فاطمة الزهراء فلا

دعوة السيد ________________





برعاية اللواء سمير سلام محافظ الدقهلية والكاتب الكبير محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر وأمين عام اتحاد الكتاب العرب


تحية طيبــة وبعــد ...



من منطلق التواصل الثقافي بين اتحاد كتاب مصر – فرع الدقهلية ومختلف الهيئات والقطاعات في الإقليم ، ومن أجل مشاركة ثقافية فعالة ، وبرعاية الأستاذ محمد سلماوي الكاتب الكبير رئيس اتحاد كتاب مصر.



يسعد اتحاد كتاب مصر – فرع الدقهلية أن ينظم المؤتمر الإبداعي الأول تحت عنوان:



" الإبداع وحرية التعبير "



يستضيف المؤتمر أ.د. مسعد محمد على رئيس مجلس إدارة مركز شباب المنصورة ( استاد المنصورة)



والذي يشارك فيه نخبة مميزة من الكتاب والصحفيين والإعلاميين.


يرأس المؤتمر الأستاذ الدكتور عبد الحميد القط


أمين المؤتمر :الأستاذ سمير بسيوني رئيس اتحاد كتاب مصر – فرع الدقهلية


مقرر المؤتمر: الشاعرة فاطمة الزهراء فلا



يشارك في البحوث كل من: دكتور عاطف العراقي -الأستاذ قاسم مسعد عليوة


دكتور شعبان عرفات -الأستاذ حسن الجــوخ -دكتور إبراهيم عوض


الأستاذ حزين عمر- الشاعر محمود بطوش -الشاعر محمود الزيات


الأستاذ أمين مرسي -الأستاذ سمير الفيل



ومن الشخصيات العامة:


الكاتب محمد السيد عيد -الروائي محمد جبريل -الشاعر أحمد سويلم


الروائي رفقي بدوي- الروائي فؤاد قنديل- الناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا


الصحفي مصطفى القاضي- الصحفي أشرف مفيد -الصحفي مصطفى عبد الله


الصحفية إنجى عبد الستار -الصحفية سهي رجب -الصحفي حنفي المحلاوي



وذلك يوم الثلاثاء الموافق 3/08/2010م – في تمام الساعة 10 صباحا


باستاد المنصورة الرياضي - شارع عبد السلام عارف - المنصورة



رئيس فرع اتحاد كتاب مصر.......فرع الدقهلية


سمير بسيوني

| edit post
فاطمة الزهراء فلا

إتّحــاد كــُتـّـاب مصـــر

فـــرع الدقـهــليــة و دمياط

المنصورة: 44 شارع عمر بن الخطاب - تقسيم 6 أكتوبر

(050) 236 0692 -- (010) 904 5149

المؤتمر الأول لاتحاد كتاب الدقهلية ودمياط

"الإبــداع وحـرِّيــة التعبــير"

رئيس المؤتمر: أ. د. عبد الحميد القط

أمين عام المؤتمر: أ. سمير بسيوني

التقــديم: أ. فاطمة الزهراء فـلا

أمانة المؤتمر:

د‌. علي السيد أ. شوقي وافي

أ‌. عبده الريس أ. فاطمة الزهراء فلا

أ‌. علي علي عوض أ. محمد عبد المنعم عطا الله

أ‌. السعيد نجم أ. عبد الخالق السيد

أ‌. فرج مجاهـد أ. مريـم توفيق

دعــوة

السيـد / -----------------------------

يَسعـد اتحـاد كتاب مصر فرع الدقهلية ودمياط بتشريفكم المؤتمر الأول للاتحـاد ، والذي ينعقد تحت محور:

"الإبــداع وحـرِّيــة التعبــير"

وذلك يوم الثلاثاء الموافق 03/08/2010م الساعـة العــاشرة صبــاحا بـاستاد المنصــورة بشـــارع عبد السلام عارف.

رئيس الفــرع

سمير بسيوني

المؤتمر الأول لاتحاد كتاب مصـر بالمنصورة

الإبداع وحرية التعبير

البرنامج:

الجلسة الافتتاحية: 10:00 12:00

كلمة الدكتور عبد الحميد القط رئيس المؤتمر

كلمة الأستاذ سمير بسيوني أمين عام المؤتمر

بحث الإبداع وحرية التعبير د. عاطف العراقي

مراسم التكريم:

أ. د. عاطف العراقي أ. شوقي وافي

أ. عبد العزيز الشناوي أ. عبد الهادي النجار

الجلسة الأولى : 12:15 - 13:15

عن القصة والرواية:

د. إبراهيم عوض أ. أمين مرسي

أ. حسن الجوخ د. شعبان عرفات

إدارة الجلسة: د. علي السيد

الجلسة الثانية : 13:30 - 14:30

عن الشعر والشعراء:

أ. حزين عمـر أ. محمود بطوش أ. محمود الزيات

إدارة الجلسة: الشاعر عبده الريس

استراحة غـداء: 14:30 - 15:30

الجلسة الثالثة : 15:30 - 16:30

أ‌. د. عبد الحميد القط

أ. قاسم مسعد عليوه

أ‌. المتولي حمزة

أ।سمير الفيل

يدير الجلسة: أ ।علي عوض

الندوة الشعريـة : 16:30 - 17:30

نخبـة من شعراء الدقهلية ودميـاط

تقديم: فاطمة الزهراء فلا

على هامش المؤتمر سيتم حفل توقيع كتاب جديد

للفنان /أحمد الجناينى

اتحـاد الكتّـــاب يرحب بالجميع

ويتمنى لكم قضاء وقت ممتع

| edit post
فاطمة الزهراء فلا

ا[على+عوض.bmp]

لثلاثاء الأول من الشهر القادم। يقيم فرع اتحاد الكتاب بالدقهلية مؤتمرا لليوم الواحد بعنوان: "الإبداع وحرية التعبير" يرأسه د. عبدالحميد القط. وأمينه العام سمير بسيوني. والمقررة فاطمة الزهراء فلا. تلقي في المؤتمر أبحاث للنقاد: د। عاطف العراقي ود। إبراهيم عوض وحزين عمر ومحمود الزيات ود। علي الغريب وأمين مرسي ود। شعبان عرفات ومحمود بطوش। *وحسن الجوخ।ومن الصحفيين مصطفي القاضي ومصطفي عبد الله يدير جلسات المؤتمر علي عوض وفرج مجاهد وعبده الريس كما ينهي المؤتمر أعماله بأمسية شعرية لشعراء الدقهليةتديرها الشاعرة فاطمة الزهراء.।

ضيف شرف المؤتمر ا।د مسعد علي رئيس مجلس إدارة استاد المنصورة الرياضي الذي يقام فيه المؤتمر.

| edit post
فاطمة الزهراء فلا

بمناسبة مرور عشرين عاما علي مهرجان القراءة للجميع و في زيارة للشاعر الكبير محمد محمود عبد العال لمكتبة مبارك بالمنصورة قام بتفقد الأنشطة وأبدي إعجابه بها ووعد بتقديم أمسية شعرية خاصة بالمكتبة , كما قام سيادته بإهداء المكتبه بعضا من مؤلفاته منها أم كلثوم,وأعلام من بلدي।من المعروف أن الشاعر الكبير من مواليد قرية تمي الأمديد وكتب العديد من الدواوين الشعرية أشهرها العيون الملهمة । كما شغل منصب نائب رئيس اتحاد كتاب مصر بالدقهلية لدورتين متتاليتين।وهو عضو مؤسس باتحاد كتاب الدقهلية.
| edit post
فاطمة الزهراء فلا

