فاطمة الزهراء فلا
:53:11


قيمة ثقافية ومحتوى متميز

هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تنال جائزة مجلة نيوزويك


أربع سنوات حافلة بالمئات من المشاريع والأنشطة الثقافية والتراثية للحفاظ على التراث الثقافي لإمارة أبوظبي.


أبوظبي - حصلت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على جائزة المؤسسة الثقافية الأكثر تميزا لعام 2009 في العالم العربي في الدورة الثالثة من جائزة لجنة مجلة نيوزويك واسعة الانتشار دوليا وذلك وفقا للمعايير العالمية للتميز التي اعتمدتها اللجنة.

وأشادت المجلة بما تقدمه الهيئة للساحة الإماراتية والعربية من زخم ثقامي مبدع وبالدور المميز الذي قامت به خلال عام 2009 لتأكيد مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كإحدى أرقى دول العالم التي تحرص على المواكبة ما بين قمة الحضارة وصون تراثها والترويج للثقافة الإنسانية في آن.

ويعد عام 2009 سنة محورية في عمل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث كونه يؤشر إلى مرحلة التنفيذ الشاملة للخطة الاستراتيجية 2008-2012.

ويمكن القول إن العام الماضي قد شهد تحول معظم مشاريع الهيئة إلى الصيغة المؤسسية المتواصلة في دلالة واضحة على حسن الاختيار والنجاح وإيجابية ردود الفعل من الجمهور محليا وإقليميا وعالميا.

وأسهمت جهود الهيئة في تعزيز مكانة أبوظبي على خارطة الثقافة العالمية وصولا لجعلها مركزا لأبرز الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية ووجهة للفنانين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم من خلال حراك ثقافي وفني متميز.

وتحولت الرؤية والاستراتيجية الثقافية لإمارة أبوظبي إلى مشاريع مرموقة ومحطات لافتة يفتخر كل إماراتي بالإشارة إليها.

يذكر أن مجلة نيوزويك النسخة العربية سوف تنظم حفلا لتكريم الهيئة و20 من أفضل المؤسسات العربية المتميزة في الدورة الثالثة من الجائزة في مجالات المال والاقتصاد والثقافة والعلوم وغيرها وذلك نهاية العام الجاري وبهدف تقديم تجربة وإنجازات الجهات المميزة كل في مجالها - إلى الرأي العام العربي والعالمي عموما علما بأن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث هي الجهة الوحيدة التي سيتم تكريمها لتميزها في قطاع الثقافة.

وأكد الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث سعي الهيئة إلى تطوير استراتيجية طموحة لترويج ودعم الثقافة والفنون واستثمار الجهود والإمكانيات لتحقيق مبادراتها المتعددة الثقافية والتراثية والترويج لها محليا وعالميا.

وقال أن قيادة للدولة آمنت ومنذ قيام الاتحاد بأهمية الثقافة في تنمية المجتمع وبالدور الأساسي للعلم والمعرفة في بناء إنسان منتج وفاعل فأولت قطاع التعليم وقطاعات الثقافة والتراث أهمية قصوى.

وذكر أن أربع سنوات من عمر الهيئة وانطلاق مسيرة التميز والتألق على الصعيدين الإقليمي والعالمي هي فترة وجيزة كانت حافلة بإطلاق وتنفيذ المئات من المشاريع والأنشطة الثقافية والتراثية الرائدة وذلك في إطار استراتيجيتنا للحفاظ على التراث الثقافي لإمارة أبوظبي.

وأكد محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث نجاح الهيئة منذ تأسيسها في نقش موقعها على خارطة الفن والثقافة العالمية بفضل الدعم الكبير والمتواصل من قبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مؤكدا "أن رؤيته لأبوظبي كملتقى ثقافي عالمي تتحول إلى حقيقة وأن تطلعاتنا كبيرة وطموحنا بمستوى محبتنا لبلدنا ولثقافتنا وهذا ما يدفعنا إلى بذل كل جهد ممكن".

يذكر ان هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تأسست في تشرين الاول -أكتوبر 2005 كإحدى الهيئات الحكومية التابعة لإمارة أبوظبي وهي الهيئة المسؤولة عن حفظ تراث وثقافة إمارة أبوظبي والترويج لهما ويتولى إدارتها مجلس إدارة يترأسه الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان.

وقد جاء تأسيس الهيئة نتيجة لتطبيق استراتيجية إدارة تراث إمارة أبوظبي وهي استراتيجية خمسية أعدها فريق من خبراء منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" بالتعاون مع خبراء إماراتيين وحددت هذه الاستراتيجية القضايا الجوهرية التي تؤثر على تطور ثقافة إمارة أبوظبي وتراثها بالإضافة إلى الأهداف المرجوة من نشاطاتها.

