مؤقتا عن الرسم فكانت لمدة عامين عندما تولى وزارة الثقافة.

وصف حسني - في مطوية المعرض- حالته حينما يدخل مرسمه بالجوع، بينما يشعر بالانتصار لو حقق لوحة ترضيه، وبالإحباط حينما لم يرض عما رسم، أما أسعد شيء بالنسبة له فهو حينما يرى الفن مكتمل مع ما بداخله فيشعر بالتصالح الذاتي، فلاشك أن الوظيفة لها قيد وقيود، وهو لم يستطع على سبيل المثال الذهاب إلى القهوة العامة كأغلب الفنانين التشكيليين، أو السينما، لكنه حينما يكون بعيدا عن العمل الرسمي يكون حرا أو يتصور ذلك.

وعن ألوانه قال حسني?: "?المشاعر هي التي تختار ألوانها? .. ?وفعلا أنا لا أري اللون الأسود لونا واحدا لكنه مجموعة من الألوان،? ?مجموعة مشاعر تخرج في لحظة واحدة، واللون الأسود هو الذي يعطي سمات اللوحة? .. ?الأسود هو اللون المحدد و الحاسم? .. ?وهو لون له شخصية مهمة وله حضور، فهو لون التحديد، وهو الظل. والظل معناه الوجود? .. ?فطالما هناك وجود فحتمي أن يكون لهذا الوجود ظل،? ?وإذا كان الأسود هو الملك،? ?فالأبيض هو ولي العهد? .. ?وبين الأسود والأبيض تسكن الألوان?".?

الجدير بالذكر أن مجلة "الفنون الجميلة" الفرنسية قامت باختيار حسني واحدا من سبعين فنانا عالميا يقودون الحركة التشكيلية في العالم، مما فاجأ الفنان حيث أنه من المعروف عنه أنه لم يحب الجوائز ولا الاشتراك في المسابقات، والجائزة الوحيدة التي حصل عليها بالمصادفة كانت في عام 1972 من قبل المهرجان الدولي التشكيلي في فرنسا؛ حيث لم يتقدم فنان مصري للمشاركة في المهرجان، فطلب منه المسئول وقتها بأن يتقدم لإنقاذ الموقف؛ ولذلك حصل على الجائزة.

| edit post
فاطمة الزهراء فلا

أبوظبي: أعلن راشد العريمي الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب منح جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع النشر والتوزيع لدار نهضة مصر للنشر والتوزيع، وعن حجب جائزة أفضل تقنية في المجال الثقافي لهذا العام.

وقد جاء قرار الهيئة الاستشارية للجائزة بتسمية دار نهضة مصر فائزة لاستمرارها في الاسهام في نشر الكتاب العربي لأكثر من ستة عقود.

أما عن أسباب حجب جائزة أفضل تقنية في المجال الثقافي، فقال العريمي كما نقلت عنه صحيفة "الدستور" الأردنية "تقرر حجب جائزة التقنية الثقافية لهذا العام لعدم استيفاء الأعمال المتقدمة للمعايير المشترطة في الفرع".

وأسس أحمد إبراهيم نهضة مصر عام 1938 واستمرت الشركة بنشر عديد من الكتب الثقافية والتعليمية للكبار والأطفال، كما تقوم دار النشر باعداد وطبع عديد من الكتب الخاصة بالأطفال والمأخوذة عن عديد من القصص العالمية.

يذكر أن جائزة الشيخ زايد للكتاب قد قامت خلال الأسابيع الماضية بإعلان فائزي فروعها التسعة، حيث كان الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد وحاكم الشارقة، أول الفائزين بتسميته شخصية العام الثقافية.

وتجري حاليا التحضيرات المكثّفة لحفل الجائزة السنوي في الثالث من مارس القادم على هامش فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب.

ومن أهداف الجائزة المساهمة في تشجيع النشر العربي وحث الناشرين على تقديم كل ما يساهم في الارتقاء بالعقل العربي ويرفد الثقافة العربية بما هو جديد ومميز ومواكب لقضايا العصر، والإسهام في الارتقاء بالإنتاج الإبداعي في مجالات التقنية والاستفادة منها في تطوير الثقافة والتعليم في الوطن العربي.

| edit post
فاطمة الزهراء فلا

أمسية شعرية رائعة تألقت فيها الكلمات مع الألحان العراقية

في سهرة فنية رائعة عاش المثقفون أمسية شعرية في قصر ثقافة المنصورة أدارها الشاعر الكبير مصطفي السعدني ,وكيل وزارة ‘إقليم شرق الدلتا الثقافي وكان ضيفها الشاعر العراقي الكبير أسعد غريري

قرا الشاعر قصائده في الغزل ولحبه الأول والأخير العراق, وامتزج الشعر بالدمعات واللحن والصوت المتميز جمعه العربي ؟وآه ياعراق غناها الشاعر فتأججت المشاعر ,وتذكر الشاعر كم من الأغنيات غناها له المطرب العراقي الكبير كاظم الساهر,وذكر أن الحب الكبير الذي جمع المصريين والعراقيين حب خالد مهما مر الزمن بل أعلن من فوق منبر الشعر المقدس أن عدد المصريين في العراق يؤكد ذلك .

استطاعت الأمسية ان تجمع شعراء الدقهلية من كل الاتجاهات.وكان من أصدقاء الشاعر الكبير الناشر المنصوري فتحي هاشم صاحب دار نشر جزيرة الورد, الذي أصر علي صحبته بعد انتهاء الأمسية ليؤكد علي وحدة الشعبين المصري والعراقي.










| edit post
فاطمة الزهراء فلا



تحتضن الإسكندرية في معرض كتاب مكتبتها الثامن برنامجا ثقافيا حافلا وقويا خلال الفترة من 25 فبراير/شباط الجاري إلى 14 مارس/آذار المقبل يشتمل على فعاليات ثقافية وفكرية متنوعة، بمشاركة دور نشر ومؤسسات ثقافية من 7 دول عربية، هي: السعودية، الإمارات، الكويت، سوريا، المغرب، ليبيا، وموريتانيا। وتحل كل من موريتانيا وفرنسا ضيفتي شرف على المعرض في دورته الثامنة.

