فاطمة الزهراء فلا
مغازلة النسيان بين أحلام مستغانمي وجاهدة وهبي


مستغانمي تمجد النسيان في روايتها الجديدة وترى أن على الكاتب خلق 'ثقافة السعادة' لدى القراء.

أبوظبي - من بين حشد كبير من الجمهور في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وقفت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي لتؤكد أنها قضت نصف عمرها تدافع عن الذاكرة، ويبدو أنها ستقضي ما بقي من عمر لتمجد فيه النسيان.

وقالت لقرائها في منبر الحوار وضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب "كنت أنتسب لذاكرة الجسد، وغدوت بعد نسيانCom حارسة النسيان، مما جعلني أتساءل أيهما الأسوأ سمعة الذاكرة؟ أم النسيان؟ ففي أحدهما خيانة لسعادتنا وفي الثانية خيانة لمن أحببنا".

وأضافت "طلب مني أن أحدثكم بالذات عن روايتي نسيان comوأظنني قلت كل شيء داخل الكتاب، وليس على الكاتب أن يقول شيئاً خارج دفتي كتبه، ومن هنا أتفق مع بروست: أن تشرح تفاصيل رواية، كأن تنسى السعر على هدية".

وأردفت "أرى أن الكتاب هدية حين تفتحها لا تعثر داخلها إلاّ على نفسك، ذلك أن الكتابة أمانة، واختبار خلقي، إنها تمنحك حق فضح أسرار من ائتمنك على جرحه، حقك يقتصر على اختيار مساحيق وأقنعة تحمي عري الكلمات وصدقها".

وأوضحت "نسيانcom الموجه لنساء بعضهن في عمري، جاءت من بعد درايتي أن البؤس العاطفي في العالم العربي سيجعل هذا الكتاب الأكثر انتشاراً بين كتبي، وخفت أن يعبث قلمي بقدر نساء محبطات، مدمرات استنجدن بي، فيوجههن إلى مسالك قد لا يعدن منها سالمات، وأعتقد أن هذا الكتاب على بساطته هو أخطر أعمالي قياساً بتأثيره الحاضر والمستقبلي، على أجيال النساء، لذا حرصت بين الممازحة والجد، ألا أسدي للنساء من المصالح إلا ما أرى فيه هداية لهن وإعلاء من شأنهن، إنه كتاب دون إبهار لغوي، أردته بسيطاً صريحا".

وتتابع مستغانمي "أقول مع كامي لورانس: بماذا يفيد الأدب إن لم يعلمنا كيف نحب؟، وأسأل: هل ما زال بإمكان كتاب أن ينقذ قارئ؟ بعد أن أودت كتب أخرى بحياتهم، مثل من انتحروا بعد قراءة آلام فيرتر لغوتة. لكن ذلك الزمن ولى وغدا الكاتب اليوم يباهي بعدد القراء الذين أنقذهم من الكآبة والنزعة إلى الانتحار، لتخلص بالقول أن بث روح التفاؤل واجب على كاتب يملك سطوة التأثير على قراءه. فمسؤولية الكاتب العربي اليوم تتجاوز منح القارئ مزاجا جميلا، وهو يطالع كتابا، إلى واجب خلق ثقافة السعادة التي تدين لها كثير من المجتمعات في العالم".

وختمت مستغانمي "لا أدري إن كان علي أن أحزن لأن روايتي 'الأسود يليق بك' قد تأخرت بسبب هذا الكتاب، لكن كما قصص الحب للكتب أقدراها، ومصادفاتها".

أما خاتمة الأمسية فهي اللقاء بين الفن والأدب، إذ غنت الفنانة اللبنانية جاهدة وهبي في حفل غنائي بمرافقة عازف البيانو اللبناني جورج قسيس أغنيات من ألبومها "كتبتني" وعملها المشترك مع الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي "أيها النسيان.. هبني قبلتك"، والأغنيات من ألحان جاهدة وهبي وكلمات مستغانمي.

واختتم اللقاء بتوقيع مستغانمي على كتابها ووهبي على الـ"سي دي" الذي يجمع سحر الصوت مع ألق الشعر