أمانة أدباء مصر تحدد موضوع الدورة القادمة‮:‬

تغيرات الثقافة‮.. ‬تحولات الواقع

حددت أمانة مؤتمر أدباء مصر موضوع الدورة القادمة وهو‮ ( ‬تغيرات الثقافة‮.. ‬تحولات الواقع‮)‬،‮ ‬يناقش من خلاله المحاور التالية‮: ‬المحور الأول‮: (‬المثقف الآن‮) ‬وفيه يتم مناقشة هذه الموضوعات‮: ‬مفهوم المثقف الآن،‮ ‬التمثيلات الثقافية لتغيرات الواقع،‮ ‬المثقف بين العزلة والتفاعل،‮ ‬المثقف بين الموسوعية والتخصص،‮ ‬أما المحور الثاني فهو‮ (‬الأدب العربي نحو شراكة حضارة جديدة‮)‬،‮ ‬وفيه تطرح القضايا التالية‮: ‬الثقافة الوطنية وثقافة العولمة،‮ ‬الدور المصري في الثقافة الإنسانية،‮ ‬الأدب العربي وقضايا الترجمة،‮ ‬أما المحور الثالث فهو‮ (‬تغيرات الأدب متغيرات الواقع‮)‬،‮ ‬ويناقش‮: ‬لغة الأدب الجديدة ومتغيرات اللغة العربية،‮ ‬الأدب في عالم متحول،‮ ‬مغامرة الأشكال الأدبية الجديدة،‮ ‬في حين يحمل المحور الرابع عنوان‮ ( ‬الأدب المصري المعاصر‮.. ‬مراجعات وتحولات‮) ‬وفيه‮: ‬الثقافة المصرية بين المركزية والتعدد،‮ ‬التهميش وثقافة الهامش،‮ ‬الأدب المصري المعاصر بين الجمود والتغريب،‮ ‬المواطنة وتجلياتها في الأدب،‮ ‬ويدور المحور الخامس حول‮: ( ‬الظواهر الأدبية الجديدة‮) ‬وفي هذا المحور‮: ‬السرد والميديا،‮ ‬الشعر والميديا،‮ ‬الاتجاهات الأدبية الجديدة‮ .. ‬ملاحظات ومراجعات،‮ ‬أشكال التلقي الجديدة‮.‬
كما ستشهد فعاليات المؤتمر مائدتين مستديرتين الأولي عن الثقافة والواقع تساؤلات المستقبل،‮ ‬والثانية يستضاف فيها رموز الحركة الإبداعية في الأقاليم لالقاء شهاداتهم،‮ ‬وورشة أدبية عن‮ ( ‬الجماعات الأدبية الجديدة‮).‬
ومن جهة أخري مازالت الأمانة تفاضل بين المحافظات المرشحة لاستضافة هذه الدورة،‮ ‬رأس الاجتماع د‮. ‬جمال التلاوي أمين عام أمانة أدباء‮ ‬مصر‮.‬

| edit post
فاطمة الزهراء فلا
21




القوة الناعمة والثقافة في حلقة نقاشية


هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تنظم حلقة نقاشية حول الثقافة في العلاقات الدولية ضمن فعاليات مهرجان أصيلة.

أبوظبي - نظمت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث حلقة نقاشية تحت عنوان "الثقافة الحلقة المفقودة في العلاقات الدولية" ضمن فعاليات مهرجان أصيلة الثقافي بالمملكة المغربية تطرقت الى موضوع الدبلوماسية الثقافية ووضعيتها في عالم اليوم.

وناقش المشاركون خلال الحلقة مختلف جوانب هذا الموضوع بدءا بالدور الذي يلعبه الاقتصاد في الحقل الثقافي وصولا إلى مدى تأثير التكنولوجيا الحديثة على مفهوم "القوة الناعمة".

وتميز اللقاء الفكري بمشاركة متحدثين من عالم السينما والسياسة والفنون والإعلام وترأسه كل من محمد بن عيسى عمدة مدينة أصيلة ووزير الخارجية والثقافة سابقا وسينثيا شنايدر القادمة من جامعة جورج تاون بواشنطن وسفيرة الولايات المتحدة إلى هولندا سابقا.

وأكد الدكتور سامي المصري نائب المدير العام للفنون والثقافة والتراث بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن الدبلوماسية الثقافية مفهوم جديد نسبيا ولكن هذا لا ينفي تجلياتها الإيجابية على المدى البعيد وحلقة النقاش هذه فرصة ملائمة لتحليل القواسم المشتركة وأوجه الاختلاف وتبادل وجهات النظر حولها.

وشدد على أن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تشجع مثل هذه المناظرات حول خصوصيات مختلف المنظومات الثقافية الأمر الذي من شأنه تحقيق المساواة في الحقوق ودعم الالتزام بالتلاقح الثقافي.

وطرح المشاركون مقاربة متميزة لإمكانية تسخير الحكومات للثقافة وتبادل الأفكار في سبيل تعزيز مستوى التفاهم بين مختلف الجهات على الساحة الدولية.

وذكرت شنايدر في مشاركتها أن الأنشطة المتصلة بالثقافة هي ما يميز الجنس البشري عن باقي الكائنات.

مشيرة الى أنه عندما نفهم ثقافات أخرى يتسنى لنا النظر إلى الناس على أنهم أناس بالفعل فالخطاب السياسي عادة ما يميل إلى التقسيمات والتعاملات المبنية على الصور النمطية.

وكان من ضمن المتحدثين الخبير ريتشارد آرندت الذي ألف كتابا مرجعيا في الموضوع بعنوان "ذي فيرست ريزورت أوف كنغس" بالإضافة إلى أندراس سيمونيي سفير هنغاريا السابق لدى الولايات المتحدة و مارك دون فرايد مؤسس ومدير معهد الدبلوماسية الثقافية في برلين.

وقد طرح المتحدثون عددا من الأفكار المهمة حول الدبلوماسية والعمل الحكومي ودور الفنون والثقافة في تقريب الدول بعضها ببعض حيث انتهوا الى ضرورة استدامة التحاور في مجمل هذه المواضيع والعمل بشكل دؤوب على تفعيل وتعميم أهداف الدبلوماسية الثقافية في المنطقة.

| edit post
فاطمة الزهراء فلا
21


لم يغفل الكاتب عن حق المرأة


القضية الفلسطينية تستحوذ على القسط الأوفر من كتاب 'بين السياسة والفنون' لرياض نعسان أغا.


كتب ـ المحرر الثقافي

استحوذت القدس، باعتبارها مدينة عالمية مقدسة، على القسط الأوفر من أحدث كتب وزير الثقافة السوري، الدكتور رياض نعسان أغا، الذي ضمنه خبراته ومسيرته وعلاقاته بين الثقافة والإعلام والسياسة على مدار أكثر من أربعة عقود.

واحتلت القضية الفلسطينية، بأحداثها وتواريخها وتداعياتها، الثلث الأول من الكتاب الذي بدأه الوزير السوري بالإشادة بقرار اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2010، والذي اعتبره بداية لتنفيذ تعهدات عربية سابقة لتكثيف الاهتمام بالمدينة المقدسة وتذكير العالم بكونها مدينة "محتلة" خاصة وأن الشعب الفلسطيني ـ حسب قوله ـ ليس المسؤول الوحيد عنها، بل هي مسؤولية كل مسلم ومسيحي في العالم أجمع.

ومثلما أفرد الكتاب مساحة واسعة للقدس، لم يهمل قطاع غزة الذي اعتبره رائدا في انتفاضته ومفجرا لظاهرة "أطفال الحجارة" كونه مصدر نشوة عربية ومصدر تعاطف دولي.