وتحمل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تطلعات كبيرة كتعزيز مشاعر الفخر والاعتزاز لدى شعب الإمارات من خلال دعم وتطوير تراثه الثقافي وأن تصبح الهيئة المؤسسة الرائدة في دعم الثقافة على مستوى المنطقة والمستوى الدولي وأن تساهم في تعزيز الحوار الحضاري وتقدير الثقافات الأخرى على اختلافها من خلال تطوير مشاريع تشجع الاطلاع على تقاليد وتجارب الآخرين.

وتتبنى هيئة أبوظبي للثقافة والتراث رؤية شاملة للثقافة تضم التراث المادي وغير المادي على حد سواء وتسخر جميع مواردها للحفاظ على الأصول المعمارية والأثرية مع العمل على تطوير الفنون والموسيقى والأدب والسينما الإماراتية والعالمية.

وتعكس مبادرات الهيئة العديدة رؤيتها في دعم وتطوير الثقافة في إمارة أبوظبي فقد حظي عام 2009 بأهمية خاصة لدى الجمهور المحلي والعربي والدولي حيث واصلت هيئة أبوظبي جهودها في المحافظة على التراث بجانبيه المادي والمعنوي والعمل على تطوير التعامل معه وصونه فقد اعلنت عن أحافير ومتحجرات جديدة في المنطقة الغربية ذات أهمية خاصة على الصعيد العالمي كونها الأمثلة الوحيدة للمتحجرات في المنطقة وتعود إلى عمر يتراوح ما بين 6 إلى 8 ملايين سنة مضت.

كما تواصل أعمال الترميم للمباني التاريخية في مختلف مناطق إمارة أبوظبي وإطلاق مبادرات تركز على إعادة تأهيل المتاحف القائمة وخطط لإنشاء متاحف جديدة فضلا عن استمرار استضافة قلعة الجاهلي لأهم الفعاليات الثقافية في مدينة العين بعد إعادة افتتاحها ضمن استراتيجية إعادة تأهيل الإرث الثقافي والحضاري لأبوظبي.

وتواصل الهيئة تقديم عروض مسرحية "زايد والحلم" في عدد من الدول إضافة إلى تنظيم مئوية الشيخ زايد الكبير من خلال سلسلة من الفعاليات المتواصلة بالتعاون مع مختلف المؤسسات الحكومية والرسمية في أبوظبي.

كما استضافت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مؤتمر اليونسكو بمشاركة 114 دولة والذي تم خلاله إعلان أبوظبي لروائع التراث العالمي غير المادي كما تم تقديم الملف النهائي لتسجيل الصقارة كتراث عالمي للبشرية في منظمة اليونسكو بجهود 12 دولة عربية وأجنبية قادتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث.

على صعيد متصل تولى الهيئة الفنون والإبداع اهتماما كبيرا وتعمل على تشجيع الإبداع في مجالات الموسيقى والفنون التشكيلية والسينما والمسرح ومن أبرز المهرجانات التي نظمتها هذا العام مهرجان موسيقى أبوظبي الكلاسيكية ومهرجان ووماد أبوظبي ومهرجان أنغام من الشرق ومهرجان الشرق الأوسط السينمائي ومؤتمر ذي سيركل فضلا عن تنظيم المعارض الفنية العالمية والمشاركة في بينالي البندقية من خلال منصة أبوظبي للفنون البصرية.

واستقطبت المسابقات والمهرجانات الشعبية التي تنظمها الهيئة اهتمام الملايين وأهمها مسابقة "شاعر المليون" التي استطاعت تحقق نجاحا على مستوى العالم من خلال استقطاب الملايين من المشاهدين في أمسية شعرية واحدة إضافة إلى مسابقة "أمير الشعراء" التي تعتبر الإحياء الحقيقي الأول للاهتمام بالشعر الفصيح بعد تراجعه أمام الثقافة الغربية فضلا عن تنظيم مهرجان "الظفرة للإبل" ومهرجان "ليوا للرطب" والمعرض الدولي للصيد والفروسية "أبوظبي 2009".

وحققت الهيئة قفزات كبيرة في مجال النشر حيث استضافت المؤتمر العالمي لاتحاد الناشرين الدوليين لحقوق النشر في شباط- فبراير الماضي ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي شارك فيه 650 ناشرا من 53 دولة فضلا عن تنظيم جائزة الشيخ زايد للكتاب كما أطلقت الهيئة منذ سنوات مشروع "كلمة للترجمة".