وصرح مصدر إعلامي بالمكتبة بأن أولى الفعاليات الثقافية للمعرض سوف تستهل، الخميس الموافق 25 فبراير/شباط، بمحاضرة للدكتور إسماعيل سراج الدين، في افتتاح المعرض. يليها حفل إصدار رواية "في يوم من الأيام في القدس" للدكتورة سحر حمودة، ثم محاضرة تلقيها كلودين ديسولييه (فرنسا)، عن الوسائط المتعددة في مجال التعليم والكتب.
وفي الجمعة الموافق 26 فبراير/شباط، تتحدث فيفيان كويننج (فرنسا) في ندوة أدبية للشباب، تعقبها مائدة مستديرة حول الطبعة العلمية لكتاب الشباب يشارك فيها صوفي بانكار، وتوماس دارتيج، ولورا كافوري (فرنسا)، بينما يتحدث عبدالله سالم ولد المعلى (موريتانيا) عن التواصل الثقافي المصري الموريتاني ويدير الندوة د. عصام السعيد.
وفي السبت 27 فبرايرشباط يطرح د. عماد أبوغازي، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة رؤيته المستقبلية للمجلس الأعلى للثقافة، ويدير الندوة د. هيثم الحاج علي. ثم تعقد ندوة بعنوان "مستقبل الكتاب في ظل الثورة الرقمية" يتحدث فيها: جيل إيبولي، وبرنارد بروست، وميرا برنس (فرنسا). كما تعقد ندوة عن الطرق الشرقية تتحدث فيها مديرة دار جوتنار.
وفي الأحد 28 فبراير/شباط يتحدث الدكتور عصام السعيد، المستشار الثقافي المصري بموريتانيا، عن موريتانيا العربية في الأفق، ويدير الندوة: حسام عبدالقادر، ثم تعقد ندوة حول "تطوير مكتبات الشباب في دول البحر المتوسط" يتحدث فيها فرنسواز دانسيه (فرنسا). وعن خالد الصاوي شاعرًا، يستضيف المعرض الفنان المتميز خالد الصاوي في لقاء يديره الشاعر أحمد فضل شبلول.
وفي الأول من مارس/آذار يتحدث سامح فوزي، عن كتاب "ألوان الحرية"، ويعقد لقاء حول فن الكاريكاتير وتأثيره في المجتمع ويتحدث فيه الفنان عمرو فهمي، ويدير الندوة عمرو شلبي.
وتعقد في 2 مارس/آذار مناقشة كتاب "بقلم أنور السادات" يعقبه حفل توقيع بحضور مؤلفي الكتاب د. خالد عزب، وعمرو شلبي. ويستضيف المعرض أمل مصطفى محمود لتتحدث في ندوة بعنوان "أبي.. مصطفى محمود" ويدير اللقاء الكاتب الصحفي لويس جريس.
أما 3 مارس/آذار فيقوم د. عباس أبو غزالة، بعرض كتاب "رحلة الملوك". ويعقد لقاء أدبي بمصاحبة الموسيقى بالتعاون مع مكتبة أكمل مصر، يشارك فيه محمد جراح، ومنتصر عبدالموجود، وتدير اللقاء سامية سالم.
ويلتقي جمهور المعرض 4 مارس/آذار، بالشيخ خالد الجندي، حيث يقام لقاء مفتوح وحفل توقيع كتاب، ويدير اللقاء د. خالد عزب. ويتحدث الروائي إبراهيم عبدالمجيد، عن أحدث رواياته "في كل أسبوع يوم جمعة"، ويدير الندوة الدكتور السعيد الورقي.
وفي 5 مارس/آذار يتحدث المهندس ياسر قطامش، عن الأدب الساخر ويدير الندوة الشاعر جابر بسيوني.
وفي اليوم التالي 6 مارس/آذار يلتقي الأديب والسيناريست المصري الشاب عصام يوسف بالجمهور لمناقشة روايته "ربع جرام" في ندوة تديرها داليا عاصم، ويلتقي د. نبيل فاروق، رجل المستحيل، بجمهور المعرض في لقاء مفتوح يديره أيمن الشربيني.
وعن تحديات النشر الإلكتروني، يتحدث الأحد الموافق 7 مارس/آذار عبدالحميد بسيوني ومصطفى الحسيني، في ندوة يديرها الأديب منير عتيبة، ويحتضن المعرض أمسية شعرية وموسيقية لشعراء الإسكندرية الشباب، يديرها الشاعر عمر حاذق، ويشارك فيها: حمدي زيدان، وسامي إسماعيل، وصالح أحمد، وعبدالرحيم يوسف، وغانم المصري، يصاحبهم عزف عود للفنان حسني المعاون.
ويحتضن معرض الإسكندرية الدولي للكتاب، الاثنين 8 مارس/آذار ندوة حول كتاب "اللاهوت العربي وأصول العنف الديني" للدكتور يوسف زيدان، يتحدث فيها د. حسن حنفي، ود. عبد المعطي بيومي، يعقبها حفل توقيع للكتاب. ثم يعقد لقاء فني مع الفنان وجيه عزيز بمصاحبة العود.
وفي 9 مارس/آذار يعقد لقاء أدبي بالتعاون مع جماعة إطلالة بعنوان: "تطواف حول الكتابة المصرية في اللحظة الراهنة"، ويدير اللقاء القاص سامح بسيوني، ويشارك فيه كل من: محمد صلاح العزب، ومحمد فتحي، ومحمد كمال حسن، ووسيم المغربي. ثم يناقش د. محمد زكريا عناني، والشاعر جابر بسيوني، ديوان "صوت السكوت" للشاعر ناجي أنس، ويقام حفل فني لفرقة نور ستار بمصاحبة الطفلة نور.
أما يوم الأربعاء 10 مارس/آذار، فيتحدث حلمي النمنم، عن دور الهيئة المصرية العامة للكتاب، في ندوة يديرها د. خالد عزب، ثم يشارك أحمد عبدالمعطي حجازي، ومحمد إبراهيم أبو سنة، وفؤاد طمان في قراءات شعرية، يصاحبها عزف موسيقى يقدمه الفنان هشام عيسى.
ويدير أحمد عصمت علي، ندوة بعنوان "التدوين.. مساحة من الحرية" يناقش فيها عددا من المدونات منها: شمعي أسعد (مدونة قصاقيص ورق)، وغادة عبد العال (مدونة عايزة أتجوز)، ومحمد البنا (مدونة من غير عنوان)، وهشام علاء (مدونة كلام هشام).
وفي الخميس 11 مارس/آذار، تناقش صفاء خليفة، كتاب "أميركا والتدخل في شئون الدول" يعقبها حفل توقيع للكتاب، ويدير اللقاء الدكتور ممدوح منصور، أستاذ العلوم السياسية بكلية التجارة جامعة الإسكندرية.
وحول تحديات الثقافة العلمية في الوطن العربي، يتحدث كل من د. جاسم بشارة مدير إدارة الثقافة العلمية بمؤسسة الكويت للتقدم العلمي، ود. عبدالهادي مصباح، استشاري المناعة وزميل الأكاديمية الأميركية للمناعة والكاتب بالأهرام والمصري اليوم، ويدير الندوة د. مجدي سعيد رئيس الرابطة العربية للإعلاميين العلميين.
وفي اليوم نفسه، تقام أمسية شعرية، للشاعر أحمد سويلم، بالتعاون مع هيئة الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية (بمناسبة مرور 50 عامًا على تأسيس الهيئة) ويدير اللقاء د. محمد زكريا عناني.
ويتحدث الجمعة 12 مارس/آذار عمرو أنور، رئيس قناة النيل الثقافية، حول دور قناة النيل الثقافية في إثراء الحياة الثقافية في مصر والوطن العربي، ويدير الندوة الشاعر صبري أبو علم. ثم يتحدث الكاتب بلال فضل، عن عالمه القصصي، في ندوة يديرها الأديب منير عتيبة، مدير مختبر السرديات.
وفي السبت 13 مارس/آذار يطرح كل من سعيد سالم ود. محمد رفيق خليل ومهدي بندق، قضايا فكرية معاصرة بالتعاون مع اتحاد كتاب مصر فرع الإسكندرية. ثم تقام ندوة عن "عالم أصلان" يتحدث فيها الأديب إبراهيم أصلان، ويديرها الأديب وسيم المغربى.
وفي ختام الفعاليات الثقافية بالمعرض يتحدث الكاتب الكبير محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، يوم 14 مارس/آذار، عن مجموعته القصصية "إزيدورا والأتوبيس" يعقبها حفل توقيع للكتاب، في لقاء يديره الشاعر أحمد فضل شبلول .
| edit post
فاطمة الزهراء فلا

كتب ـ أحمد فضل شبلول

عقب كل إعلان عن جوائز ما، تبرز أصوات المعارضين والمحتجين والرافضين للجائزة والمحكمين فيها، ويتهمونهم بالتحيز وعدم الموضوعية، وفقدان المصداقية، بل البعض يطالب بسحب الجائزة من (فلان الفلاني) لأنه لا يستحقها، وأن هناك من هو أفضل منه، ويستحقها عنه. ويكاد الإجماع على استحقاق شخص ما على جائزة ما من الأمور النادرة الآن.

ويثير لغط كبير، والفائزون هم الفائزون ولا يتغير في الأمر شيء، سوى الانتظار لموسم آخر من الجوائز، فالمتقدمون ـ على الرغم من كل هذا ـ يحدوهم أمل الفوز في مرة قادمة إذا كانت تنطبق عليهم الشروط والمواصفات.

والأمر لا يتعلق بجوائز الدولة، وجوائز اتحاد الكتاب، وجوائز المؤسسات الثقافية الكبرى، أو جوائز الأفراد ذات العائد الضخم، فحسب، ولكن الأمر يتعلق بجميع أنواع الجوائز حتى الجوائز المدرسية أو الجماعات الصغيرة التي تمنح مبالغ زهيدة أو هدايا رمزية جدا (مائة جنيه أو ميدالية، أو شهادة تقدير ورقية).

ما الذي يجعل الكتاب والمبدعون يحسون دائما بأن هناك (كوسة) في منح الجوائز، وأن في معظم الأحيان يفوز بها من لا يستحقها، أو أن هناك تعليمات فوقية بأن تمنح الجائزة لفلان وتحجب عن علان.