وأشار الوزير السوري في كتابه إلى أن "الحقيقة الأولى التي يستفيدها العرب من العدوان الأخير على غزة هي أن السلام مع إسرائيل وهم لا يمكن تحقيقه"، وأن أهم قوة تعتمد عليها إسرائيل "هي الانقسام والتمزق العربي الذي يترك الأمة ضعيفة مستباحة".

لم يعول الكاتب كثيرا على دور الرئيس الأميركي باراك أوباما في تصحيح الأوضاع في المنطقة العربية، رغم اعترافه بذكائه وكونه يسعى للتغيير، "لكن تصريحاته الداعمة بشكل مطلق لإسرائيل لم تعط الفلسطينيين أية جرعة أمل"، منوها إلى أن انتصار القضية العربية مرهون بالعرب وبقدرتهم على التمسك بحقوقهم والدفاع عنها وليس انتظار منحة أوربية أو أميركية.

وأكد الدكتور رياض نعسان أغا وزير الثقافة السوري، أن الدفاع عن فلسطين المحتلة مسئولية الأقباط وليس المسلمين فقط، وانتقد فى كتابه "بين السياسة والفنون" تخاذل الشعوب العربية فى إنقاذ وحماية فلسطين المحتلة واعتمادهم على الاتفاقيات والمساعدات الدولية لحل الأزمة.

والكتاب ـ الذي صمم غلافه الفنان حسين جبيل ـ يتناول عددا من التجارب الشخصية والمواقف التى جمعت بين المؤلف وبعض الشخصيات الفنية والسياسية ويحوي الكتاب 63 فصلا من بينها "القدس عاصمة الثقافة العربية، ثمن الحرية، حقائق تقدمها غزة، بين الاعتدال والممانعة، آفاق التغيير المرتقب، نجاح الدبلوماسية العربية، حوار الحضارات فى استامبول، هل يحكمنا التاريخ؟ استعادة مكان التراث، نحن وتركيا، نحن وأصدقاؤنا الأرمن، الثقافة العربية وجلد الذات، خطاب المستقبل المضطرب، كنيس أمام الأقصى، مؤتمر القدس فى العهد العثمانى، القدس ومسئولية المجتمع المدنى، ونساء من لبنان وغيرهم.

وانتقل الكاتب بسلاسة من السياسة، كونه وزيرا حاليا وسفيرا سابقا، إلى الفن والثقافة، باعتباره ـ كان ولا يزال ـ إعلاميا وشاعرا وناقدا عربيا مرموقا، حيث استعرض ذكرياته مع أحداث فنية وثقافية عايشها أو شارك فيها وعلاقاته مع فنانين ومثقفين التقاهم أو صادقهم في مسيرته الطويلة.

فقد ضم الكتاب ما يشبه الرثاء لشخصيات عربية رحلت، بينها الشاعر السوري نزار قباني الذي أساء البعض فهمه فظنوه شاعر تهتك ومجون، والأديب الساخر محمد الماغوط الذي كانت أعماله تعبيرا جارحا عن مراحل الانهيار العربي، والشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي طلب من عشاقه إنقاذه من هذا الحب القاسي لأنهم بدأوا يطالبونه بما يفوق طاقته الإنسانية.

ويناقش المؤلف في فصل "نزار قباني شاعرنا"، فكرة اتهام الشاعر الراحل نزار قباني بالمجون في الوقت الذى وصف فيه الأديب الراحل طه حسين شعره بـ "المحقق" حيث يسلط الفصل الضوء على أهمية شعر قباني والدور الذى قدمه للثقافة العربية.

كما انتقد وزير الثقافة السوري الشاعر أدونيس خصوصا بعد أن قام بالترويج لانقراض الثقافة العربية، وأشار إلى أنه يحترم مكانته الثقافية، مؤكدا رغبته فى أن يجند تلك المكانة لدعم الثقافة العربية والإسلامية وليس للترويج لانقراضها، مشيرا إلى أن برامج العواصم الثقافية العربية تنفق الملايين لدعم الحضور الثقافي العربي في العالم، وقال وزير الثقافة السوري: "ليت أدونيس يوظف ثقافته وحضوره الأوروبي للدفاع عن أمته، كما فعل إدوارد سعيد، وعندها سينال جائزة الأمة إذا فاتته نوبل. كما لم ينكر وزير الثقافة السوري استياءه من أدونيس عندما قام بتوصيف دمشق بالمدينة المغلقة، وتبريره لهذا الوصف بأنها مكتملة."

كما كتب أغا رثاء للأديب السوداني الطيب صالح، والأديب المصري نجيب محفوظ، إضافة إلى أعلام أحياء، بينهم الفنانة اللبنانية فيروز التي فوجئ أنها تخشى الكلام أمام كاميرات التليفزيون، والكاتب المصري محفوظ عبدالرحمن الذي لقبه بـ "مؤرخ التليفزيون"، وآخرين كتب عن ذكرياته معهم.

وأفرد كتاب "بين السياسة والفنون" قسما واسعا للنقد الفني، من خلال مقالات للكاتب حول عدد من الأعمال والأحداث الفنية، بينها حفل للسيدة فيروز في الشام، وعرض لأوبرا "بحيرة البجع" في دمشق، والفيلم السينمائي السوري "سيلينا" تأليف منصور الرحباني وبطولة دريد لحام وميريام فارس وإخراج حاتم علي، ومسلسلات تليفزيونية منها "باب الحارة" إخراج بسام الملا.

لم يغفل الكاتب عن حق المرأة، حيث خصص لها مساحة واسعة تحدث فيها عبر مقالات منفصلة عن "نساء من لبنان" و"نساء غزة" و"نساء سوريا"، كما تحدث عن "عجوز في جنيف" و"امرأة في منزل نجيب محفوظ" و"مبدعة لا تنسى" و"امرأة من هذا العصر"، وأثنى على عدد من الأديبات، بينهن اللبنانية غادة السمان والسورية هيفاء بيطار.

يجيب الكاتب بالتفصيل عن سؤال مفاده "هل حقا يكره العرب النساء؟"، مؤكدا زيف تلك المزاعم حيث أن "الوجدان العربي والإسلامي يصل في تكريم المرأة أحيانا إلى حد التقديس، بينما رفض بعض البرلمانات العربية مشاركة النساء في الانتخابات نتاج تخلف راهن لا علاقة له بالتاريخ أو الموروث الثقافي الذي يجد في زنوبيا وبلقيس وخولة وأسماء ونسيبة وشجرة الدر وغيرهن مصدر فخر واعتزاز بمكانة المرأة العربية".

وفي حديثه عن اللغة العربية وأهميتها، يؤكد الكاتب أنها الوصفة العلاجية لمواجهة طوفان العولمة والأمركة الذي اجتاح العالم العربي وهدد هويته وحضوره لكونها المعادل الموضوعي للهوية حيث لا أمة بلا لغة، قبل أن يعود مجددا إلى إسرائيل التي وجدت في اللغة العبرية "جامعا لشتات اليهود لقرون بعدما أصبحت اللغة أقوى من التوراة في قدرتها على تحقيق هوية لأمة لم تكن لها هوية".

وعاب وزير الثقافة السوري، الذي عمل بالإعلام لسنوات طوال، على بعض وسائل الإعلام العربية الحديث بالعامية المحلية، حتى في برامج الفكر والأدب وفي نشرات الأخبار أحيانا.

يقول أغا: "لئن قبلنا أن تكون العامية لغة المسلسلات التليفزيونية، فإن من الصعب أن نقبل برامج الثقافة والفكر والسياسة بالعامية".

