أدب الخيال العلمي في القرن الجديد .. ندوة بمعرض الكتاب
محيط – شيرين صبحي
أكد الكاتب المصري محمود قاسم أن عقلية المصريين استوعبت الخيال العلمي كنوع أدبي يقرأوه ويؤلفوه بشكل مبدع، مستعرضا ما قام بكتابته في مجال الخيال العلمي منذ عام 1994م وكيف كانت أعماله مصدرا للعديد من الدراسات ورسالات الماجستير التي قام بها بعض الكتاب الشباب.
وانتقد خلال ندوة "الخيال العلمي في القرن الجديد" بالجناح الروسي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الانحدار في المستوي التعليمي في مصر الذي أدى إلي تهميش هذا النوع من الكتابة في الوقت الذي أصبح فيه العلم يتحرك بسرعة رهيبة أكثر من خيال المؤلف ومن هنا بدأت أزمة الكاتب والمتلقي.
وأشار قاسم إلي أن بعض الكتب التي صدرت في روسيا وتكلمت عن الخيال العلمي كان أصحابها علماء وهذا مهم، وأن الشعب المصري عرف الخيال العلمي في السينما أكثر من الأدب ولذا أصبح الخيال العلمي غريبا في هذا الوطن الذي استقبله من قبل.
هناك ثلاث مراحل أساسية مرت بها كتابة الخيال العلمي، الأولى – بحسب قاسم – كانت الكتاب الكلاسيكيين، والثانية ازدهرت فيها وسط أوروبا، بينما كتب في المرحلة الثالثة أساتذة متخصصين وكان يكتب بها علماء.
وأوضح أن معظم كتاب الخيال العلمي في مصر ليسوا من دارسي العلم ولذلك كانت أفكار غالبيتهم متأثرة بالأفكار الكلاسيكية التقليدية.
من جانبه أكد كاتب الخيال الروسي سرغي لوكياننكو أن أهم عنصر في تكوين كتاب الخيال هو وجود كتب خاصة بهذا النوع من الأدب من دول مختلفة، فالكتاب يتعلمون من بعضهم البعض، مشيرا إلى تفوق الأمريكيين في خلق عوالم جديدة، بينما يتميز كتاب الخيال في روسيا في إيضاح الجوانب الإنسانية الموجودة.
وأضاف أن الكتاب المصريين وحتى الشباب عندما يقرأون أعمال الخيال لمؤلفين أجانب يستطيعون أن يبدءوا كتابة أعمال خيالية خاصة بثقافتهم المحلية، لأن مصر أحد المراكز الأساسية للحضارة الإنسانية وهي غنية بالتاريخ والأساطير، وسيكون شيقا أن يبدأ كتاب الخيال المصري في شرح ذلك الجانب من تاريخهم.
الكاتب المولود في كازاخستان عام 1968م أكد أن الكتب الناجحة غالبا ما تعرض الجوانب المحلية للأوطان وتناقش في نفس الوقت العديد من القضايا التي تهم الإنسانية بأكملها. موضحا أن العالم الآن يتميز بتغيرات متعددة وتوجد فرصة لظهور عدد من الاتجاهات الأدبية في دول لم تصل لمصاف الدول المشهورة أدبيا، وفي هذا يتصور أن أمام كتاب الخيال في مصر فرصة سانحة للحصول على شعبية جارفة إلى جانب منافع مادية بالتأكيد.
وعن المدارس المختلفة في كتابة الخيال العلمي، أوضح لوكياننكو أن أشهر المدارس هي الأمريكية التي تحاول خلق عوالم سواء على كواكب جديدة أو طرق جديدة للحياة، بينما تأتي المدارس الروسية في المرتبة الثانية التي تركز على حياة بطل أو اثنين ويتم وصف العالم المحيط بدرجة أقل، ومن المدارس القوية أيضا البولندية التي تمتلك حس مختلف وهي أقرب للخيال منها للرواية.
المدرسة الفرنسية ضعيفة إلى حد ما، بينما توجد مدرسة متطورة في اليابان ولكن الأكثر شعبية يكون لكتب "الكومكس"، كذلك فإن المدرسة الإنجليزية موجودة لكنها تشبه الأمريكية.
وألقى لوكياننكو الضوء على المدرسة الروسية التي بها عدد من الاتجاهات أحدها الخيال العلمي للأطفال وهناك الكثير منها يشبه "هاري بوتر"، وهناك اتجاه أخر يحتوي على روايات تحمل طابع وطني وخيالي كذلك ويرجع ذلك إلى انهيار الإتحاد السوفيتي الذي سبب العديد من المشاعر المأساوية، لذا تتحدث هذه الكتب عن عدم انهياره وأنه مستمر في الوجود وتناقش الصراع الذي يقوم بين الإتحاد السوفيتي إذا ما كان موجودا وبين الولايات المتحدة الأمريكية.
هناك اتجاه أخر يحمل طابع تقليدي لكتب الخيال، والكتب التي تناقش الرحلات إلى الفضاء والعوالم الأخرى والإنسان الآلي. وفي جميع الاتجاهات يوجد العديد من الكتب الجيدة. وتنشر روسيا ما يقرب من 600 أو 700 كتاب خيال علمي في السنة.