ومما يزيد من هذا الإحساس أن بعض المحكمين يكشفون أحيانا ما يحدث في كواليس التحكيم، أو لا يوخذ برأيهم أو صوتهم، أو لا تتم دعوتهم في الجلسات النهائية الحاسمة لمنح الجائزة، كما حدث مع جائزة الرواية العربية المعروفة باسم (البوكر العربية).

أيضا يرى البعض أن الإدارات المكلفة بالإشراف على الجوائز لا تحترم ولا تقدر الأشخاص أو الكتاب الذين يرسلون أعمالهم ولا يتحقق الفوز لهم، فهي لا ترسل لهم ولا تخطرهم بعدم فوزهم (متمنية لهم الفوز في دورة قادمة) ولا تحقق التواصل معهم بأي نوع من أنواع التواصل. فهذه الإدارات تبذل جهدا للتعريف بالجائزة وأهدافها بل بعضها يطوف البلدان العربية ويلاحق الكتاب والأدباء ويحمسهم كي يبادروا بالاشتراك، ثم تتباهى بأن عدد المشاركين تعدى المئات أو الآلاف، دون أن تبذل أي جهد بعد الإعلان عن نتائج الجائزة بالاتصال بالذين لم يفوزوا.

والبعض يشارك رغم تكلفة البريد العالية ويتكبد إنفاق جزء كبير من مرتبه الشهري المتواضع. ولا يتلقى حتى خبر وصول العمل المشارك به إلى المشرفين على الجائزة.

حول الجوائز الأدبية والثقافية ووجهة نظر بعض الشعراء يدور هذا التحقيق.

* عزت الطيري: حولوها إلى الشئون الإجتماعية والضمان الإجتماعى

الشاعر المعروف عزت الطيري الذي تقدم أكثر من مرة للحصول على جائزة الدولة التشجيعية، يقول: كلما ذُكرت أمامى جوائز الدولة لمستُ ونكأتُ جرحا يأبى أن يندمل، فأنا المظلوم الأول فى هذه الجوائز، فرغم وصولى إلى سن الإستيداع بعد سنوات قليلة (1/7/2013) إلا أننى حتى الآن لم أحصل على التشجيعية، وهى أدنى جوائز الدولة فى حين حصل عليها تلاميذي وأبنائي، ومن أقل مني قامة بكثير، بل وحصل عليها شعراء عامية على اعتبار أنهم شعراء فصحى، والعكس أيضا، وحصل عليها من لا يعتبر شاعرا ولا تعتبر شاعرة من الأساس، إرضاء لهم أو لهن.

ويضيف الطيري: ليس شرطا أن تكون مبدعا حقيقيا لكي تحصل على هذه الجوائز، فقد حصل عليها وزراء ورؤساء وزارات، وليس شرطا أن تكون جديرا بهذه الجوائز، وإنما من شروطها الخفية أن تكون من أصحاب الأصوات العالية التى تحدث جلبة وضوضاء، وأن تكون عالما ببواطن الأمور وعلى صلة بأصحاب القرار ومن لهم حق التصويت، وأن تكون على صلة وثيقة بأعضاء لجان منح الجوائز، وأن تكون لحوحا ملحا تتقافز هنا وهناك.

ويذكرنا الشاعر عزت الطيري بما فعله الكاتب الراحل عبدالعال الحمامصي، عندما تخطوه في جائزة التفوق، وأعطوها لغيره أقل عطاء منه، فقد اعتصم بداخل المجلس الأعلى للثقافة ولم يفك اعتصامه إلا بعد أن أخذ وعدا بنيل الجائزة في العام الذي يليه، وقد كان.

ويذكرنا أيضا بالقصة التي رواها مسئول كبير في وزارة الثقافة عن الأديب الذي ذهب إلى أعضاء لجنة منح الجائزة المتقدم إليها وأفهم كل عضو على حدة أنه لن يحصل على الجائزة وبدلا من يأخذ صفرا من مجموع الأصوات طلب منه أن يعطيه صوته فقط ليحسن صورته أمام الناس، وكرر ذلك مع باقي أعضاء اللجنة وفوجىء الجميع بأنه أخذ كل أصوات اللجنة وحصل على الجائزة بالإجماع.

ويذكر الطيري أيضا الأديب الذي طرق بيوت أعضاء اللجنة وراح يبكي ويقبل رؤؤسهم، وأرسل زوجته إلى زوجاتهم لتكرر نفس التمثيلية ليفوز بها في النهاية.

ويرى الشاعر عزت الطيري أن جوائز الدولة في السنوات الأخيرة تراعي الظروف الصحية والإجتماعية للمتقدم، وبذلك يُحرم المبدعون الحقيقيون من الجوائز ليفوز بها أنصاف الموهوبين وأرباع الموهوبات وليتهم تهنوا بها بل أعطيت لهم بعد وفاتهم أحيانا.

وهنا يتساءل الطيري: لماذا لا تتحول هذه الجوائز إلى وزارة الشئون الإجتماعية توفيرا للوقت، مادام الإبداع ليس هو المقياس الحقيقي، ومادامت الأمور تسير بهذه الطريقة في القاهرة.

* جابر بسيوني: المعروف عرفا كالمشروط شرطا

أما الشاعر جابر بسيوني فيقول: لم تعد الجوائز ـ سواء الرسمية أو الخاصة ـ اليوم، كما كانت عليه بالأمس من حيث الحجية القانونية أو المصداقية الإبداعية، نظرا لما طرأ عليها من مصالح آلت بها إلى أن أصبحت مواقيت للقاء أصحاب الأغراض والتربيطات، والتي صارت في حياتنا الآن، تجري مجرى العُرف، وينطبق عليها القاعدة الفقهية (المعروف عرفا كالمشروط شرطا).

وعليه ـ يقول بسيوني ـ أصبحنا نألف ما يتم بشأن هذه الجوائز سواء جوائز الدولة الرسمية ـ والتي في الكثير منها لا تمثل الواقع ولا تصادف الحقيقة ـ أو جوائز الشخوص (جوائز الدعاية والإعلان) والإكراميات غير المعلنة.

ويؤكد بسيوني أن النوع الثاني كان بمثابة السوس الذي نخر وينخر في كيان الجوائز وقيمتها. ويشير إلى جائزة الدولة التقديرية التي منحت لسيد القمني، ويتساءل ما حيثيات المنح، ومَن وراء وضع جائزة مثل جائزة الدولة التقديرية موضع الثمن لمصالح سياسية؟

أما عن الجوائز الخاصة أو جوائز الشخوص أو الدعاية والإعلان كما يسميها جابر بسيوني، فيشير إلى من أسعدهم الحظ بالفوز بها، وكيف كان فوزهم لأسباب وأغراض إما سياسية أو عقائدية أو نفسية لضرب وحدة هذا الوطن (مصر).

وبالرغم من ذلك يرى بسيوني جانبا مضيئا وسط هذه الصورة القاتمة، فهناك بصيص من الأمل يبزغ من خلال اكتشاف أسماء صادقة ومبدعة تظهر من خلال التحكيم تتمثل في جوائز الدولة التشجيعية، فهي جائزة تخضع للتحكيم وكتابة التقرير الفني، فضلا عن قلة قيمتها المادية ـ قياسا للجوائز الأخرى ـ التي تجعلها بعيدة عن شهية أصحاب المعدات المادية التي لا تشبع ولا تقنع.

* عاطف الجندي: الجوائز العربية أيضا تقع في الفخ

الشاعر عاطف الجندي يرى أنه جميل أن يجد المبدع من يقدره من خلال جوائز أدبية أو غيرها من صنوف التكريم، والأجمل أن تكون هذه الجوائز عن استحقاق وبعيدة عن شبهة المجاملة. وإذا نظرنا إلى الجوائز العربية التى تقدم فى بعض الدول العربية فرغم أنها جوائز مالية كبيرة، والمفروض أن تكون بعيدة كل البعد عن الحسابات السياسية أو الأيدولوجية، ولكننا للأسف نجدها تقع في هذا الفخ.