"رياض نعسان أغا" من مواليد إدلب فى سوريا عام 1947 درس فى كلية الآداب جامعة دمشق، وحصل على الدكتوراه فى الفلسفة، وعمل مدرسا للأدب العربي ثم انتقل للعمل فى الإعلام مديرا لبرامج التليفزيون السوري والإنتاج الدرامى، وقدم العديد من البرامج الثقافية وكتب عددا من المسلسلات التليفزيونية السورية والمصرية. وانتخب عضوا في مجلس الشعب عام 1990 كما عمل سفيرا لسورية في سلطنة عمان والإمارات، وقبلها كان مديرا لمكتب الشؤون السياسية في رئاسة الجمهورية ومستشارا سياسيا للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.

ويأتي كتاب "بين السياسة والفنون" الذي احتوى على 260 صفحة، ضمن مشروع لنشر أعمال الدكتور رياض نعسان آغا في القاهرة عن دار "رؤية"، وسلسلة "كتاب اليوم" التي تصدر عن مؤسسة أخبار اليوم.

| edit post
فاطمة الزهراء فلا
-18


الدموعُ الغريبةُ لا أصدها

عندما كانت قصيدة النثر متجاوزة على يد الماغوط


تفوق الشاعر محمد الماغوط في تجربته الشعرية وأصبح بعد مدة ليست بالطويلة رائدا في قصيدة النثر.

ميدل ايست اونلاين
بقلم: عزيز العرباوي

يعتبر الشاعر السوري القومي العربي محمد الماغوط رائد قصيدة النثر العربية، والتي كانت محط انتقادات كثيرة وواسعة وخاصة من لدن شعراء القصيدة التقليدية ونظرائهم في الشعر الحر الذين قللوا من قيمتها الإبداعية وحكموا عليها بالنقصان والتيهان والضعف والموت، وقللوا أيضا من شأن شعرائها وكتابها وجعلوهم من الذين يجرون وراء وهم اسمه الشعر الحديث.

لم يتأثر الشاعر محمد الماغوط بكل تلك الانتقادات التي كانت تحكم على قصيدة النثر وكتابها دون دراسة وتحليل عميقين قادرين على وضع سكة النقد في طريقه السليم. ورغم أن شعر الماغوط كان فيه الكثير من سمات الشعر الحر، بل كان قادرا على كتابته والتفوق فيه ولكنه آثر أن يبدع على طريقته وأسلوبه الخاص ووفق رؤية أدبية وشعرية يتقنها ويقتنع بها، خاصة وأنه لم يلجأ إلى أي نظرية شعرية أو نقدية ترسم له منهجه الشعري الذي ارتأى التفوق فيه.

تفوق الشاعر محمد الماغوط في تجربته الشعرية وأصبح بعد مدة ليست بالطويلة رائدا في قصيدة النثر وشاعرا لا يشق له غبار فيها وفي صنعتها. بل أصبح أستاذا للعديد من الشعراء الشباب الذين قلدوه وأعجبوا بتجربته الشعرية وأسلوبه الشعري الرائع في كتابة قصيدة النثر. وبذلك خرجت قصيدة النثر عند الماغوط من النظام المعتمد في الشعر الحر، وأصبحت تبتديء من الشاعر نفسه، بما يعرضه ويقدمه لقرائه، وهذا ما أدخل قصيدة الماغوط في التنوع والتخالف والقدرة على تحديد الغاية والأهداف السياسية من كتابتها دون التقيد بشكليات وقواعد أصبحت متجاوزة في قصيدة النثر وفي تجربته.

نجد في شعر الماغوط رفض الاستبداد والإيمان بالقومية والوحدة والتكافل والصمود والدعوة إلى احترام المقومات الحضارية للأمة، يقول في قصيدة "حصار":

دموعي زرقاء

من كثرةِ ما نظرتُ إلى السماءِ

وبكيتُ

دموعي صفراءُ

من طولِ ما حلمتُ بالسنابلِ الذهبيةِ

وبكيتُ

فليذهبْ القادةُ إلى الحروبِ

والعشاقُ إلى الغاباتِ

والعلماءُ إلى المختبراتِ

أما أنا سأبحثُ عن مسبحةٍ

وكرسيٍ عتيقٍ

لأعودَ كما كنتُ

حاجباً قديماً على بابِ الحزنْ.

يرفض الشاعر هنا الاستبداد وتأليه الحاكم وفرض الأمر الواقع على الشعوب الضعيفة ودفعها إلى الحروب للموت والبكاء وإنتاج الحزن داخل البلاد وبين الناس وازدياد عدد الثكالى والأرامل والأيتام والفقراء والضعفاء والذين لا قيمة لهم في المجتمع، بل يتمنى أن يعيش الكل في سلام وطمأنينة وأن يكون لكل واحد دوره الخاص. فالقادة للحروب، والعشاق للحب، والعلماء لأبحاثهم ودراساتهم، وبالتالي فالاستبداد هو أس المشاكل في أي مجتمع ومحاربته ورفضه طريق نحو الخلاص والأمان والحرية.

واستطاع محمد الماغوط بقصيدته وتجربته الشعرية أن يواكب تطورات المجتمع العربي عامة والسوري على الخصوص من الناحية السياسية والاجتماعية والثقافية تأثرا وتأثيرا. وأصبحت للشاعر القدرة على التحكم في إنتاج قصيدته التي صارت صنيعا بين يديه وجعلها شاعرنا موصولة وقائمة على التغير الزمني، وأخرجها من الواحدية إلى التمامية ووصلها بطاقته الإبداعية الخالصة.

يقول شاعرنا الكبير في قصيدة "خريف درع":

اشتقت لحقدي النهمِ القديمِ

وزفيري الذي يخرجُ من سويداءِ القلبِ

لشهيقي الذي يعودُ مع غبارِ الشارعِ وأطفالهِ ومشرديهِ

...........

..........

والدموعُ الغريبةُ لا أصدها

بل أفتحُ لها عيني على اتساعهما

لتأخذَ المكانَ الذي تريدُ حتى الصباحِ

وبعد ذلك تمضي في حال سبيلها

فربما كانتْ لشاعرٍ آخرْ !!

وإذا ما تتبعنا مسار الكتابة في كل قصيدة من قصائد الشاعر، فإننا نجده مسارا مبنيا على سرد تفاصيل مختلفة قادرة على إيصال فكرة معينة قد اقتنع بجدوى الكتابة عنها وحولها، فيكتب عن الدموع وعن الحزن والألم والاستبداد والحقد والحسد والكره. عناوين واقعنا العربي ثقافيا وسياسيا واجتماعيا. ولذلك فهذه جرأة كبيرة عند الشاعر ليفضح عوراتنا ويعري وقعنا المهتريء، ولن يكون هذا ممكنا إلا إذا اعتمد نوعا شعريا قادرا على إيصال كل هذه الأمور بحرية في الكتابة والإبداع ألا وهي قصيدة النثر القادرة على ترك تأثير قوي لدى القاريء.

إذن نجد أن قصيدة محمد الماغوط تبتدئ منه هو نفسه، أي أن شاعرنا كان يعرف قصيدته أنها قادرة على البوح بمكنوناته وهو ما كان يوضح بجلاء أن صوره وهيئاته المادية توجد بقصيدته وتنكتب فيها. وبالتالي كانت القصيدة عند الماغوط بمثابة "وحي صادق" حسب قول الشاعر المغربي محمد القري، وكانت تسعى إلى عقد علاقات مع خارجها الاجتماعي ومحيطها المتنوع.

تبقى تجربة محمد الماغوط الشعرية في قصيدة النثر تجربة رائدة في هذا النوع الشعري الذي أوجد لنفسه قدرة كبيرة على الانتشار والتوسع، بل أصبحت الملجأ الوحيد للعديد من الشعراء الشباب والمبتدئين للتعبير والكتابة والبوح وإيجاد مساحة للمساهمة في تطوير الثقافة والإبداع والأدب العربي.

