مجلة وجائزة ومؤتمر للنقد الأدبي: | ||
جابر عصفور: أبو الليف موجود في الرواية والشعر والغناء! | ||
| ||
كما أكد أبو غازي أن المجلس سوف يقوم بتنظيم مؤتمرا للدراسات النقدية يقف جنبا لجنب مع ملتقيات القصة والرواية والشعر وسوف يختتم بجائزة للنقد الأدبي قيمتها 100 الف جنية. وكان المؤتمر قد ناقش 60 بحثا أدبيا ، وبدأ فاعلياته بمحاضرة افتاحية للدكتور جابر عصفور أدارها الناقد الدكتور عبد السلام المسدي. وقد أكد عصفور في محاضرته أن المذاهب النقدية المعاصرة خصوصا البنيوية والتفكيك قد صرفت النقاد إلي حد كبير عن مسألة القيمة، وهو ما أدي إلي أن ينسي الناقد إلي أصل كلمة نقد وهي التفرقة بين العملة الزائفة والعملة الحقيقية الأصيلة، وأن نزن الأشياء بميزان العقل، وأنا أعتقد أن نسيان الناقد لمسألة القيمة أدت إلي فساد الحياة الأدبية والثقافية، ولا نجد مثلا من يقول لهذا الشاعر أو هذا الروائي أنت يا سيدي لا يمكن أن تصل لمستوي نجيب محفوظ، ولا يعنيني أن يكون التقييم بعد الشرح أو التحليل، وإذا افترضنا أن النقد ثلاث عمليات تحليل، وتفسير وتقييم، فهذا المثلث يجب أن تتحقق زواياه الثلاث، وألا ينسي الناقد مهما كانت الضغوط أن مهامه الأساسية تنحصر في هذا الذي أسميه "التقييم"، وألا يخشي شيئا عند هذا التقييم، وفي آخر الأمر ما يقوله الناقد اجتهاد، وعلي القارئ الذي يقرأ هذا الاجتهاد أن يقبله أو يرفضه، والناقد ليس قرارا سياسيا يلزم الآخرين بإتباعه، لكن المهم علي الناقد ألا يتخلي عن هذه المهمة، لأني أعتقد أن سوء الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والسياسية يفرض علي النقاد أن يضعوا القيمة في اعتبارهم ليس بوصفها الأولي، وإنما ثلث المهمة التي يقومون بها، وأنا لا أقلل أبدا من وظيفة التحليل أو التفسير، وإنما ينبغي أن نضع بجانبهما التقييم. وأضاف عصفور: هذا التغير في الذوق أدي إلي انتشار بعض الأحمال الروائية التي لاتستحق هذا الانتشار، تماما كما يحدث في الموسيقي والغناء عندما نسمع مثلا أننا نعيش في زمن مغني رائج جدا يسمي "أبو الليف". وتابع عصفور: بالتأكيد أن هذا الأبوليف لو كان يعيش في الستينات في زمن عبد الحليم وازدهار أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، ماكان يمكن أن يصل لهذا الانتشار، لكن مع تغير المجتمع، وتغير الذوق الأدبي الذي نراه ماثلا في الشوارع التي امتلأت بالقاذورات والعمارات المشوهة، من الطبيعي جدا أننا لن نجد التلقي الذي تعودنا عليه من قبل عندما كنا نستمع لأم كلثوم أو عبد الحليم أو غيرهم من الفنانين وفي نفس الوقت الأدباء. |