ويتوقف عاطف الجندي عند الجائزة والقيمة الكبيرة التي يقدمها برنامج ومسابقة "أمير الشعراء" في أبوظبي فيقول: أنا ضد هذا المسمى فللشعر أمير واحد نعرفه، ولكن أن تسمى الجائزة بهذا الاسم وهي التي تمنح لشباب الشعراء حيث أنها تقتصر على سن معين، فكيف يكون اسمها إذا كانت مفتوحة وغير مقيدة بسن؟ فهو تقليل من الاسم الذي تقلده أحمد شوقي.

وهو يرى أن هناك بعض الحسابات التي "لا أدري كيف تكون بحيث أنك تجد أن من يصل للمراحل النهائية وفي معظم الأحيان ليس بهذا القدر من الشاعرية والتمكن الذى يجعله جديرا بالوصول إلى المراحل النهائية، ويا كم رأينا أن هناك شعراء ظلموا من جراء ذلك".

ويعرج على جائزة مسابقة "شاعر المليون" الممنوحة في أبوظبي أيضا للشعر النبطي فيذكر أن جوائزها أكبر كثيرا من جائزة أمير الشعراء المخصصة لشعراء الفصيح (خمسة ملايين درهم للنبطي مقابل مليون درهم للفصحى)، وكأن القائمين على هذه الجوائز يشجعون الإقليمية واللهجات المحلية بعيدا عن اللغة الواحدة وهى التي تستحق أن تكون في الصدارة وهي الفصحى. وهذا ليس تقليلا من الشعر المحكي بقدر ما هو خوف على اللغة العربية التي تندثر كلما مر يوم جديد وتسير للإنقراض.

وهذا ليس مبالغة مني ـ والكلام لعاطف الجندي ـ ولكن بالنظر لما يحدث في المدارس الخاصة والعامة من إهمال للغة العربية، وأيضا في القنوات الفضائية من خلال مذيعين لا يجيدون التحدث باللغة العربية، بل أن هناك قناة أو أكثر تتبنى االعامية في التحدث فقط!

وعن بقية الجوائز الأدبية والثقافية العربية يقول الشاعر عاطف الجندي: وحتى باقي الجوائز العربية فلها سياساتها وقوانينها ولا يعرف المبدع لماذا لم يفز وليس له الحق فى الاعتراض على النتيجة!

أما عن الجوائز في مصر، فيشير الجندي أنها ليست بعيدة عن هذه الشبهات فأكبر جوائز في مصر تدور في نفس الفلك من حيث الشللية، ومن يتفق مع وجهة نظري وتوجهي الأدبي فهو من يستحق الجائزة، وربما جاءت الجوائز نتيجة هجوم سابق على الأديان كما حدث مؤخرا، أو من يحصل على الجوائز وخاصة التشجيعية لا بد أن يرتبط بصلة ما بالقائمين على منح هذه الجوائز.

فمن تخرج من تحت أيدى المحكمين أثناء الدراسة فهو آمن، ومن يرتبط بعلاقة صداقة فله نصيب ومن ينافق ويجامل فهو كذلك ولهذا بَعُدَ كل الشرفاء وكل من ليس له واسطة بالبلدي عن التقدم لهذه الجوائز لأن النتيجة معروفة مقدما من خلال علاقاتك وليس من خلال إبداعك. وللأسف هذه السياسة تنطبق على تسعين بالمائة من الجوائز في أي مكان في مصر حتى ولو كان دكانا يبيع السجائر.

ويوضح عاطف الجندي نقطة في غاية الأهمية وهي أن المبدع المشترك في هذه المسابقات لا يُقدَّر إذا خسر بل يتوارى وينكر أنه اشترك فيها، وربما زعم أن هناك من اشترك له ـ أو باسمه ـ في المسابقة بدون علم منه.

وفي النهاية يتمنى الشاعر عاطف الجندي أن يحصل كل من يشترك في هذه المسابقة أو تلك على شهادة تقدير، فهذا أقل واجب لمن يغامر بسمعته في مسابقة محفوفة المخاطر وليست عادلة. وفي رأيه النهائي أن المسابقات أصبحت سيئة السمعة.

* فاطمة تطالب بتقصي الحقائق

الشاعرة فاطمة الزهراء فلا، تقول في البداية إن الجوائز الأدبية تقليد جميل لكن هناك علامات استفهام عديدة أولها: ماالمعايير التى تنمح على أساسها الجوائز؟ ومن يقيم الأعمال؟ ومن يعلم بها دون أن يدري الآخرون؟

وتقول: من المفروض أن يكون العمل المقدم قد فرض نفسه على الساحة الأدبية. ومن الأشياء التي تثير العجب أن يظهر فجأة أديب بلا أي مقدمات لمجرد أنه يستطيع أن يسوق لنفسه إعلاميا ويجامل هذا وذاك ويفرض سطوته لنفوذه أحيانا على بعض النقاد من ذوي النفوس الضعيفة، حتى النشر نفسه له شللية؛ وأولها "نشرة الاتحاد" ومجلة "ضاد"، لهما نفس الأسماء ونفس الأقلام، مع أن هناك مبدعين يتفوقون إبداعيا على من ينشرون.

وتطالب فلا لجنة الجوائز باتحاد الكتاب أن تتقصى حقائق كل ما ينشر من إبداع ليصبح للجائزة معناها ووصولها لمن يستحقها.

* مغربي: الجوائز رافد هام في أثراء الواقع الثقافي

الشاعر القنائي محمود مغربي يرى أن الجوائز الأدبية في عالمنا العربى تظل من أهم الروافد الهامة في اثراء الواقع الثقافي، وهى بالفعل علامة مضيئة تستحق الإشادة كثيرا، مؤكدا أنه لم يحصل على أي جائزة سوى جائزة أخبار الأدب في الشعر التي تستحق الإشادة والتحية رغم بعض الشبهات هنا وهنااك التي يراها البعض.

ويشير مغربي إلى أن هناك أسماء جيدة متميزة قدمتها هذه الجوائز إلى عالمنا الثقافي والإبداعي بشكل رائع، ومعظم هذه الأسماء مازالت تقيم في قراها ومدنها بصعيد مصر والبعيدة عن العواصم العربية.

ويضرب أمثلة بـ (جائزة الشارقة للإبداع العربي) التي يقدمها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقد حصد كثيرون من مبدعي قنا المراكز المتقدمة لهذه الجائزة ومنهم على سبيل المثال الأدباء والشعراء والنقاد: محمد صالح البحر، منى الشيمي، سيد الطيب، ممدوح النابي، جمال عطا، عبيد عباس عبيد وغيرهم. وكل هؤلاء يقيمون في قراهم ومدنهم بصعيد مصر (محافظة قنا) وهناك أقرانهم في قرى ومدن أخرى في وطننا العربي. لقد ذهبت إليهم الجوائز عن استحقاق وجدارة.

* قرني: سمعة الجوائز داخل مصر غير جيدة

الشاعر والروائي أحمد قرني محمد يقول: ربما أكون واحدا من الأدباء الذين تعاملوا مبكرا مع الجوائز العربية ـ وكان ذلك وأنا في الجامعة ـ حيث حصلت على جائزة سعاد الصباح، وكان ذلك عام 1996 وكان حلم الأديب في مصر وقتها أن يحظى بالاعتراف من المجتمع الأدبي الذي كانت تسيطر عليه الشللية حيث كان الجو العام في مصر آنذاك فاسدا والأبواب كلها موصدة في وجه الأدباء والجوائز التي ترصدها وزارة الثقافة تذهب إلى أدباء بعينهم ثم إن قيمتها المادية قليلة للغاية حتى أنه لا يمكنك حتى أن تنشر مجرد قصيدة في مجلة من مجلات وزارة الثقافة وربما لا يقرأها أحد.

ويضيف: كان حصولي على هذه الجائزة مبكرا دافعا قويا كي أستمر فقد لقيت احتفاء من الأصدقاء الأدباء لا يوصف وحينها شعرت بقيمة أن تحصل على جائزة من بلد عربي لا يعرفك فيه أحد وبعدها.

ثم يذكر أنه في عام 1998 أعلن عن جائزة سوزان مبارك في أدب الطفل وتقدمت لها وحصلت على المركز الأول فيها بقصة للطفل بعنوان "شادي في دنيا الحواديت"، وامتدت علاقتي بالجوائز العربية وحصلت على جائزة دار الصدى المسماة حاليا بجائزة دبي الثقافية وحصلت على جائزتها في الرواية عن رواية (حارس السور).