عزيز العرباوي

كاتب وناقد من المغرب

| edit post
فاطمة الزهراء فلا

بريتوريا: وضعت صورة الأديبة الحائزة علي جائزة نوبل في الآداب والناشطة المناهضة للفصل العنصري نادين جورديمر علي عملة ذهبية بجنوب أفريقيا، والذي يعد في البلاد تكريما كبيرا منح سابقا لرجال دولة بارزين أمثال نيلسون مانديلا والمهاتما غاندي.

وأرخت الكاتبة اليهودية جورديمر البالغة من العمر 87 عاما للمجتمع الجنوب إفريقي منذ كانت في سن التاسعة واليوم الخميس وضعت صورتها علي مجموعة عملات ذهبية خاصة، وقالت جورديمر كما نقلت عنها صحيفة "الزمان" اللندنية: "أشعر بالامتنان لهذا الشرف والذي يتعلق بعملي الذي هو ومحور حياتي في جنوب افريقيا".

حصلت غورديمر – إحدى المعارضين البارزين لنظام الفصل العنصري الذي كان ينطوي علي ظلم غير البيض - علي جائزة نوبل للآداب عام 1991 عندما قالت لجنة الجائزة أن "كتاباتها الملحمية الرائعة كانت ذات فائدة كبيرة للانسانية".

كما حظرت عديد من كتبها في جنوب إفريقيا إبان عهد الفصل العنصري ولكنها حظيت بالقراءة علي نطاق واسع في أنحاء العالم وكانت شهادة علي مظالم هذا النظام.

وكتبت غورديمر نحو 13 قصة ترجمت الي 40 لغة واكثر من 200 قصة قصيرة وعدة مجلدات من المقالات علي مدار النصف قرن الماضي.

جدير بالذكر أن جورديمر تسببت في حالة من السخط العربي وخاصة في الأوساط الثقافية بعد موافقتها على استضافتها من قبل معرض الكتاب الدولي الذي تنظمه إسرائيل سنويا بالقدس والذي أقيم في 2008 ضمن إحتفالات الإسرائيليين باغتصاب فلسطين قبل 60 عاما في حينها، وهو ما عد منافيا لتاريخها الطويل المقاوم للعنصرية، وكذلك ما عرفت به كتاباتها بمطالبتها مرارا بجلاء اليهود عن فلسطين وبحق الشعب الفلسطيني في أرضه.


| edit post
فاطمة الزهراء فلا
الغيطاني يستعد لجراحة قلب جديدة بأمريكا
جمال الغيطاني

القاهرة: يغادر الروائي المصري جمال الغيطاني خلال هذا الإسبوع إلى مركز كليفلاند بالولايات المتحدة الأمريكية لإجراء جراحة دقيقة في القلب هي الثانية بعد الجراحة الأولى التي أجراها في المركز نفسه عام 1996.

ولد الغيطاني الذي يعد من أشهر الروائيين المصريين في التاسع من مايو عام 1945، ونشأ في القاهرة القديمة، حيث عاشت الأسرة في منطقة الجمالية، وأمضى فيها ثلاثين عاما، وتلقى تعليمه في مدرسة عبدالرحمن كتخدا الابتدائية، ومدرسة الجمالية الابتدائية وبعد الشهادة الإعدادية التي حصل عليها عام 1959، التحق بمدرسة العباسية الثانوية الفنية التي درس بها ثلاث سنوات فن تصميم السجاد الشرقي وصباغة الألوان، وتخرج عام 1962، وعمل في المؤسسة العامة للتعاون الإنتاجي رساما للسجاد الشرقي، ومفتشا على مصانع السجاد الصغير في قرى مصر.

أتاح له ذلك زيارة معظم أنحاء ومقاطعات مصر في الوجهين القبلي والبحري، تعرض للاعتقال عام 1966 بتهمة الانتماء إلى تنظيم ماركسي سري وأمضى ستة أشهر في المعتقل تعرض خلالها للتعذيب والحبس الانفرادي.

وخرج من المعتقل في مارس 1967، ثم عمل مديرا للجمعية التعاونية لخان الخليلي، وأتاح له ذلك معايشة العمال والحرفيين، بعد صدور كتابه الأول عرض عليه محمود أمين العالم والذي كان رئيسا لمؤسسة "أخبار اليوم" الصحفية أن يعمل معه فانتقل للعمل بالصحافة، وبدأ يتردد على جبهة القتال بين مصر وإسرائيل بعد احتلال إسرائيل لسيناء، وكتب عدة تحقيقات صحفية تقرر بعدها تفرغه للعمل كمحرر عسكري لجريدة الأخبار اليومية حتى عام 1976 شهد خلالها حرب الاستنزاف 1969 – 1970 على الجبهة المصرية، وحرب أكتوبر 1973 على الجبهتين المصرية والسورية.

ثم زار فيما بعد بعض مناطق الصحراء في الشرق الأوسط، مثل شمال العراق عام 1975، ولبنان 1980، والجبهة العراقية خلال الحرب مع إيران (عام 1980 ـ 1988). منذ عام 1985 أصبح محررا أدبيا لجريدة الأخبار، وكاتبا بها ثم رئيسا لتحرير "كتاب اليوم" ثم رئيسا لتحرير أخبار الأدب مع صدورها عام 1993.


