فاطمة الزهراء فلا
مشادة كلامية بين حجازي والجارم في"ربيع الشعراء"
احمد عبدالمعطي حجازي

القاهرة: اشتعلت مشادة كلامية بين الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي وأحمد نجل الشاعر الراحل علي الجارم خلال ندوة "ربيع الشعراء" التي أقيمت للاحتفال بمرور ستين عاما على رحيل الجارم.

فقد وصف حجازي هجوم أحمد علي الجارم على عميد الأدب العربي طه حسين بأنه غير لائق. وقال إنه ينبغي أن نترفع عن هذه اللغة، فلا يجب أن نتحامل على من كان له رأي سلبي في شعر الجارم، موضحا أنه من حق كل ناقد وشاعر أن يكون له موقف إزاء قصائد صديقه الشاعر.

لكن أحمد الجارم رفض تعقيب حجازي، وأكد أن نقاداً كثيرين ذكروا أن الجارم ظلم في السجل الأدبي المصري، خاصة بعد قيام ثورة يوليو 1952 حينما تولى زمام الثقافة شباب وصفهم بأنهم "فاقدون للثقافة والخبرة، وادعوا بما يسمى الحداثة، فقاموا بتدبير مؤامرة خسيسة للتعتيم على أدب الجارم"، فابتدعوا أوصافا مثل تعبير "شعراء التقليد" الذين يرقصون في سلاسل ويطرزون على الأثواب.

وقال أحمد الجارم كما نقلت عنه صحيفة "العرب" القطرية"إن طه حسين حاول أن يكون شاعرا في بدء حياته الأدبية ونشر أشعارا كثيرة في الصحافة ابتداء من 1908 وحتى 1914 وحينما أدرك فشله كف عن محاولاته".

من قصيدة " أخرج الروض" للجارم نقرأ :

أَخرجَ الرَّوضُ أَطْيبَ الثمراتِ .. هَاتِ ما شِئتَ من قَرِيضكَ هَاتِ

زَهَرَاتُ تَتِيهُ بالغُصْنِ زَهْواً .. وغُصونٌ تَتِيهُ بالزَّهَرات

صَيَّرتْ صفْحَة َ الرِّياضِ سماءً .. وَتَجنَّتْ فيها عَلَى النَّيِّرات

لم تُفارِقُ كِمَامَها وشذاها يَنْشُرُ .. الطِّيبَ في جَمِيع الْجِهات

تَرْهبُ الرِّيحُ أن تَخذَّ لَهَاخَدًّا .. فَتَجْرِي في خَشْيَة ٍ وأناة ِ

مُصْغِياتٌ إذا الْحَمائمُ رَنَّتْ .. بين تلكَ الْخمائِلِ النَّضِرَات

ضاحِكاتٌ إذا بَكَى عابس الْغَيْثِ .. وفاضتْ عَيْناه بالعَبَرَات

وإذا ماجَرَى الغَدِيرُ تدَانتْ .. لتُحَيِّي الغَدِيرَ بالقُبُلات

إِنَّ للرَّوْضِ في مَعانِيه حُسْناً .. فَوْقَ حُسْنِ الَمَلامِحِ الفاتِنَات

كَمْ مِنَ الزَّهْرِ فيه مِنْ سِحْرِ عَيْنٍ .. ومِن النَّبْتِ فيه مِنْ قَسَمَات

فانظُر الرَّوضَ لا تَرَى غَيْرَ تِبْرٍ .. من تُرَابٍ ودُرة ٍ مِن حَصَاة ِ

حَبَّة ٌ أَنْبَتتْ سنابلَ سَبْعاً .. ثُمَّ مِلءَ الفَضَاءِ من سُنْبُلاتِ

ونَواة ٌ جادتْ بنَخْلٍ ونَخْلٍ .. وَارِفِ الظِّلِّ دائمِ الثَّمَرَات

يُرْسِلُ الطَّيْرُ في مَداه نَشيداً .. مَوْصِليَّ الأَدَاءِ والنَّبَرات

يَمْلِكُ النَّفْسَ أينَما نَظَرَتْه فَهْوَ .. قَيْدُ النُّفُوسِ والنَّظَرَات

كم تهادَى مع النَّسِيم اخْتِيالاً .. كالعَذَارَى يَمِسْنَ في الْحِبَرَات

تَتَناءَى به الظِّلاَلُ لِجَمْعٍ .. ثم تَدْنُو مُدِلَّة ً لِشَتَات

مِثْلَ كفِّ الرسَّامِ جاءتْ ورَاحتْ .. بَيْن قِرْطَاسِه وَبَيْنَ الدَّوَاة

أو كوَجْهِ الحَسناءِ يَبْدُو ويَخفَى .. بين مَيْل الْهَوَى وخوْفِ الوُشَاة ِ

كلّما رُمْتَ منه قَطْفَ جَنَاة ٍ سَبقَتْ .. راحتَيْك ألْفُ جَنَاة

وإذا بارَك الإِلَهُ بأرْضٍ حَعَل .. التِّبْرَ في مَكانِ النَّبَات

وحَبَاها خِصْباً إذا مَسَّ صَخْراً .. تَرك الصخرَ جَنَّة َ الجَنَّات

رُبّ أَرْضٍ للغَافِلين مَوَاتٌ .. وهْيَ لِلْعامِلينَ غَيْرُ مَوَاتِ

إِنْ تَطَلَّعْتَ للرَّغائِبِ فابذُلْ تِلْك في الدَّهْرِ سُنَّة ُ الكَائِنات

لَكَ كَفّان تلك تُعْطى وهَذِي .. تَتَلقّى مَثُوبة َ الْحَسنَات

تَرْتَجِي الْحَصْدَ ثمَّ تقعُدُ في الشَّمْسِ .. لك اللّه يا أَخا التُّرَّهَات

ضِلَّة تَطُلبُ الزُّلالَ من النّارِ .. وتَبْغِي غَضارة ً من فَلاَة