ويرى قرني أنك كلما تأكدت من مصداقية الجائزة أقبلت على المشاركة فيها وهو مثلا ما حدث مع جائزة الشارقة على مدار دورتين حيث حصل على جائزة الشارقة في الرواية عام 2004 عن رواية "آخر سلالة عائلة البحار"، وفى عام 2007 حصل عليها للمرة الثانية في أدب الطفل عن ديوان شعر للأطفال "عصفور وحرف ووطن" وهى جائزة تنظمها دائرة الثقافة والإعلام هناك في إمارة الشارقة. ويقول: حين سافرنا إلى الشارقة رأينا كيف يتعاملون هناك مع الأدباء بكل ود واحترام ولأن على رأسها حاكم مثقف ومبدع وهو الشيخ سلطان القاسمي، وهي جائزة لمن تعامل معها نزيهة وتحكم بحيادية تامة وكل من تعامل معها من أصدقائي من الأدباء يشهد بذلك.

أما الوضع داخل مصر فيوضح قرني أنه لم يقترب من الجوائز التي تنظمها وزارة الثقافة، فليس لديه ثقة فيها وسمعتها غير جيدة، وهى دائما تذهب إلى أناس بعينهم، وهذا شيء يتردد كثيرا على موائد الأدب، وليس خافيا على منظميها ويكفى ما يثار كل عام حتى عن جوائز الدولة التي هي من أرفع الجوائز.

ومن ناحية أخرى جرَّب قرني التقدم لجائزة نادي القصة، ورغم أنه لم يدخل نادي القصة مطلقا، فقد حصل على جائزته مرتين مرة عام 2003 عن رواية "آخر سلالة عائلة البحار" ومرة عن رواية أخرى عام 2007.

| edit post
فاطمة الزهراء فلا
المعرض نجح في أن يكون مخزنا ضخما للكتب يضم أبرز الناشرين العرب والمحليين ، ولكنه لم يعد عرسا للثقافة وأهل الفكر والرأي والإبداع في كافة المجالات.

أما الندوات الثقافية فلم تجذب زوار المعرض لأنها تكرس لأسماء وقضايا نمطية ليس فيها جديد للنقاش حوله وإنما تكرارا مملا لقضايا قتلت بحثا ، ودائما ما يغلب عليها الطابع الحكومي ، وهكذا تسربت الرتابة لنشاط المعرض وفقد بريقه الذي كان يؤكد قيمة ومكانة مصر الثقافية " ..

هذه الانتقادات تعلو كل عام وتصاحب فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب ، وفي ختام الدورة الـ42 للحدث الثقافي الأبرز عربيا ، استطلعت " محيط " رأي عدد من الكتّاب في أداء معرض القاهرة للكتاب ، وحملت التساؤلات للكاتب الصحفي حلمي النمنم نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب المنظمة للمعرض.

و أكد النمنم أن المعرض يتراجع أداؤه حينما يتحول لساحة جدل السياسي بين التيارات المختلفة ، ورغم أن ذلك يرضي الجمهور إلا أنه يصرف جهود القائمين على المعرض لمعالجة مشكلات أمنية وإعلامية كبيرة ، في حين يفشلون في تحقيق هدفه كمعرض دولي للكتاب او مراقبة أداء الناشرين أو التصدي لمحاولات بيع كل شيء في المعرض .. وليس الكتاب فقط ، محذرا من سحب الصفة الدولية عن المعرض بعد أن كان يحتل المرتبة الثانية دوليا..

وبنظرة عامة على المعرض ، فقد قال عدد من رواد المقهى الثقافي لـ" محيط " أنهم لمسوا هذا العام تطورا في الناحية التنظيمية ومستوى أعلى من النظافة والخدمات الإعلامية والصحفية كذلك ، أما زوار أجنحة هيئة الكتاب فركزوا على التخفيضات الهائلة في أسعار الكتب ولكن معظمهم اعتبر أن موضوعات الكتب تجذب المتخصصين وليس العامة وأنهم يحتاجون لكتب تواكب الشأن السياسي المحلي والعالمي ، إضافة لحاجتهم لسلاسل تاريخية عامة وليس في تاريخ مصر فحسب .

أما زائري الأجنحة المختلفة ، مصرية وعربية ، فاعتبروا أن أسعار الكتب قد ارتفعت بما أعاقهم عن شراء أغلب العناوين التي جاءوا للحصول عليها ، وكثير من محدودي الدخل فضل التجول في سور الأزبكية حيث الأسعار أقل بكثير ، واتفق الجميع على أن حفلات توقيع الكتب هي أبرز مفاجآت هذا العام لأنها تجعلهم يلتقون وجها لوجه مع مؤلفي الكتب الصادرة حديثا ، أما الناشرين فقد أجمعوا على زيادة المبيعات هذا العام نظرا لحجم الإقبال الجماهيري ، مقترحين اختيار موعد لمعرض الكتاب لا يتزامن مع امتحانات منتصف العام .

وقد اتفق كل من الناقد د. صلاح فضل والأديب يوسف القعيد ، وهما عضوان في لجنة النشاط الثقافي بالمعرض ، على أن الفعاليات تناسب طبيعة المرحلة الحالية والمثقفين والجمهور المصري .

نبيل فاروق

ولكن على نقيض ذلك فإن الأديب المصري نبيل فاروق يرى أداء المعرض فاترا ، و90% من موضوعاته الثقافية والمشاركين فيها يعتمد على المجاملات ولا تحقق إفادة حقيقية للجمهور ولذلك فهو لا يقبل على حضورها ، وأكد أن الهيئة حكومية ولن تتمكن من إدارة نشاط ثقافي حر وبالتالي كان يمكن توكيل إدارة الفعاليات الثقافية لجهات خاصة وليست حكومية ، مؤكدا أن البرنامج الثقافي بهذا الشكل يرضي الدولة ولا يرضي القاريء أو المثقف .

ويتفق معه الناقد الأدبي د. يسري عبدالله ، مؤكدا أن المعرض تحول لأداة للثقافة الرسمية بدلا من أن تتجاور داخله تنويعات المشهد الثقافي ، ورابطا حاله بحال الثقافة المصرية عموما ، كما انتقد اختيار محاور المعرض التي اعتبرها غير موضوعية ومنها محاور ، برأيه ، كانت تثير السخرية وتكشف الحال البائس للمعرض والمخططين له مثل " الوباء في الأدب " ؛ إذ أنه ليس مبحثا جماهيريا ولا هاما في الوقت الراهن .

أما د. حسام عقل مدرس النقد الأدبي بجامعة عين شمس فيرى أن المعرض نجح من الوجهة الكمية ؛ فقد شارك به ما يقرب من 800 دار نشر فضلا عن حجم المشاركات العربية والدولية ، ولكن ما يلاحظ عليه شحوب النشاط الفكري والنقدي المصاحب ، واهتمام القائمين على إعداد البرنامج الثقافي بمراكز القوى التقليدية والأسماء الكبيرة القريبة من مؤسسات السلطة ، غاضين الطرف عن الأسماء الجديدة التي فرضت نفسها في واقع الحياة الثقافية وخاصة من جيل الشباب ، سواء في نشاط الكتابة أو النقد ، وهي لم تستبعد كل الشباب وإنما اكتفت بحضور رمزي لهم .

حسام عقل

كما اعتبر عقل أن معظم المشاركين في الأنشطة الثقافية لا يمثلون بصدق الخريطة السياسية ولا الأدبية أو الثقافية إجمالا ، فقد كانت الأسماء مكررة إلى حد كبير وكذلك المحاور العامة للبرنامج الثقافي .

وانتقد استبعاد أسماء لها حضورها العربي ثقافيا ومنهم الحاصلين على جائزة ساويرس أو جوائز اتحاد الكتاب ، بما اعتبره دليلا على اهتزاز ميزان العدالة لدى الهيئة ، مؤكدا الحاجة لدفع الشباب في صفوف القائمين على اختيار البرامج الثقافية لضمان الحيوية وعودة الروح للمعرض من جديد .