| edit post
فاطمة الزهراء فلا

من الثقاقة العبرية

1

‮ ‬من النكبة‮ ‬
صراع جديد بين المؤرخين الجدد في إسرائيل‮.‬
بمناسبة كتابه المترجم حديثا إلي العبرية،‮ ‬الذي أخذ عنوان‮ "‬1948‮: ‬تاريخ الحرب العربية الأسرائلية‮ ‬الأولي‮ « ‬،‮ ‬حظي المؤرخ الإسرائيلي الأشهر‮ "‬بني موريس‮" ‬بهجوم عنيف في‮ "‬هاآرتس‮" ‬قام به زميله المؤرخ والصحفي توم سيجيف‮. ‬لمزتان شخصيتان بدءتا مقال سيجيف،‮ ‬الأولي كانت قوله عن موريس أنه بوصفه صحفيا سابقا فهو‮ "‬يستطيع وضع حدود تسامح قراءه في الحسبان‮". ‬اللمزة الثانية كانت عندما قام بتذكير القراء بحوار بني موريس الشهير الذي أجراه معه آري شافيط قبل حوالي ست سنوات في صحيفة‮ "‬هاآرتس‮"‬،‮ ‬والذي قال فيه‮ ‬موريس أن إسرائيل لم تطرد ما فيه الكفاية من العرب،‮ ‬وأنه لو كان بن جوريون قد نفذ طردا كليا وليس جزئيا فقط،‮ ‬كان هذا ليجعل دولة إسرائيل مستقرة لعقود‮. ‬
هاتان اللمزتان كانتا مقدمة لتقديم قراءة نقدية لكتاب موريس،‮ ‬المؤرخ الأكاديمي المجتهد ولكن العنصري بوضوح ضد العرب‮. ‬يبرر موريس في كتابه الجديد طرد‮ ‬400‮ ‬ألف لاجئ من فلسطينيي‮ ‬1948‮ ‬بالحاجة لتأمين الجبهة الداخلية الإسرائيلية،‮ ‬وهو ما يعترض عليه توم سيجيف مؤكدا أنه‮: "‬وفق كلام موريس نفسه فإن بن جوريون لم يكن أبدا يخاف من عرب أرض إسرائيل،‮ ‬ومعه حق،‮ ‬فلقد كانوا عاجزين تقريبا‮. ‬ما خاف منه بن جوريون هو‮ ‬غزو الجيوش العربية‮." ‬يضاف إلي هذا أن بن جوريون نفسه لم يكن يعرف أن الجيوش العربية سوف تغزو إسرائيل،‮ ‬كما كتب في مذكراته‮.‬
هذا يعيد طرح السؤال عن سبب طرد‮ ‬400‮ ‬ألف فلسطيني من فلسطين ودفعهم للهروب،‮ ‬قبل أن تطلق الجيوش العربية طلقة واحدة باتجاه الجيش الإسرائيلي‮. ‬يطرح سيجيف تسلسلا آخر،‮ ‬فالجيوش العربية قد اجتاحت إسرائيل ردا علي تهجير الفلسطينيين،‮ ‬مما يناقض تفسير موريس،‮ ‬وهو أن طرد الفلسطينيين قد حدث توقيا من الهجوم العربي الوشيك‮. ‬
يحاول موريس أيضا تبرير طرد الفلسطينيين بالقول أنهم بادروا بالهجوم‮. ‬ولكن سيجيف يرد عليه قائلا أنه لم يأت بأية معلومات ملموسة عن اعتداءات فلسطينية علي مستوطنات يهودية تبرر طردا بهذا الحجم‮. ‬
يتجاهل بني موريس في الكتاب أيضا فكرة التراسفير،‮ ‬برغم أنها ترافق،‮ ‬كما يقول توم سيجيف،‮ ‬الحركة الصهيونية منذ أيام هرتزل نفسه،‮ ‬واحتلت مكانا مركزيا في أفكار رؤساء الحركة الصهيونية،‮ ‬بما فيهم حاييم فايزمان ودافيد بن جوريون‮: "‬ولكن بني موريس يقوم بجهد كبير في فك الارتباط بين طرد العرب وبين فكرة الترانسفير،‮ ‬وبمنطق مماثل يمكنه أيضا الفصل بين إقامة الدولة والحلم الصهيوني‮"‬،‮ ‬يضيف سيجيف ساخرا‮. ‬
يعدد سيجيف الأخطاء التي يأخذها علي موريس،‮ ‬سواء في عمله كمؤرخ،‮ ‬أو في آرائه كشخص يحاول تبرير النكبة الفلسطينية‮: "‬حتي قرار عدم السماح بعودة اللاجئين هو قرار مقبول لدي موريس‮. ‬وفي الهامش يقول أن أغلب اللاجئين ليسوا لاجئين أبدا،‮ ‬حيث سُمح لهم بالبقاء في أرض إسرائيل وفي الضفة الغربية وقطاع‮ ‬غزة‮."‬
‮"‬يريد موريس إقناع قراءه بأن العنصر الأساسي الذي حرك العرب لمحاولة إغراق اليهود في البحر هو عامل ديني ومعاد للسامية‮. ‬هذه ليست مشكلة إسرائيلية،‮ ‬في رأيه،‮ ‬فإن الحديث هو عن صراع كوني بين الشرق المسلم والغرب‮. ‬وهكذا يجمع بحرص كل دعوة عربية للجهاد ضد اليهود‮."‬
كما يشير سيجيف في سياق مقاله إلي قضية نشر صور المذابح الإسرائيلية ف"دولة إسرائيل تخفي حتي اليوم الصور التي تم التقاطها أثناء الهجوم علي دير ياسير وتمنع نشرها‮. ‬قامت‮ "‬هاآرتس‮" ‬برفع دعوي في هذا الشأن أمام المحكمة العليا وقالت الدولة أن نشر هذه الصور قد لا يضر فقط بالعلاقات الخارجية للدولة وإنما أيضا ب"احترام الموتي‮." ‬بعد أن رأي قضاة المحكمة العليا الصور قرروا أن الدولة معها حق‮."‬

| edit post
فاطمة الزهراء فلا
First Published 2010-07-11


اتحاد كتاب وأدباء الإمارات يعلن تضامنه مع ظبية خميس


اتحاد كتاب وأدباء الإمارات يبدي استغرابه الشديد من فصل الشاعرة ظبية خميس من عملها في جامعة الدول العربية.

أبوظبي ـ أعلن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أنه تدارس طيلة الأيام الماضية الإجراءات المتخذة من قبل جامعة الدول العربية ضد عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الشاعرة والكاتبة ظبية خميس، وهي الإجراءات التي بلغت ذروتها بفصلها من عملها كسفيرة في جامعة الدول العربية، في أعقاب نشرها مقالاً حول الجامعة.

وأبدى اتحاد كتاب وأدباء الإمارات استغرابه الشديد من هذه الإجراءات ورفضه لها، وطالب السيد عمرو موسى أمين عام الجامعة ومسؤوليها بالتراجع الفوري عن هذه الخطوات المتعسفة التي تسيء لدور الجامعة ومكانتها لدى العرب جميعاً.

وشدّد بيان للاتحاد على أن حرية التعبير والكتابة والرأي ينبغي أن تكون محمية ومصونة.

وأوضح أن هذا هو دور اتحاد الكتاب في الإمارات، والاتحادات والروابط والجمعيات والأسر المماثلة، وأنه دور أساسي لجامعة الدول العربية، بيت العرب الكبير، حيث لا يستقيم أن تفصل الجامعة موظفة لديها لقيامها بنشر مقال في مدونتها استعرضت في كتابا لموظفة سابقة تناولت فيه تجربتها في الجامعة.

وألمح البيان أنه لا تؤثر إيجابية أو سلبية النقد المنشور لجهة عدم سلامة الإجراءات، حيث أن حرية الكتابة والرأي لا تتجزأ ولا يمكن أن تكون انتقائية، كما أن انتماء العمل إلى مؤسسة بحجم الجامعة، وهي محل تنوير مفترض، لا ينقص من قيمة الحرية أو هكذا يفترض، وهي قيمة مطلقة على أي حال.

وجاء في البيان أن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات يعلن استياءه من هذه الأجراءات، ويطالب الجهة المسؤولة عنها في جامعة الدول العربية باتخاذ خطوات مقابلة أقلها التراجع الفوري والاعتذار، مشيرا إلى أن الإجراءات "الإدارية" المتخذة بحق عضو اتحاد كتاب أدباء الإمارات وصلت إلى درجة الاعتداء على مكتبها بالاقتحام والتفتيش، وإلى مطاردتها أمنياً من دون وجه حق، وإلى منع محاميها من ممارسة عمله المكفول قانوناً.

وطلب اتحاد كتاب الإمارات الاتحادات والروابط والجمعيات والأسر الزميلة، وعلى رأسها الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب وأمينه العام الاستاذ محمد سلماوي، باتخاذ مواقف قوية واضحة ضد إجراءات الجامعة العربية، مذكرا بالتناقض الذي يترتب على تلك الإجراءات، فالجامعة، وبالتنسيق مع الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب كما هو معلوم، تستعد لعقد قمة ثقافية عربية، بمشاركة التكوينات الأدبية العربية أعضاء الاتحاد العام، ما يعد مفارقة تؤكد أن الاهتمام بالثقافة والمثقفين على الصعيد العربي الرسمي ما زال يرزح تحت وطأة الشكل والإدعاء.

وأكد اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ـ في بيانه ـ تضامنه مع عضو الاتحاد الشاعرة والكاتبة ظبية خميس في جميع الإجراءات القانونية ضد كل من أساء إليها بهذا الصدد، ما يحقق الأهداف المنصوص عليها في النظام الأساسي للاتحاد، وما ينسجم، ابتداء، مع أخلاقيات مهنة الكتابة ونداء الضمير.

| edit post
فاطمة الزهراء فلا


السنين إن حكت


يقال إن أحد أمراء الخليج اشترى ديوانا كاملا عن طريق وسيط من قصائد عبدالأمير الحصيري الذي مات بإسهال حاد.


