فاطمة الزهراء فلا
21:19:40


ضغوط على الصحافة

الديون أم الجرأة وراء إغلاق أشهر مجلة مغربية؟


رئيس التحرير أبو بكر الجامعي: لن امارس الصحافة في المغرب وقررت اختيار المنفى الطوعي.

أجبر تراكم الديون الحكومية على صحيفة "لو جورنال" الاسبوعية المغربية على اقفال مكاتبها والتوقف عن الاصدار، فيما تشير تقارير الى ضغط حكومي وراء الاغلاق بسبب جرأة المجلة في تناول المحظور السياسي.

وتطرقت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" في عددها الصادر الثلاثاء الى اقفال المجلة واصفة أياها بـ"نهاية تجربة فريدة في مجال النشر بالعالم العربي".

وقالت مراسلة الصحيفة هبة صالح ان المجلة "اجبرت على الاقفال بعد تراكم ديونها للدولة وتحديدا لادارتي الضرائب والضمان الاجتماعي".

واشارت صالح الى موضوع الحريات الصحفية وحرية الرأي والتعبير في دول المغرب العربي اذ تقول ان عدة بلدان في هذه المنطقة تمارس منذ اشهر ضغوطا كبيرة على الصحافة والاعلام ومنها تحديدا المغرب.

وتعدد صالح في تقريرها عدة حالات ملاحقة وسائل اعلامية ومؤسسات صحفية وصحفيين ما دعا المنظمات الدولية للدفاع عن حرية الصحافة الى رفع الصوت حيال ما وصف "بالاتهامات المفبركة الهادفة الى التخويف واسكات أي صوت معارض".

ونقلت "الفاينانشيال تايمز" عن رئيس تحرير المجلة ابو بكر الجامعي قوله ان "المجلة كسرت المحرمات طيلة اعوام وتطرقت الى مواضيع مثيرة لجدل كبير منها المصالح الاقتصادية والتجارية للملك ومواضيع سياسية ساخنة كقضية الصحراء الغربية ووضعت موضع تساؤل اكثر من مرة مصداقية الطاقم الحاكم من مسؤولين محليين مرورا بوزراء وصولا الى الملك محمد السادس نفسه".

واختار رئيس تحرير المجلة المغربية المستقلة ابو بكر الجامعي المنفى الطوعي احتجاجا على اغلاق السلطات اسبوعيته بدعوى عدم تسديد "ديون كبيرة".

وصرح الجامعي في مؤتمر صحافي في الدار البيضاء "لن امارس الصحافة في المغرب وقررت اختيار المنفى الطوعي".

واغلقت السلطات القضائية مقر "لو جورنال ايبدومادير" في 28 كانون الثاني/يناير بعد ان امرت محكمة الدار البيضاء "بتصفية قضائية" لشركة "ميديا تراست"، دار نشر المجلة التي كانت تطبع 18 الف نسخة في الاسبوع حتى 2003.

واعلن احد محامي اصحاب ديون المجلة، ان ميديا تراست ادينت بعدم تسديد "ديون كبيرة" الى الصندوق الوطني للضمان الاجمتاعي وبعض المصارف وادارات الضرائب. وقد تجاوزت الديون خمسة ملايين درهم (حوالى 450 الف يورو).

وقال المحامي ان التصفية القضائية تخص مسؤولي ميديا تراست لكنها لا تنطبق على شركة "تريميديا" التي حلت محلها وتنشر "جورنال هبدومادير" منذ سبع سنوات.

واعترف ابو بكر الجامعي مساء "بمشاكل في ميزانية (مجلته) وصعوبات في تسييرها".

الا انه شدد على ان "الاطاحة بلو جورنال ايبدومادير يجب ان يثير نقاشا وطنيا حول حرية الصحافة في المغرب".

من جانبه اعلن الصندوق الوطني للضمان الاجماعي في بيان ان قضية ميديا تراست تتعلق بشكوى "لتسديد ديون متراكمة منذ عدة سنوات في نطاق تطبيق القانون. انها قضية محض تجارية".

لكن مسؤولي المجلة يتساءلون لماذا نفذ القضاء امرا لاستعادة ديون شركة "تريميديا" التي ليست معنية بتلك الديون.

وكانت اسبوعية "لو جورنال ايبدومادير" التي تأسست سنة 1997 مستقلة واشتهرت بالتطرق اسبوعيا الى العديد من الموضوعات المحرمة ولا سيما في السياسة الداخلية