أما الكاتب أحمد الخميسي فاوضح أن المعرض أصبح كمخزن ضخم للكتب وأنه لم يعد احتفالية ثقافية وفكرية ، مطالبا بدعوة كل أشهر رموز التيارات الفكرية للنقاش حول اهم القضايا لكسر حالة الجمود الحالية .

من جانبه اعتبر نقيب الصحفيين السابق الكاتب جلال عامر أن زيادة جرعة الانتقاد تعوق المعرض وتعوق محاولات الاستنارة التي يسعى القائمون عليه لإحيائها في المجتمع ، واقترح الاهتمام بالكتابة الساخرة في أنشطة المعرض الثقافية المقبلة باعتبار أنها الأكثر جذبا لمعظم شرائح القراء .

ويتفق مع هذا الرأي د. مصطفى عبدالغني الكاتب الصحفي والمهتم بالشأن الثقافي ، والذي أشاد بالبرنامج الثقافي وباقبال الجمهور على المعرض بما يعني أن الثقافة الورقية المتمثلة أساسا في الكتاب مازالت بخير ، بعكس الشائعات التي تروج من ان الإنترنت والثقافة الرقمية عموما قد طغت ولم يعد هناك مكانا للكتاب في البيت المصري لأن الأجيال الجديدة تتجه للثقافة الرقمية ، وخاصة أن الشباب كانوا أغلب رواد المعرض.

حلمي النمنم

تفنيد الاتهامات

ورداً على الانتقادات السابقة ، قال حلمي النمنم نائب رئيس هيئة الكتاب لـ " محيط " : الموضوعات السياسية الشائكة لا يمكن مناقشتها في المعرض وخاصة المحلية منها مثل قضية التوريث ؛ لأن المعرض ثقافي بالدرجة الأولى والقضايا السياسية المباشرة ليست من اولوياته .

أما عن استبعاد نجوم الثقافة ممن لا يتبعون للسلطة بالولاء ، فرأى أنه اتهام غير مبرر ؛ حيث ضم محور " الشهادات " ندوة للأديب المصري حاصل جائزة مبارك لهذا العام بهاء طاهر وهو عضو رسمي بحركة كفاية المعارضة ، وكان من بين المشاركين في الندوات الثقافية حسين عبدالرازق أمين عام حزب التجمع ، ود. محمد سليم العوا أمين عام اتحاد العلماء المسلمين والمعروف بآرائه الجريئة تجاه السلطة .

واكد النمنم أن المعرض يترك لضيوفه من المثقفين مخاطبة الجمهور بحرية تامة عن أية موضوعات ، وأنه لم توجد نية لاستبعاد أسماء بعينها أو تيارات أدبية أو فكرية ، ولكن إدارة الهيئة من جانب آخر ترفض فكرة فرض أسماء بعينها على النشاط الثقافي .

ونفى أن تكون هناك ضغوطا حكومية وخاصة من وزارة الثقافة تمارس بحق الهيئة رغم أنها تتبع لها ، وقال أن معرض القاهرة الدولي للكتاب لابد من احترام طبيعته ، وحينما كان د. سمير سرحان مديرا للمعرض ويستضيف نجوم السياسة ويناقش القضايا السياسية الساخنة ، تحول معرض القاهرة لأسوأ ما يكون شكلا وموضوعا .

وتحول كما لو كان حزبا سياسيا وليس معرضا ثقافيا ، وانتشرت سرقات الناشرين للمؤلفين ، ولم يكن أحد يولي هذه المسائل عنايته لكثرة المشكلات الأمنية وخروج مظاهرات وغير ذلك ، وأحيانا كان المنتدون في ندوة ثقافية يتشاجرون ، أو تجد أن الباعة الجائلين يتحركون في المعرض لعرض سلعهم بحرية .

وقال أنه زار معارض عربية كثيرة وكان يحزن لأن معرض القاهرة هو الأسوأ والأقل نظاما ونظافة ، ومن هنا يرى أن الأحزاب السياسية تحاول تحميل المعرض مسئولية فشلها .

جانب من النشاط الثقافي بالمعرض

وتساءل حلمي النمنم : لماذا ينشغل جمهور المعرض والناشرون بقضية مثل ترشيح البرادعي للرئاسة أو علاقة الإخوان المسلمين بالسلطة أو نشاط أحمد عز في الحزب الوطني ، كلها قضايا بالتأكيد شديدة الخطورة ولكن مكان مناقشتها ليس معرض الكتاب وإنما الأحزاب والتجمعات الصحفية المختلفة.

و لفت إلى أن القائمين على الأنشطة الثقافية إذا اختاروا مناقشة هذه الموضوعات فلابد أن تشارك بها جميع الأطراف المعارضة والسلطة وغيرها ، وهي فكرة تنتج عنها مشكلات تعوق نجاح المعرض ، وفي حالة نجاح إدارة المعرض في إعادته لمكانته الدولية كمعرض للكتاب ، يمكن أن تبدأ في التفكير في استضافة الأنشطة الثقافية والسياسية الساخنة من هذا النوع.

موضحا أن المعرض لا يمكنه مناقشة القضايا المحلية وخاصة السياسية لأنه ذو طابع دولي بالأساس ويفترض فيه عدم التركيز على مصر وحدها .

كما أشار إلى أن أي قامة سياسية أو ثقافية يمكن بسهولة استضافتها في المعرض ، مثل الكاتب محمد حسنين هيكل أو د. محمد البرادعي ولكن نظرا للتكدس الجماهيري الكبير قد يحدث ما لا يحمد عقباه دائما , واعتبر أن برنامج المعرض تناول محاور هامة وهي " الأزمة المالية العالمية " و" أنفلونزا الخنازير " و " الرواية العربية " وتم استضافة كافة التيارات لمناقشة هذه المحاور من ليبراليين وإسلاميين وحتى شيوعيين ، ولكنه رفض ما اعتبره فرض جهات بعينها أجندتها على المعرض .

وفي سؤال حول اقتصار إصدارات هيئة الكتاب علي مخاطبة النخب المثقفة وحدها ، نفى ذلك تماما ، موضحا أن 43% من إصدارات الهيئة أدبية ، ما بين القصة والشعر والرواية وكتابة الطفل ، ويكتبها شباب ، وكذلك من كتب الروائع مثل الأعمال الكاملة لدستوفسكي التي صدرت هذا العام وكانت مطلوبة للغاية من جمهور المعرض ، ويضاف لها نسبة كبيرة للكتب الدينية وكتب التراث ، معتبرا أن الهيئة العامة للكتاب خصصت نسبة لعموم القراء لم تخصصها أي دار نشر اخرى .

وردا على تساؤل آخر حول غياب مشاهير الكتاب عن إصدارات الهيئة ، قال النمنم : هناك كاتب وغير كاتب ، لا يوجد كاتب صغير وآخر كبير ، اما الشهرة فتصنعها وسائل الإعلام وليس مهمتنا السعي وراء المشاهير ، لأن معظم المشهورين حاليا يعتمدون على وسائل الترويج المختلفة والكتابات المثيرة في الجنس والسياسة والدين لاجتذاب الجماهير .

| edit post
فاطمة الزهراء فلا

أشاد الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، بالدور الكبير الذي يقوم به بيت الشعر في الحفاظ على المرتكزات الأساسية للشعر، ورعاية الموروث الشعري وإسهاماته في إثراء الساحة بالروافد الشابة من الشعراء، مؤكدا على ضرورة دعم الشعراء الشبان في كافة أقطار العالم العربي، وبكافة السبل.

جاء ذلك خلال لقاء حاكم الشارقة صباح أمس، بمجموعة من الشعراء والأدباء المشاركين ضمن الدورة الثامنة لملتقى الشارقة للشعر العربي 2010 في بيت الشعر بمنطقة الشارقة القديمة.

وتطرق القاسمي خلال اللقاء للحديث عن الواقع الثقافي في إمارة الشارقة، مشيدا بالمنجز الثقافي الذي حققته دائرة الثقافة والإعلام خلال العام المنصرم، حيث تجاوز عدد الأنشطة الثقافية 1600 نشاط محلي وإقليمي وعالمي.

