القاهرة تستضيف أول ملتقى عربي لقصيدة النثر
جانب من المؤتمر |
40 شاعرا عربيا سوف يشاركون بفعاليات أول ملتقى عربي لقصيدة النثر والذي تشهده القاهرة في مارس المقبل ويحمل اسم " احتفاء بالشعر العربي الجديد " ، وقد أعلنت تفاصيل الملتقى خلال المؤتمر الصحفي الذي شهده مقر اتحاد الكتاب المصريين بالزمالك ، والذي تحدث خلاله أعضاء اللجنة التحضيرية من النقاد المصريين ، والرئيس الشرفي للدورة الأولى د. عبدالمنعم تليمة ورئيس اللجنة الثقافية باتحاد الكتاب محمد عبدالحافظ ورئيس اللجنة النقدية للملتقى د. صلاح السروي .
من جهته أعلن منسق الملتقى الشاعر صبحي موسى أن المملكة العربية السعودية ستكون ضيف شرف الدورة الأولى ، أما عن جوائز الملتقى فقد تقرر فتح باب قبول الدواوين النثرية المشاركة من الشعراء العرب الذين لم يتجاوزوا 35 عاما اعتبارا من الأول من نوفمبر 2010 ، وستمنح جائزة الملتقى لأفضل ديوان مطبوع عام 2009 بتسليم الفائز درع التفوق مقدم من اتحاد كتاب مصر ، كما تبرع الشاعر المصري عادل جلال عضو اللجنة التحضيرية بجائزة مالية سنوية لصاحب الديوان الفائز ، وقيمتها ثلاثة آلاف جنيه للأول ، و ألفا جنيه للفائز الثاني.
الملتقى سيشهد نوعين من التكريم ، الأول يمنح فيه اتحاد الكتاب اثنين من كبار شعراء قصيدة النثر في العالم العربي درع الملتقى وهما وديع سعادة محمد فريد أبوسعدة ، والثاني تمنح فيه اللجنة التحضيرية درع الملتقى لكل من الشاعر والناقد المصري عبدالعزيز موافي ، والشاعرة والناقدة السعودية د. فوزية أبوخالد .
تتكون اللجنة التحضيرية من عدد من الأسماء المعروفة في عالم النقد وهم : د. صلاح السروي ، أحمد الشهاوي ، د. أيمن تعيلب ، هيثم الحاج على ، عادل جلال ، شوكت المصري ، عمر شهريار ، عادل سميح ، وسام الدويك ، إلى جانب الشعراء والنقاد العرب :على الرباعي ، محمد خضر الغامدي ، خضيري ميري ، أحمد السلامي ، محمد أحمد بنيس ، ومنسق الملتقى صبحي موسى. و الدورة الأولى تهدف للتعرف على أشكال قصيدة النثر في العالم العربي من خلال المحاور النقدية التالية : " ضيوف الشرف" ، "الخطاب النقدي وقصيدة النثر" و" إجراءات التحليل النصي" فضلا عن مائدة مستديرة على هامش الملتقى حول قصيدة النثر بالعامية المصرية .
وأبدى كل من الفنان التشكيلي محمد صلاح صاحب دار " الدار " للنشر ، والمثقف إلهامي بولس صاحب دار " الحضارة " للنشر ، وأحمد الحسيني نجل شاعر العامية الكبير الراحل محمد الحسيني ، وصاحب دار نفرو للنشر ، استعدادهم ليكونوا رعاة لما سيقوم الملتقى بإصداره من مطبوعات .
د. عبدالمنعم تليمة |
ورأى تليمة أن نهضة العرب تتميز بأنها ليست بعثية ، أي تبعث ماض بعيد ، ولكنها تجديدية ؛ فالعرب لم يمر عليهم زمن انقطعوا فيه عن ركب الحضارة العالمي ، وأشهر الأقاليم العالمية التي يرتبط اسمها بـ" النهضة" هي القارة الأوروبية ومع ذلك فقد قامت نهضتها في القرن الثامن عشر باستعادة تراث انقطع منذ 1500 عاما ، فلو فتشنا في القرون الميلادية لن نعثر على مدونات للمسرح اليوناني واللاتيني لأنها اندثرت مع الزمن ، وما بقي كان ضئيلا مقارنة بمكانتها الكبيرة في عصورها ومنها كتاب أرسطو عن النهضة الذي عثر عليه بصعيد مصر ، أو بعض الأداءات التمثيلية القليلة التي تجسد دموع مريم العذراء وآلام السيد المسيح ، بحسب المعتقد المسيحي ، وعلى العكس جاءت الحضارة العربية متصاعدة في التاريخ حتى العصر العباسي ثم خمدت وخبت إلى أن ازدهرت مجددا ولكنها لم تنقطع أبدا .
