فاطمة الزهراء فلا



الأعمال الكاملة لإنسان آلي: انقلاب أبيض في شعر العرب


دنيا ميخائيل: اختيار الديوان للتدريس في جامعة أيوا الأميركية يكرسه "نموذجًا أصيلاً متفردًا لقصيدة النثر العربية".

واشنطن - اختير ديوان "الأعمال الكاملة لإنسان آلي" للمصري شريف الشافعي ليتم تدريسه ضمن منهج قسم الكتابة الإبداعية في جامعة "آيوا" الأمريكية لطلاب من أقطار متعددة.

وتم تكليف الشاعرة والأكاديمية العراقية دنيا ميخائيل بإعداد وتدريس المنهج من قبل برنامج "بين السطور" التابع لجامعة آيوا.

وقالت ميخائيل إن خطة المنهج "تقوم على محاور تتعلق بأدبيات الكتابة الجديدة جسدًا وروحًا، شكلاً ومضمونًا، مع تحليل ومقاربة نماذج شعرية عربية وعالمية، على قدر من الجدة والتميز".

وتصف ميخائيل اختيار ديوان "الأعمال الكاملة لإنسان آلي" بأنه "اختيار مناسب لطبيعة المنهج"، باعتبار الديوان "نموذجًا أصيلاً متفردًا لقصيدة النثر العربية"، و"قيمة أدبيًّة تستحق التحليل والنقاش".

ويطرح الديوان تجربة مغايرة تمثل نقطة التقاء للفضاءين الإبداعي والرقمي، وقد جاءت كلها على لسان "روبوت" متمرد على قوانين البشر "المروّضين"، في إخراج طباعي خاص.

ويقدم النص أفكارًا إنسانية طازجة وفلسفة عميقة بأسلوب تلقائي مدهش، صاهرًا في المجرى الشعري الطبيعي كل تقنيات ومنجزات العصر وفي مقدمتها شبكة الإنترنت.

وتوضح دنيا ميخائيل الحاصلة على درجة الماجستير في الآداب الشرقية من جامعة "وين ستيت" الأمريكية أن اختيار ما يستحق التحليل والنقاش في المنهج الذي تعده هو أمر نسبي بالتأكيد لكنه يعكس وجهة نظرها هي على أقل تقدير.

و"الأعمال الكاملة لإنسان آلي" متتالية شعرية من عدة أجزاء صدر أول أجزائها بعنوان "البحث عن نيرمانا بأصابع ذكية" في ثلاث طبعات عن ثلاث دور نشر عربية، ويصدر الجزء الثاني الصيف المقبل بعنوان "غازات ضاحكة".

وحقق الجزء الأول من الديوان في نسخته العربية صدىً نقديًّا ملموسًا، ووصف البعض تجربة الشافعي (38 عامًا) بأنها "انقلاب أبيض في شعر العرب" و"نقلة نوعية حيوية لقصيدة النثر"، و"حالة حراك في المشهد الشعري الراهن" و"انتصار لثقافة الحياة على المخزون الذهني الجاهز".

يُذكر أن الشاعرة دنيا ميخائيل (45 عامًا) من مواليد بغداد، وتخرجت في كلية الآداب بالعاصمة العراقية قبل أن تسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتواصل الدراسة في جامعاتها.

وحصلت ميخائيل على جائزة حقوق الإنسان في حرية الكتابة من الأمم المتحدة عام 2001، ونال ديوانها "الحرب تعمل بجد" جائزة القلم الأمريكية.

ومن أبرز أعمالها الشعرية التي صدرت بالعربية والإنجليزية في الولايات المتحدة وبريطانيا ديوان "يوميات موجة خارج البحر".

وحظيت تجربة ميخائيل باهتمام كبير في أمريكا، واختير ديوانها "الحرب تعمل بجد" من قبل مكتبة نيويورك كواحد من بين أحسن 15 كتابًا صدرت عام 2005.

ويقول الناقد الأمريكي الشهير ليبرمان إن شعرها "سيكون من كلاسيكيات الشعر الأمريكي في المستقبل".