وأكد أن احتواء الشارقة لهذا الكم من البرامج والأنشطة الثقافية ما هو إلا نتاج عمل دام لسنوات، وأسهم في استحقاق الشارقة للعديد من الألقاب والجوائز الثقافية وعلى كافة الأصعدة.

حاكم الشارقة أشار إلى أهمية الحوار بين الحضارات، مستعرضا تجربة الشارقة في هذا المجال، وفي مختلف المحافل الثقافية والأكاديمية ومن خلال أيامها الثقافية التي تقيمها في مختلف أرجاء المعمورة.

ووجه دائرة الثقافة والإعلام بضرورة نقل أنشطة بيت الشعر لتعم كافة الوطن العربي، كما وجه الدائرة برعاية ودعم الشعراء الشباب العرب داخل وخارج دولة الإمارات.


| edit post
فاطمة الزهراء فلا

الدار البيضاء: تنطلق الجمعة القادمة فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء في نسخته السادسة عشرة بزنقة يتزنيت

وصرح مصدر إعلامي مغربي بأن الفعاليات المصاحبة للمعرض سوف تتوزع على ثلاث قاعات كبيرة هي: قاعة عبدالكبير الخطيبي، وقاعة عبدالهادي بوطالب، وقاعة مصطفى القصري، وتشتمل هذه الفعاليات على قراءات شعرية، ومقهى تواصلي حر، وندوات، وقراءات في أحدث الكتب المغربية، ولقاءات مفتوحة، وموائد مستديرة، وقراءات قصصية، وتجارب نقدية، مع عروض فنية منظمة من طرف وزارة الثقافة المغربية بمشاركة الوزارة المنتدبة المكلفة بالجاليات المغربية المقيمة بالخارج ومجالس الجالية المغربية بالخارج

ومن الندوات المتميزة بمعرض الكتاب وفق "ميدل ايست" ندوة وزراء ووزيرات الثقافة يتحدثون عن تجاربهم ويشارك فيها: مي بنت محمد آل خليفة البحرين" سهام البرغوثي "فلسطين" مصطفى شريف "الجزائر" بنسالم حميش "المغرب

وسوف يلقي دومينيك دوفيلبان رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق كلمة في تلك الندوة، يتبعها مواطنه الشاعر الفرنسي أندري فيليتر بلقاء مع عبدالرحمن طنكول بتنظيم من بيت الشعر في المغرب بالتعاون مع وزارة الثقافة.

كما يكرم المعرض المستعرب الإسباني بيدرو مارتينيس مونتابث بمشاركة عبدالواحد أكمير وكارمن روس برابو وسعيد بنعبدالواحد ومحمد الصالحي وفتحية بلباه والحسين بوزينب

وللثقافة الأمازيغية نصيب في معرض الكتاب بالدار البيضاء حيث تعقد ندوة "الهجرة والأدب الأمازيغي" بتنظيم من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بالإضافة إلى ندوة مظاهر تطور الكتابة الإبداعية الأمازيغية.

وغير ذلك من عشرات الندوات والمشاركات والفعاليات التي يزخر بها المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء هذا العام، والتي منها اللقاء المفتوح مع كل من د. جابر عصفور ود. صلاح فضل، وهما المصريان الوحيدان المشاركان بالمعرض، بعد أن تم توجيه الدعوة إلى ستة عشر كاتبا وناقدا وأديبا، منهم: جمال الغيطاني، وسعيد الكفراوي والسيد نجم، وفاطمة ناعوت، ولكن لسبب يجهله هؤلاء تم استبعادهم من المشاركة.


| edit post
فاطمة الزهراء فلا

القاهرة: تستضيف مصر في الفترة من 10إلى 20 فبراير الجاري أسبوعاً للثقافة الصينية وذلك بعد موافقة وزير الثقافة المصري فاروق حسني، وتشهد دار الأوبرا في كل من القاهرة والإسكندرية ودمنهور فعاليات هذا البرنامج الثقافي.

ووفقاً لحسام نصار مستشار وزير الثقافة ورئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، يأتي هذا الأسبوع الثقافي الصيني في مصر ليعبر عن مدى العلاقات الوثيقة بين كل من البلدين على كافة الأصعدة وخاصة على الصعيد الثقافي الذي يؤكد على عراقة حضارتين في عمق التاريخ.

ومن المقرر أن يتضمن البرنامج عروضا لأوركسترا "تشونغنتشينغ" السيمفوني تحت عنوان "ربيع الحب"، والذي يقدم بمناسبة عيد الحب، ويشير نصار إلى أن هذا يعتبر مشاركة وجدانية بين شعوب العالم تطلقها مصر من خلال أوبرا القاهرة والإسكندرية ودمنهور إلى العالم، ويقدم الأوركسترا عروضه على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية يوم الأحد 14 من فبراير، ثم مسرح سيد درويش بدار أوبرا الإسكندرية يوم الثلاثاء 16 فبراير، ثم دار أوبرا دمنهور يوم الأربعاء 17 فبراير.

| edit post
فاطمة الزهراء فلا

" اعمل عبيط "

وفي جناح الدار " المصرية اللبنانية " التقينا بمسئول الدر علي إسماعيل الذي أكد أن أكثر الكتب لديهم كتاب "اعمل عبيط " لجمال الشاعر بالإضافة إلى "كراسي" يوسف معاطي وهو رحلة جديدة مفاجئة تنقلنا لأماكن مختلفة في إيطاليا وباريس وإمبابة والزمالك والهرم والبيت الأبيض، وتنجح في أن تجعلنا دون أن ندري نتعايش معها ونحس بها كأنها شخصيات حية بكل ما فيها من فرح وحزن وانتصار وإخفاق من خلال أدب ساخر وأديب ساخر.

وكتاب "النظام السياسى المصرى بين إرث الماضي وآفاق المستقبل" للدكتور علي الدين هلال ويعد الكتاب أول بحث علمي شامل يتناول بالتحليل النظام السياسي الراهن في مصر فيدرس الدستور والسلطات التشريعية و التنفيذية والقضائية، والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني ، والحركات الاجتماعية الاحتجاجية، من منظور التفاعل بين موروثات الماضي وآفاق المستقبل، وعناصر الاستمرار وقوى التغيير.

ومن العناوين الجديدة لدى الدار كتاب رواية " الحياة لحظة" سلام إبراهيم، "اعترافات جراح" د.علي حلمي تحكي هذه الاعترافات سيرة ذاتية أدبية لواحد من أعظم الأطباء رفع اسم وطنه في أعظم المحافل الدولية، وهو رجل آمن بالإبداع فلم تغرُه شهرة ولم يسعَ إليها، يكشف في أوراقه ما يمكن أن يتعرض له الشباب المتعلم في بداية حياته العملية .

" كتب الطهي تجتذب أغلب شراح الجمهور " هكذا أكد لـ"محيط" وليد علي مسول جناح "أخبار اليوم" في معرض القاهرة للكتاب.

وعن عناوينهم الجديدة لهذا العام جاءت مجموعة أعمال د.مصطفى محمود التي أعيد طبعها من جديد.

ويشكو وليد من ضعف الإقبال هذا العام نظرا لعوامل كثيرة أهمها فترة الامتحانات والدخل المحدود للمواطن المصري.


| edit post
فاطمة الزهراء فلا
التقى جمهور معرض القاهرة الدولي للكتاب في ختام فعالياته الثقافية بوزير الثقافة المصري فاروق حسني ، حيث امتلأت القاعة بالحضور وخاصة من الكتّاب والإعلاميين ، وأدار اللقاء الإعلامي عبد اللطيف المناوي، بمشاركة د. محمد صابر عرب رئيس الهيئة العامة للكتاب.

استهل د. عرب الحديث مؤكدا أن مفهومنا للثقافة تجاوز قضية المسرح والأدب والإبداع واتسع ليشمل الحياة بكل مواردها، مشيرا إلى ما اعتبرها جهودا كبيرة تبذلها الوزارة لتحقيق أهدافها ولمواجهة الظلامية .

الوزير الذي تأخر عن موعده ساعة كاملة متعللا بصعوبة المرور، أكد في بداية اللقاء أن الحديث عن الثقافة لا يمكن أن تحيط به رأس واحدة، لأنها مسألة نسبية فلكل شخص رؤيته ومعارفه التي يؤثر بها علي المجتمع، تبدأ من حب الإنسان للمعرفة والابتكار وتنتهي برحابة لا يمكن أن نحيط بها بشكل أو بآخر.