بقلم: زيد الحلي

ـ 1 ـ

في فندق "الكوثر" الشعبي كرخ بغداد، انقطعت أنفاس الشاعر "عبدالأمير الحصيري" ليشكل بذلك، إيذاناً بأنطفاء شعلة شعرية، عراقية، كان الأمل معقوداً عليها، لتتسيد هرم الشعر العربي.

تقرير الطب العدلي ذكر أن سبب الوفاة "عجز في القلب وأن المخبر عن الوفاة هو مركز شرطة الكرخ بتاريخ 3/2 /1978".

وإذا كان السبب "عجز القلب" أم "الكبد" الذي مزّقه كثرة احتساء الكحول، دون أن يصله غذاء مناسب أو الهم المكبوت داخل الحصيري، ولم يجد له منفذا سوى الموت، ففي النهاية غادر الحصيري الدنيا ضاحكاً... عليها!

لا أريد الحديث عن إشكالية الموت كونه، حقيقة ثابتة، لا مناص منها. لكن أود مناقشة ما آل آليه "الحصيري" وغيره من المبدعين، فهناك من يرى أنه كان بالإمكان تجاوز ما حصل بالرعاية والاحتضان الرسمي، ولا غضاضة، هنا، من الاعتراف بأن ما سأذكره، لا يحظى بقبول "البعض" لأسباب أعرف دوافعها، فالحصيري في تصوري حصل على رعاية كبيرة ماديا ومعنوياً لكنه لم يستوعبها، فتمرد عليها.

وللأمانة، أذكر أنني عندما تسلمت رئاسة تحرير مجلة "وعي العمال" العراقية وجدت ملفا شخصياً مؤشر عليه بخط عريض "إضبارة عبدالأمير الحصيري"، وقد تضمن الملف ثلاث أوراق فقط: الأولى، وهي بلا تاريخ، فيها إقرار بخط الحصيري تتضمن تعهدا بالعمل والتواصل فيه. والثانية، تاريخها 26/5/1973 (الأحد) تقول: يعين السيد عبدالأمير عبود مهدي الحصيري محرراً في القسم الثقافي في مجلة "وعي العمال" براتب مقطوع قدره (40) ديناراً. وفي الورقة الثالثة والأخيرة التي تحمل تاريخ 19/7/1973 (الخميس) نجد أمراً إدارياً نصه "لعدم الإلتزام بمسؤولية العمل وكثرة الغيابات، يعفى السيد عبدالأمير الحصيري عن العمل.

وأمر التعيين والإلغاء كان بتوقيع رئيس التحرير الأستاذ "عزيز السيد جاسم" والأوراق المذكورة، أحتفظ بصور، عنها ، وهي برسم الباحثين.

ولو عرفنا، أن راتب الـ 40 دينارا في العام 1973 يعني أن صاحبها يتمتع بحظوة جيدة، وهي تكفي لمعيشة عائلة كبيرة، فكيف والحصيري، لم يكن مسؤولاُ إلا عن نفسه وعن شقيقة واحدة كانت يعيش معها (في تلك الفترة) ببغداد.

وقبلها حظيَ بوظيفة "مصحح لغوي" في دائرة الإذاعة والتلفزيون وبراتب 60 ديناراً. إذاً، لم يكن الحصيري، شاعراً بلا رعاية، كما يدبج البعض من مقالات هشة ذات غايات، بعيدة عن الموضوعية، لكنه كان رافضاً لتلك الرعاية، حيث استهواه طريق "الصعلكة"، وهو طريق لا يستطيع أياً كان السيّر فيه، إلا إذا كان على استعداد نفسي لذلك، وقد لحق ظله الشاعر "جان دمو" الذي توفي قبل فترة في أستراليا، وقبلهما الشاعر "حسين مردان"، لكن على مستوى أقل. وغير الحصيري ودمو ومردان، ولج درابين شارع "الصعلكة" أدباء وشعراء، سآتي على ذكرهم في مقالات أخرى.

ـ 2 ـ

أهال بضعة أصدقاء، التراب على جسد الشاعر الملفوف بالكفن: عبدالأمير الحصيري في الثالث من فبراير/شباط عام 1978. وفي أثناء ذلك، صدح صوت الشاعر "سعدي يوسف" في إلقاء قصيدة بوداع "الحصيري" في مقبر "وادي السلام" في النجف الأشرف، وسط وجوم، استمر لدقائق، مقروناً بتبادل النظرات بين الحاضرين، وكنت أحدهم. نظرات قلقة، تائهة، قطعها صوت قارئ القرآن الكريم، ثم علا صوت الشاعر "رشدي العامل" إيذاناً بإلقاء قصيدة، لكنه توقف فجأة، ليصمت، معتذراً عن الإلقاء، ربما لعمق تأثره أو لسبب آخر.

قلنا لسعدي يوسف، عقب الإنتهاء من إلقاء قصيدته، بما معناه أن قصيدته رائعة، وأن "الحصيري لو سمعها لضحك كثيرا"، وأذكر أن سعدي قال بشكل، امتزج فيه الجد لهيبة المكان، ببسمة مخنوقة: "يستاهل اموري". ثم طلب قراءة سورة الفاتحة على أشهر "صعلوك" في الوسط الشعري في العراق. أليس الحصيري هو القائل: أنا شيخ الصعاليك منذ ابتدأ الزمان!

وسار موكب الأصدقاء، الذي ضم: سعدي يوسف، وموسى كريدي، ورزاق إبراهيم حسن، وهادي الجزائري، والعبد لله. وبعض أقارب الحصيري، وثلة قليلة ممن ضاعت اسماؤهم من ذاكرتي. سار باتجاه الشارع الفرعي للمقبرة، إيذاناً بالمغادرة وسط صمت لم يعتده أصدقاء الحصيري، لكنه كان صمتاً قصيرأّ، حتى بدأنا بالحديث عن "الحصيري" ذاكرين نكاته ومشاكساته ومقالبه!

وفي أثناء، ذلك همس في أذني ( ... ) ذاكراً معلومة عن معزّة وتقدير سعدي يوسف لشاعرية الحصيري، قائلاّ إن سعدي حمل يوماّ حقيبة ضمت أدوات حلاقة كاملة من النوع الممتاز، وقنينة عطر راقية ومشطاً ومنشفة وملابس داخلية وقمصاناّ راقية مع دعوة للحصيري بترك "الصعلكة" ومظاهرها غير الحضارية. لكن الذي حدث، أن الحصيري باع هذه المحتويات الثمينة بسعر بخس، وتوجه إلى صديقه "توما" في عبخانة بغداد واشترى بضعة قناني من العرق.

وبالعودة، إلى دفتر مذكراتي، وجدت أنني سمعت لأول مرة باسم "الحصيري"، حين تناهى إلى سمعي صوته، في منتصف ستينيات القرن الماضي، وهو يرعد ويزبد أمام محاسب جريدة "العرب" ناصر جرجيس، وقد خرج من غرفة الأخير، متوتراً (لاعناً الساعة التي جاء بها لهذه الجريدة). وبخجل المحرر البسيط سألت المحاسب "جرجيس" المعروف في الوسط الصحفي بـ "ابو عليوي" عن صاحب الصوت الألثغ العالي أجابني بأنه (يقصد الحصيري) جاء مطالباً بمكافأة لنشرنا له قصيدة ..الخ.

رسم "الحصيري" في وجداني، ومنذ ذلك الموقف، إعجابًا كبيراً، وثمّنت موقفه المتمثل بالمطالبة بحقوق النشر.

وبالإمكان العودة إلى جريدة "العرب" في عددها الصادر الأحد 31/3/1963 للإطلاع على قصيدة الحصيري التي لم يحصل أجر عليها وهي مكونة من 40 بيتاً وتحمل عنوان "يوم الرقود".

