فاطمة الزهراء فلا
5


حضور متميّز


المؤرخ جيمس إ. ليندساي: يسهم مشروع كلمة من خلال ترجمته الكتب التاريخية في فهم التاريخ في العصور الوسطى.

نيويورك ـ للعام الثالث على التوالي يشارك مشروع "كلمة" للترجمة بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، في فعاليات معرض نيويورك للكتاب، والمقام بين 25 و27 من شهر مايو/آيار الجاري، وذلك عبر جناح خاص به، يعرض فيه أبرز إصداراته، ومن بينها عدد كبير من المؤلفات الأميركية أو المترجمة عن اللغة الإنجليزية.

وشهد جناح "كلمة" حضوراً لافتاً من جمهور القرّاء، من العرب المقيمين في الولايات المتحدة، ومن الأجانب أيضاً، ومن الناشرين الأميركيين الذين أبدى كثيرون منهم اهتماماً بالتعاون مع مشروع "كلمة"، الذي حقّق خلال الأعوام الثلاثة الماضية منذ انطلاقته حضوراً دولياً واسعاً، بفضل عدد كبير من مبادرات التعاون التي شملت دور نشر ومؤسسات ومنظمات تعنى بالترجمة وجامعات ومعاهد عالمية.

وعن المشاركة في معرض نيويورك يقول د. علي بن تميم، مدير "كلمة": "نشارك للمرة الثالثة هذا العام في هذه المنصة الدولية البارزة لصناعة الكتاب والتي تشكّل ملتقى لأهل الكتاب وصنّاعه من أرجاء المعمورة، في إبراز لحضور مشروع (كلمة) للترجمة بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث على الساحة الدولية، وأيضاً سعياً نحو مزيد من التعاون مع الناشرين والمنظمات التي تعنى بالترجمة في العالم، وتتخذ مشاركتنا هذا العام أهمية مضاعفة، خاصة بعد تعذّر المشاركة في معرض لندن الدولي، بسبب أزمة السحابة البركانية المعروفة، وبالتالي عدم تمكن عدد كبير من الناشرين ودور النشر من المشاركة، فكانت هذه فرصة للقائهم وأيضاً للتعرف على المزيد من الجهات المعنية بالنشر، وعقد عدد من الاتفاقات في هذا المجال".

ويضيف د. بن تميم: "ولا ننسى أن مشاركة مشروع (كلمة) للترجمة، إنما تعزّز دور العاصمة أبوظبي كحاضنة وراعية أساسية للثقافة في المنطقة، ومن جهة أخرى فإنها تشكّل متنفساً حقيقياً للعرب المقيمين في أميركا، والتواقين إلى قراءة الكثير من العناوين المهمة بلغتهم الأم، وهذا ما لمسناه ونلمسه دوماً في مشاركاتنا الدولية".

وإضافة إلى اللقاءات مع الناشرين الموزعين في الولايات المتحدة الأميركية، عقد ممثلو "كلمة" في معرض نيويورك عدداً من اللقاءات مع كتاب عالميين مدعوين أو مشاركين في فعاليات المعرض، ممن ترجمت لهم بعض أعمالهم إلى اللغة العربية، والذين أعربوا – خاصة أولئك الذين تقرأ أعمالهم بالعربية للمرة الأولى – عن سعادتهم بترجمة أعمالهم، معربين عن رغبتهم بمزيد من التعاون في المستقبل. وكانت النتيجة المثمرة لذلك عدد من الاتفاقات على ترجمة المزيد من الأعمال المهمة، سواء لكتاب أمريكيين أو عالميين.

وفي هذا السياق يقول الكاتب جيمس إ. ليندساي، صاحب كتاب "الحياة اليومية في العصور الإسلامية الوسطى" الذي يصدر قريباً عن كلمة ضمن مبادرة تحمل عنوان "الحياة اليومية": سعدت كثيراً لاختيار مشروع (كلمة) لكتابي هذا لترجمته إلى العربية. فبعد أن قمت بتدريس التاريخ الإسلامي وتاريخ الشرق الأوسط للطلبة الأميركيين لنحو عقدين من الزمان، سرّني كثيراً أن يصبح عملي متاحاً أمام الناطقين باللغة العربية. المواضيع التي يضمها الكتاب تشتمل على القضايا التي يطرحها المنهج التاريخي وعلم التاريخ، الجغرافيا والبيئة، النبي محمد (عليه الصلاة والسلام)، أصول الإسلام، الفتوحات الإسلامية، نهوض وسقوط عصور الخلافة، الحروب، الشعائر والعبادات، التفاعلات التاريخية مع اليهود والمسيحيين، ومجموعة واسعة من الموضوعات الحضارية. آمل أن يسهم مشروع (كلمة) من خلال ترجمته لكتابي في تقدم فهم التاريخ الإسلامي في العصور الوسطى".

أما الكاتب جريغ بال، مؤلف كتاب "الديزل الحيوي" الذي تصدر ترجمته قريباً أيضاً ضمن سلسلة تعنى بالطاقة البديلة، فيقول: "إنه لمن دواعي سروري أن ينشر كتابي من قبل مشروع (كلمة)، وإنه لشرف عظيم لي أن أكون ضمن قائمة الكتَّاب المميزين في المجالات الكلاسيكية والمعاصرة. وفي ظل عالم غالباً ما تقسمه الحدود السياسية العشوائية، فإن ما يبعث على الحيوية أن يرى المرء مثل هذا المشروع القيم الذي يساعد على إزالة بعض تلك الحدود. وعلاوة على ذلك، فإن حسن النوايا والتعاون بين الأمم يكتسبان أهمية بالغة، في وقت أصبح فيه جوهر بقائنا على هذا الكوكب عرضة للمخاطر نتيجة لذلك الطيف الواسع من التحديات البيئية والاقتصادية.

وأضاف: "يحدوني الأمل في أن يساعد هذا الكتاب القرَّاء العرب في أرجاء العالم على فهم أفضل لبعض التحديات والفرص المتمثلة في حاجاتنا الحالية، للقيام بالتحول الذي تأخر طويلاً إلى طيف واسع من استراتيجيات الطاقة المتجددة، بما فيها الديزل الحيوي. ومع أن الديزل الحيوي لن يلبي جميع احتياجاتنا للوقود السائل, إلا أنه يقدم على الأقل حلاً جزئياً، ونحن نقوم بالتحول الضروري إلى مستقبل أكثر استدامة".