وأوضح أن الوزارة مسئولة عن النشاط والحركة الثقافية أما الثقافة نفسها فهي مسئولية الشعوب بأكملها، وهي السلوك الحضاري للبشر ومحصلة لكل تجربته ورؤاه وكل ما قابله في الحياة سواء كان عقلانيا أو عاطفيا أو غير ذلك.

حسني أكد أن مصر دولة متنوعة امتصت كافة الحضارات التي جاءت عليها لتقدم حضارتها الخاصة، مشيرا إلى أن الحضارة المصرية القديمة قدمت طرحها في الأدب والعمارة والفكر والفنون والموسيقى وكافة الفنون، مؤكدًا علي أن المجتمع المصري يستطيع تصدير كل فنون الثقافة، وعلق بأن الفلاح المصري البسيط في الحقل يتصرف بحضارة ويعرف كيف يدبر أمور عائلته بأدوات بسيطة.

وأشار إلي حالة المعرض قبل توليه الوزارة وكيف كان مخصصًا لبيع الكتب فقط، وعندما لاحظ كم الرواد الذين يتدفقون إليه كان لابد من الاستفادة منهم وتقديم الزاد الثقافي إليهم والذي سيعود بدوره علي المجتمع. وكشف الوزير عن عملية نقل المعرض إلي مكان آخر في دورته القادمة يتسع فيه النشاط وبصيغه لم يتم معرفتها بعد.

أجر رمزي

الوزير الذي أكد أن المعرض حق من حقوق المواطن ولا يمكن أن يلغي بقرار من الدولة، سئل عما إذا كان هناك نية بفصل الجانب التجاري عن الثقافي في المعرض وإمكانية أن تتخلي الدولة عن دورها لصالح إحدى الجهات؟ وأجاب بأن الوزارة تعودت علي جمع التجاري والثقافي في الوقت الذي لم يكن هذا متاحًا قبل توليه الوزارة. وأوضح أن المسألة إذا آلت لأصحاب دور النشر فسوف ينقلب المعرض إلي الشكل التجاري البحت، مؤكدًا أن وظيفة الدولة خدمة المجتمع بالعمل الثقافي ودعم أنشطته ليقدم للمواطن بأجر رمزي.

وعن دور الوزارة أوضح أنها تقوم بتوفير العدة والعتاد الثقافي للمجتمع، وتوفير البنية التحتية وهي الآلة الضخمة التي تضخ الثقافة التي ينتجها المجتمع، ولكن وزارة الثقافة لا تنتج ثقافة ووظيفتها اختيار العناصر الجيدة من الإنتاج الثقافي كي تقدمها للمجتمع، مؤكدا علي ضرورة أن تقوم الدولة بالبحث عن رموز جديدة في كافة العمل الثقافي. ولذلك فإنه عندما يتحدث أحد عن تراجع ثقافي تشهده الساحة فهذا ليس صحيح لأنه تراجع إبداعي وليس ثقافي.

وأضاف حسني: نحن في حاجة لإيجاد المحرك الثقافي وهو أهم عنصر لأنه يدرك ويتفحص الموجود في المجتمع لكي يقدمه، وهذا يحتاج لتربية كوادر ثقافية تضع البرمجة الثقافية بتصورات معينة وهذا موضوع علمي أكثر منه أدبي أو فكري ، مؤكدا على ضرورة اختيار هذه الكوادر بجدية بعيدًا عن المحاباة وهذا يعطي للثقافة حقها.

وقال: نحن شعب متنوع بدرجات معرفة وتعليم متفاوتة ولابد من وضع الإستراتيجية الثقافية من خلال ما هو موجود ومتنوع لصالح المجتمع، مؤكدا على أن الوزارة في خدمة الجميع ولا تعتمد علي فكر بعينه وليس هناك أي انتقاء، لأن الفكر يجب طرحه علي المجتمع مثلما استقبلته الوزارة.

وأكد الوزير أنه منذ توليه المسئولية شرع في تنفيذ خطة أخذت منه فترة طويلة حتى يتم تنفيذها وتم فيها عمل بنية تحتية تحقق ما يمكن تخيله، فتم إنشاء المكتبات ومراكز الإبداع وغير ذلك والتي تحتاج في تمويلها إلي ميزانية كبيرة، مع الأخذ في الاعتبار أن جميع الحكومات في العالم تعتبر الثقافة مجرد فعل زائد عن الحاجة ولكن في مجتمعنا لابد من تدخل الدولة لأن طباعة الكتب وإنشاء المسارح وغير ذلك أشياء مكلفة.

جانب من اللقاء

الشوكة الرنانة

وأشار إلى أن الثقافة ليست مثل التليفزيون تستطيع أن تدخل كل بيت ببساطة، وكان القرار بتطوير البنية الثقافية في العاصمة في بداية الأمر لأن الحالة الثقافية للقاهرة كانت متردية ولم يكن فيها معقلاً لتقديم أي شيء، والعاصمة بمثابة الشوكة الرنانة التي يجب أن تكون قوية حتى تتسع الدوائر.

وأضاف حسني أنه تم توسيع الدوائر لتشمل كافة المناطق في الوطن، فتم إنشاء 540 قصرًا للثقافة، واستعادة القصور المهدمة وتمت إقامة المسارح في الأقاليم مع الاهتمام بالمجتمع المدني ومنظماته الثقافية، كما ارتفعت قيمة التفرغ التي تمنح للمبدع بنسبة عالية حتى يكون هناك إبداع حقيقي، وتم إيقاظ التراث المصري وأصبح هناك وعي لدى المجتمع حتى يطرح الكثير من الأشياء داخل قيم المتلقي.

وأوضح أنه تم وضع المشروعات العملاقة، فتم التخطيط لأكبر متحف في العالم، وإنشاء متحف الحضارة، وتم إحياء القاهرة التاريخية وسيتم قريبًا افتتاح الجزء الأكبر من شارع المعز الذي يحتوي علي 33 أثرًا. بجانب إنشاء مكتبات في القرى النائية والتي وصلت إلى 120 مكتبة.

قال الوزير: إن التحدي هو أعظم قيمة يهديها الإنسان لمجتمعه وأنه لا يجب أن نصدق من يقول بأن البساط الثقافي يسحب من تحت مصر، فكيف يمكن هذا ولدينا 120 متحفًا، وهذا يدل علي أن مصر متقدمة ثقافيا، وما يحدث من تراجع إنما هو تقصير من مبدعيها.

وعن السبب في انحسار الثقافة المصرية أكد الوزير علي أن الثقافة عملية إبداعية تبدأ بالتعليم ولابد أن تتكاتف فيها كافة الوزارات. وتحدث عن مشروع القرن بترجمة 2000 كتاب برغم صعوبة المسألة التي تدور في فلك 27 لغة وحق الملكية الفكرية، مشيرا إلى مشروع طه حسين الذي طمح لترجمة 1000 كتاب ولم يقدم سوي 600 كتاب فقط.

وعن المشاكل التي تواجهها قصور الثقافة في الأقاليم أكد حسني أن هذه القصور تحتاج لمن يديرها وأن الموظفين فيها يقومون علي خدمة المبدع، مطالبا بعدم النظرة السطحية لمبدع الأقاليم ؛ فكل الكبار أتوا من هناك مثل يحيي حقي وطه حسين فالإبداع يتخطي الحدود.

لم يمر اللقاء مع حسني دون الحديث عن معركة اليونسكو التي أكد إنه لم يخرج منها مهزومًا حيث كان يحتاج لصوت واحد لكي يفوز بالمنصب العالمي، مشيرًا إلي القوى الصهيونية المضادة التي لا يمكن تصديقها وأنه لم يتخيل أنها بهذه القوة، وأكد أن خلال يومين فقط قبل التصويت كتبت ضده ما تجاوز الـ 4500 مقال تم رصدها من موقع "جوجل" ومعني ذلك أن القوى الصهيونية العالمية قوية ولها خيوط عنكبوتية تلف الكرة الأرضية.

| edit post