| ||||
توفي أمس الاثنين الشاعر والباحث التونسي جعفر الهذيلي ماجد عن عمر يناهز 69 عاما، والذي يعد واحداً من القامات الإعلامية البارزة على الساحة الثقافية التونسية، وقد أثرى الراحل الساحة الثقافية بالعديد من الإسهامات الفكرية والأدبية. بدأ دراسته بحفظ القرآن الكريم, ثم واصل تعليمه بالمدرسة العربية الفرنسية, وبدار المعلمين, ثم بدار المعلمين العليا, حيث حصل على ليسانس في الأدب العربي 1963, وانتقل إلى باريس فنجح في مناظرة التبريز 1965, وناقش دكتوراه الدولة 1971. عمل الراحل أستاذاً بكلية الآداب بجامعة تونس, ومنتجاً لعدة برامج ثقافية بالإذاعة التونسية، كما كان عضواً سابقاً للهيئة المديرة لاتحاد الكتاب التونسيين, ولهيئات تحرير عدة مجلات أدبية، وتم تكليفه من قبل رئيس الجمهورية ليتولى مهام منسق عام لتظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية 2009، كما حمل الصنف الأول من وسام الاستحقاق الثقافي. صدر له عدد من المجموعات الشعرية هي "نجوم على الطريق، غدا تطلع الشمس، الأفكار" هذا إلى جانب عدة مؤلفات منها " الطاهر الحداد ـ ابن زيدون"، "محمد النبي الإنسان"، "الصحافة الأدبية في تونس"، و" فصول في الأدب والثقافة" و"كتاب المعاني والمغاني"، "بغية الأماكن - تحقيق" وقام بالتدريس بالجامعة التونسية. من قصيدته "رهان على الحب" نقرأ الكون عيناكِ لا شمسٌ ولا قمرُ والروض خدّاكِ لا غصنٌ ولا ثمرُ وأنت في دوحة الأحلام أغنية يشدو بها الحب, لا نايٌ ولا وتر وقصّة العمر أيام مُبعثرة حتى أتيت فعاد العمر يزدهر وأينعت في رباه كل ذاوية مرت عليها فصول وهي تنتظر ووشَّح النور آفاقاً معتمة كانت كواكبُها في الصمت تنحدر يا هذه الجنة الحسناء معذرة إن جئت في لهفة أجني وأهتصر وكان شوقي إذا ما هاج هائجه ينصبّ كالريح لا تبقي ولا تذر فالورد مقتطف والطل مرتشف والكرم منعطف والخمر تُعتصر وللفراشة في الأزهار فلسفة تقتات منها على جوع .. وتنتحر وإن لي فيك حظاً لست أعرفه وكيف نعرف ما يُخفي لنا القدر? والمرء يخشى إذا طال السرور به أن يعقب الصفو في أيامه الكدر وأين كنتِ? وقبل اليوم موعدنا? ورُبّ يوم به الأعمار تُختصر سكنتِ في الوهم حتى كدت ألمسه وعشت في الحلم حتى مسّه البصر تمثال حسنٍ به آثار معجزة يسعى به الليل في جفنيَّ والسهر حاولت أرسمه يوما فشردني وأعجزت ريشتي الألوانُ والصور هذا الجمال بديع في صناعته ما كنت أحسب أنْ قد حازه بشر وهل أصدق أني لست فاقده وأي شيء لدينا ليس يندثر? وجنة الحب أعمار مؤقتة فيها الفناء, وفيها النار تستعر وقد رضيت بحظي إن يكن قدري أن لا يطول بسمَّار الهوى السمر ماذا يهم? فمهما كنت قاسية إني ربِحت, وكل الناس قد خسروا |