فاطمة الزهراء فلا

مجلة وجائزة ومؤتمر للنقد الأدبي‮:‬

جابر عصفور‮:‬‮ ‬أبو الليف موجود في الرواية والشعر والغناء‮!‬

أعلن الدكتور عماد أبو‮ ‬غازي أمين المجلس الأعلي للثقافة في افتتاح مؤتمر‮ " ‬النقد الأدبي والواقع الثقافي‮ " ‬الذي اختتم فاعلياته الخميس الماضي عن إطلاق إصدار إلكتروني جديد تابع للمجلس حمل اسم مجلة‮ " ‬ياء‮" ‬الإلكترونية،‮ ‬وقال أبو‮ ‬غازي إنها مجلة محكمة تصدرها لجنة الدراسات الأدبية واللغوية ويمكن تصفحها وتحميلها من الموقع الإلكتروني للمجلس الأعلي للثقافة‮.‬
كما أكد أبو‮ ‬غازي أن المجلس سوف يقوم بتنظيم مؤتمرا للدراسات النقدية يقف جنبا لجنب مع ملتقيات القصة والرواية والشعر وسوف يختتم بجائزة للنقد الأدبي قيمتها‮ ‬100‮ ‬الف جنية‮. ‬وكان المؤتمر قد ناقش‮ ‬60‮ ‬بحثا أدبيا‮ ‬،‮ ‬وبدأ فاعلياته بمحاضرة افتاحية للدكتور جابر عصفور‮ ‬أدارها الناقد الدكتور عبد السلام المسدي‮. ‬وقد أكد عصفور في محاضرته أن المذاهب النقدية المعاصرة خصوصا البنيوية والتفكيك قد صرفت النقاد إلي حد كبير عن مسألة القيمة،‮ ‬وهو ما أدي إلي أن ينسي الناقد إلي أصل كلمة نقد وهي التفرقة بين العملة الزائفة والعملة الحقيقية الأصيلة،‮ ‬وأن نزن الأشياء بميزان العقل،‮ ‬وأنا أعتقد أن نسيان الناقد لمسألة القيمة أدت إلي فساد الحياة الأدبية والثقافية،‮ ‬ولا نجد مثلا من يقول لهذا الشاعر أو هذا الروائي أنت يا سيدي لا يمكن أن تصل لمستوي نجيب محفوظ،‮ ‬ولا يعنيني أن يكون التقييم بعد الشرح أو التحليل،‮ ‬وإذا افترضنا أن النقد ثلاث عمليات تحليل،‮ ‬وتفسير وتقييم،‮ ‬فهذا المثلث يجب أن تتحقق زواياه الثلاث،‮ ‬وألا ينسي الناقد مهما كانت الضغوط أن مهامه الأساسية تنحصر في هذا الذي أسميه‮ "‬التقييم‮"‬،‮ ‬وألا يخشي شيئا عند هذا التقييم،‮ ‬وفي آخر الأمر ما يقوله الناقد اجتهاد،‮ ‬وعلي القارئ الذي يقرأ هذا الاجتهاد أن يقبله أو يرفضه،‮ ‬والناقد ليس قرارا سياسيا يلزم الآخرين بإتباعه،‮ ‬لكن المهم علي الناقد ألا يتخلي عن هذه المهمة،‮ ‬لأني أعتقد أن سوء الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والسياسية يفرض علي النقاد أن يضعوا القيمة في اعتبارهم ليس بوصفها الأولي،‮ ‬وإنما ثلث المهمة التي يقومون بها،‮ ‬وأنا لا أقلل أبدا من وظيفة التحليل أو التفسير،‮ ‬وإنما ينبغي أن نضع بجانبهما التقييم‮. ‬وأضاف عصفور‮: ‬هذا التغير في الذوق أدي إلي انتشار بعض الأحمال الروائية التي لاتستحق هذا الانتشار،‮ ‬تماما كما يحدث في الموسيقي والغناء عندما نسمع مثلا أننا نعيش في زمن مغني رائج جدا يسمي‮ "‬أبو الليف‮". ‬وتابع عصفور‮: ‬بالتأكيد أن هذا الأبوليف لو كان يعيش في الستينات في زمن عبد الحليم وازدهار أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب،‮ ‬ماكان يمكن أن يصل لهذا الانتشار،‮ ‬لكن مع تغير المجتمع،‮ ‬وتغير الذوق الأدبي الذي نراه ماثلا في الشوارع التي امتلأت بالقاذورات والعمارات المشوهة،‮ ‬من الطبيعي جدا أننا لن نجد التلقي الذي تعودنا عليه من قبل عندما كنا نستمع لأم كلثوم أو عبد الحليم أو‮ ‬غيرهم‮ ‬من الفنانين وفي نفس الوقت الأدباء‮.‬