ثم عرج على قضية الشعر ، ويعتبر تليمة أن تجديده مسألة تقع في قمة هرم القضايا الثقافية العربية ، وفيه نأمل باستعادة الإبداع العربي والتواصل مع الآخر واستعادة جماليات اللغة العربية وتجليات الصوفية والنظريات الفلسفية والانتقالات الحضارية ، وأكد أن قصيدة النثر هي التجلي الأخير لمحاولات تجديد الإبداع والشعر العربي .
"وعن سؤال للجنة التحضرية حول كيفية احتواء أزمة انقسام وخلاف بعض أعضاء اللجنة التحضيرية ، حسبما نقلت صحف مصرية ، ونفى عضو اللجنة د। شوكت المصري صحة وجود انقسام بين الأعضاء ، وأكد أن الملتقى يفتح ذراعيه لمشاركة كل أبناء الشعر العربي وقصيدة النثر بخاصة التي يتم الاحتفاء بها وبهم ، والدليل على ذلك أن كثير من أعضاء الملتقى الحالي كانوا مشاركين بالملتقى السابق لقصيدة النثر ، وأكد المصري على الدور الكبير الذي لعبه كل من الشاعر العراقي خضير ميري والناقد عمر شهريار ود. ايمن تعيلب وغيرهم بالملتقى الماضي ، كما لا يمكن إغفال دور النقاد العرب والذي لا يقل عن نظرائهم المصريين ، ومن هنا ما جرى كان وضوح رؤى متوازية وليست متقابلة بين النقاد المنسقين للملتقى . كما أكد على إصرار الملتقى على توجهه ، فهو ملتقى عربي لقصيدة النثر بنكهة مصرية ، وأن هدفه هو الارتقاء بالنص النثري العربي والإحتفاء به ، وأكد أن اختيار القاهرة لاستضافة الملتقى جاء بالنظر لدورها الإقليمي والدولي الرائد في رعاية الثقافة بكل تشكلاتها وظواهرها .
.. قصيدة النثر بحسب محاولات لتعريفها هي نص يتميز بواحدة أو أكثر من خصائص الشعر الغنائي، غير أنها تعرض في المطبوعات على هيئة النثر ، إيقاعها الخاص وموسيقاها الداخلية تعتمد على الألفاظ وتتابعها، والصور وتكاملها، والحالة العامة للقصيدة. وتختلف عن فقرة النثر بأنها ذات إيقاع ومؤثرات صوتية أوضح مما يظهر في النثر مصادفة واتفاقاً من غير غرض. وهي أغنى بالصور وأكثر عناية بجمالية العبارة.
وبمناسبة اختيار السعودية ضيف الشرف وتكريم الملتقى للناقدة السعودية د. فوزية أبوخالد ، نقرأ مختارات من أشعارها النثرية :
من قصيدتها " الأسرار "
مثلما تحدس الأحصنة المطر من استنشاق الرمل
مثلما تنفخ النفاثات عقد السحر
مثلما تدل على القاتل رائحة الدم
مثلما يخرب الهواء المبكر تعتق الخل
لو تنفس عاشق خارج البئر يتطاير شرر الأسرار
وليس من لا يشقى أو ينعم بحرائق الذاكرة
** قصيدة " قراءة في الصمت العربي"
اركض الان بين الصور
بين وكالات الانباءالزرقاء،العسلية، الخضراء
أتلمس وجه البلاد
من مظاهرة الذباب
استحيل من خجلى
الى شىء يشبه إنحناء العباد
وانحناء النخل بباب الوظيفه
أو بباب مدن الرماد
أستحيل الى شىء
يشبه لغة الضاد
فى الصمت العربى
قصائدى شعب فى اناء
حب فى اناء
حرب
والحرب لا يدخلها
نصف قطيع
ونصف إماء.
** قصيدة " قفص"
تؤلمني هده العصافير
المزعجة كلما خبطت أجنحتها في
الفضاء وراحت تغني وكأنها
تسخر من سطوتي
أو تظنني وحدي في الحصار
تسخر من سطوتي
أو تظنني وحدي في
الحصار