ـ 3 ـ

لمناسبة، مرور عام على وفاة الشاعر "بدر شاكر السياب" تشكلت لجنة ضمت بعض الأدباء والصحفيين، لإعداد احتفالية تأبينية، تليق بمكانة الراحل الكبير.

وإلى جانب هذه اللجنة، انبثقت لجنة أخرى ضمت أيضاً أدباء وصحفيين بأعمار شبابية، لمساعدة اللجنة الأساسية للقيام بالإجراءات الروتينية، للاحتفالية التأبينية المذكورة. وكنت أحد أعضاء اللجنة الشبابية.

كان ذلك في يناير/كانون الثاني، أو فبراير/شباط من عام 1965، وإذا لم تخني الذاكرة، أشير إلى أن المبادرة في تشكيل اللجنة الرئيسة وتوأمها اللجنة الشبابية، كانت محض مبادرة شعبية، تبلورت في مقاهي "حسن عجمي" والبرلمان والبلدية في منطقة الميدان.

لقد، استقر الرأى أن يكون للشاعر "عبدالأمير الحصيري" مكاناً في حفل التأبين الكبير، وبإجماع الآراء التي تمخض عنها الاجتماع الأخير في مقهى "البلدية" اختيرت قاعة "الشعب" ببغداد لتكون مكاناً للإحتفالية، وكذلك تم وضع برنامج القراءات في حفل التأبين إلى جانب الفعاليات الأخرى.

وتم، تدبير مبلغ 30 دينارا، سلمت إلى الزميل "فلاح العماري" عضو اللجنة لحجز القاعة، وقد أجرى اللازم بيسر وسهولة لمعرفة "العماري" بعض المسؤلين عن القاعة.

كان، حفلاً تأبينياً رائعاً، وحصدت قصيدة الشاعر "الحصيري" التصفيق والتأثير حيث أجاد بالإلقاء بلثغته المحببة وأجبر الحضور على الإصغاء الكامل، مثلما تألق بقية الأدباء والشعراء.

ظهر "الحصيري" كالبدر، حليقاً، أنيقاً. عطره سبق إلقاء شعره. ولهذه الجزئية من الاحتفالية، حكاية، تروى للمرة الأولى.

والحكاية، هي أن المحامي وصديق الأدباء "حكمت الدراجي"، تبرع بشراء بدلة بمقاس "الحصيري"، وقميص علامة "الفا" مع ربطة عنق وحذاء من شركة "زبلوق" وبقية الإكسسوارات، وذهب بها إلى الحصيري لتسليمها له، وهنا ساور المحامي الدراجي الشك، إذ ربما يقوم الحصيري ببيع (هديته)، وعندها نخسر حضوره للإحتفالية. فتفتق ذهنه بأن يصطحب "الحصيري" إلى حمام (الحيدرخانه) في شارع الرشيد. وفعلاً نفذ الأمر، فخرج الحصيري نسخة شبابية، آخاذة، ارتدى ملابسه الجديدة، وعندما جاء دوره لإلقاء قصيدته، بهت الحاضرون لحظة، ثم دوّت عاصفة من التصفيق رنينها لا يزال ماثلاً أمامي.

150 بيتاً كانت قصيدة "الحصيري"، حلقت في سماء المبدع الكبير بدر شاكر السياب، لكننا لم نشهد، من يفي حق المبدع الكبير "الحصيري" في ندوة أو مهرجان، وها هي "فيروز" أتمثلها أمامي وكلماتها تدك في أعماقي: أنا أبنة وطن، يموت فيه القمر، وتزدهر فيه تجارة ... الجثث".

يرحمك الله يا صديقي الحصيري .... يا ابن 36 عاماً.

ـ 4 ـ

ليس سراً القول، إن السيد "عبود مهدي" والد الشاعر "الحصيري" عاش ضنك العيش في النجف الأشرف، موطنه وموطن عائلته، فاختار الهجرة بحثاً عن العمل. وكانت محطته محافظة "البصرة"، وهناك صارع الحياة من أجل لقمة عيش بسيطة له ولعائلته حيث عمل الرجل في إحدى المدن الصغيرة بالمحافظة في خياطة "العبي" الرجالية، وخصوصاً في تذهيب جوانبها بالخيوط الذهبية، لكن الرجل لم يوفق رغم حذاقته المهنية، وقد ترسّخت هذه الحالة في نفسية الفتى "عبدالأمير الحصيري" فعاش سنواته الأولى برفقة السيدة "علاهن" والدته، في قلق وشرود ومشاكسة وضيق وشقاوة وطيبة. لم يعرف عنه، أنه استقر على رأى واحد. مزاجيته كانت عالية، وسببت له في قابل الأيام، الكثير من الأذى، لكنه كان، كما كنت أراه، سعيداً بهذا الأذى، وسألته مرة عن سعادته الداخلية رغم قساوة الحياة عليه، فأعاد ما كان يردده أمامي باستمرار: "إن دياجير الظلم مهما دجنت. لا تستطيع أن تطفئ نور الحرية التي أصنعها لنفسي"، كان فيلسوفاً، لبسته عباءة الشعر، يصنع الشعر بسهولة عجيبة، ويرمي به إلى المجهول بقليل من نشوة زائلة، وربما بكلمة أو وعد بالدفع بالآجل، أياً كان هذا الدفع، بضعة دنانير أو بضعة قناني من مشروبه الذي يحب "عرق المستكي"!

وربما ما سأقوله، بعد قليل، يشكل إحراجاً لـ "البعض" وهم كثر، ومبعث هذا الإحراج هو ما تعرض له الحصيري من إغراءات لشراء قصائده، بأبخس الاثمان، ويقال إنه باع مرة قصيدة عصماء لـ (..... ) بقنينتي من العرق وبجرأة لا يحسد عليها، ألقى هذا "الشاري" المسخ القصيدة "المشتراة" في التلفزيون، حصل على هدية من الراحل أحمد حسن البكر، رئيس الجمهورية، عبارة عن شقة سكنية، لإبداعه الشعري، وهكذا دواليك!

وكثيرون، اشتروا من شعر الحصيري، لكنهم أبقوه عندهم وأطلقوا سراح ذلك الشعر المشترى، لاحقاً بأسمائهم، ولولا الحياء وإدراكي لما سيتعرض له "الشارون" وعوائلهم من حرج كبير، لذكرت الأسماء وما بحوزتي من وثائق حول الموضوع!

لنعد، إلى صلب القضية، لتتعرفوا للمرة الأولى على حيثيات البيع والشراء لشعر الحصيري، دون الدخول في تفاصيل الأسماء كما نوهت.

في خضم الازدهار الثقافي والأدبي والصحفي الذي شهده العراق، أواسط ستينات وسبعينيات القرن الماضي، أعلن في بغداد عن تأسيس مؤسسة ثقافية باسم "مؤسسة أقاصي للطباعة والنشر والإعلان"، وفوجئت حين وجدت أحد أعضائها كان الحصيري نفسه، فيما كان المسؤولون الآخرون كل من الاصدقاء: سامي الزبيدي والشاعر خالد يوسف (أين هما الآن؟) والمرحوم طارق ياسين. وشاع في وسطنا الصحافي حينها، أن "الحصيري" أخذ ببيع "شعره" على أشخاص، لم يعرف عنهم، إنهم "شعراء" أو متذوقي الشعر، بل كانوا والشعر الحقيقي على طرفي نقيض، ثم ظهرت بعد حين في كتيبات ودواوين صغيرة بأسمائهم!

ويقال، إن أحد أمراء الخليج، دخل على الخط، واشترى ديوانا كاملا عن طريق وسيط، استلم من "الأمير" آلاف الدولارات، واشترى من شعر الحصيري بحفنة دنانير!

| edit post