فاطمة الزهراء فلا
شيرين ابو النجا

أعربت الناقدة المصرية د. شيرين أبو النجا العضو المستقيل من لجنة تحكيم جائزة "البوكر" للرواية العربية في دورتها الأخيرة عن أسفها لاستقالتها قائلة: استقالتي من اللجنة جاءت نتيجة شعوري بالخيبة، لأنها لم تعتمد معايير نقدية واضحة في مراحل عملها الأخيرة، على رغم أن رئيسها الكاتب طالب الرفاعي كان أعد استمارة تحكيم واضحة، وأرسلها الى أعضاء اللجنة عبر البريد الإلكتروني، لكنه لم يلجأ إليها خلافاً لما وعد، وفضل دائماً اللجوء إلى التصويت الرقمي في كل مرة كان يحتد فيها النقاش.

ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية عن أبو النجا قولها أن عمل اللجنة كان محكوماً بعامل الوقت، وأن اللجوء للتصويت كان شكل من أشكال الضغط لأننا لم نفتح أي نقاش جدي حول أي عمل روائي. والدليل أن القائمة أجري تعديلها في الاجتماع الأخير في بيروت أكثر من أربع مرات. لكن هذا لا يعني وجود مؤامرة أو صفقات من أي نوع، كما أن من الصعب الطعن بضمائر أعضاء اللجنة أو التفتيش فيها.

ونفت أبو النجا أن تكون استقالتها جاءت احتجاجاً على استبعاد رواية "اسمها الغرام" للكاتبة اللبنانية علوية صبح من القائمة القصيرة.

وقالت أبو النجا: "طريقة التصويت هي السبب الرئيس في استقالتي، فنحن لم نقم بأي نقاشات نقدية جدية، ولم يكن هناك حوار بيني وبين أعضاء لجنة التحكيم الذين أصروا جميعاً على البدء مباشرة في عملية التصويت الرقمي، على رغم إصراري على ضرورة النقاش. فنحن لجنة تحكيم روايات، ويجب أن نتبادل الآراء لنطمئن إلى قراراتنا، حتى نستطيع أن نحميها وندافع عنها وعن القائمة القصيرة على الأقل أمام وسائل الإعلام".

وأضافت: "شعرت في أوقات بأن اللجنة تعمل على أساس الذائقة الفردية وليس وفقاً لمعايير نقدية ومنهجية يمكن التفاعل معها سلباً أو إيجاباً. وتجلت مشاكل الانسجام داخل اللجنة على نحو أعمق خلال اجتماع بيروت الذي انتهى إلى اعتماد نظام التصويت وفقاً لأرقام ونسب مئوية لكل عمل. ومن المؤسف أن بعض أعضاء اللجنة واجهوا رغبتي في فتح نقاش حول بعض الأعمال بشيء من الاستهجان، وللأسف تحول النقاش تدريجاً من المستوى النقدي إلى نقاشات شخصية تماماً".

ولاحظت أبو النجا أن القائمة الطويلة في النسخة العربية باتت جائزة بحد ذاتها، كما أن القائمة القصيرة تبدو "خطوة نهائية" بغض النظر عن فرصة الوصول الى الجائزة.

وانتهت شيرين أبو النجا إلى القول: "ليست لدي اعتراضات على القائمة القصيرة، لكن لي تحفظات واضحة عن أكثر من نصفها وبالتحديد عن روايتين، هما "السيدة من تل أبيب" و "أميركا"، في الرواية الأولى صفحات كاملة تمدح حاكماً عربياً راحلاً وفي الثانية ما يشبه التطابق مع عالم رواية "صور عتيقة" لايزابيل الليندي. وعلى صعيد آخر كنت أرى أن الفلسطينية سحر خليفة لجأت إلى التقنية نفسها التي لجأ إليها المصري محمد المنسي قنديل ومع ذلك انحازت اللجنة للثاني واستبعدت عمل الأولى من دون شرح أو توضيح نقدي يمكن الاطمئنان إليه".

وعلى رغم تلك التحفظات فإن أبو النجا تؤكد وجود أعمال جيدة في القائمة تستطيع أن تصمد أمام أي قراءة، على رغم أن لديها يقيناً "وهو أنه لو أعيد التصويت مرة أخرى لتغيرت القائمة لأن هناك أعمالاً دخلت بالصدفة".