اللمسة العظيمة
الجاليات العربية والأوروبيين بفرنسا تتفاعل مع العرض الأول لمسرحية تختصر انجازات الامارات.
باريس- استقطبت مسرحية "زايد والحلم" التي أنتجتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، حشودا ضخمة من الجمهور في العاصمة الفرنسية مساء السبت في مسرح «لوباليه دي كونفريه»، حيث شهد العرض الأول عدد كبير من أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمدين في باريس، ومسؤولون في منظمة اليونسكو ومعهد العالم العربي بباريس ومن المهتمين بالشأن الثقافي والمسرحي، إضافة للمئات من أبناء الجاليات العربية والجمهور الفرنسي والأوروبي عموما، والذين تفاعلوا بحماس مع الإنجاز المسرحي الفريد الذي يمثل رؤية فنيّة مضيئة مستوحاة من مسيرة مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكيف استطاع تحويل الحلم إلى حقيقة أبهرت جميع شعوب العالم.
وتستضيف خشبة «لوباليه دي كونفريه» العرض الثاني للمسرحية مساء الأحد، وتأتي هذه العروض في العاصمة الفرنسية بعد النجاح الكبير الذي حققته المسرحية في دولة الإمارات، وفي إطار سلسلة من العروض الخارجية المميزة التي بدأت في العاصمة اللبنانية بيروت في شباط- فبراير الماضي.
وشهد العرض في العاصمة الفرنسية محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، الذي أكد أننا نفخر ونعتز بتقديم هذا الإنجاز المسرحي الرائع خارج الإمارات، عرفاناً بما قدّمه مؤسس الدولة وباني نهضتها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وسعيا منّا لتقديم هذا العمل في مختلف أنحاء العالم الذي يُقدّر كثيراً ما قدّمه الشيخ زايد لبلده وشعبه وللأمتين العربية والإسلامية وللإنسانية جمعاء.
وأكد أن القيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة، قد آمنت ومنذ قيام الاتحاد بأهمية الثقافة في تنمية المجتمع، وبالدورالأساسي للعلم والمعرفة في بناء إنسان منتج وفاعل، ولذلك فقد أوليت قطاعات الثقافة والتراث أهمية قصوى.
كما شهد العرض الباريسي زكي نسيبة نائب رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وعدد من كبار المسؤولين في سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بباريس، وحشد من الشعراء والمفكرين في المنطقة.
ومع "زايد الحلم" تحقّقت قيمتان أساسيّتان، القيمة الفنيّة الثقافية والقيمة التاريخيّة، ليروي العمل عن قائد حفر اسمه الزمان ومن قدره أن واجه صعاباً كثيرة، لكن حلمه الذي بات بحجم الحياة يجعل كل تلك الفضائل متحفزة لا تنام .. الصبر والشجاعة والحق والإيمان والخير والحكمة والشرف، فتنهار الصعاب ويخضع المستحيل فاتحاً أبوابه أمام النهضة والعمران وتوحيد الشعب وازدهاره.
ويأتي العمل المسرحي "زايد والحلم" من إبداع مسرح كركلا ليسجّل بعض المحطات التاريخيّة والتحوّلات الحاسمة التي أرساها حكيم العرب، بطل الاتحاد في تاريخ وطنه وأمّته، فلقد كان حارس الماضي وصانع الآتي، مجترح الوصل بين الذاكرة والخيال، وفي رحاب البادية الطيّبة وحّد أركان دولة تباهي الأمم.
وعبّر الراوي في العرض عن اندهاشه وإعجابه من سرّ هذا القائد الذي حول العداوة الى أخوة، وبحكمة عميقة وبساطة شفافة راح يقطف نجوم المجد ويزرعها في صحراء أمته لتغدو أمة فخورة بين الأمم.. إنجاز بلغ حدوداً أسطورية، وذلك بسبب أصالة الحلم الذي ولد كرسالة عند السلف ليحملها الخلف بأمانة وشهامة وكرامة.
وتستمر الحكاية لتروي قصة العمران ونهضة الإنسان وحلول النور والعلم مكان الظلمة، وكل ذلك يغدو مدعاة احتفال وفرح وعزة وإباء.. وفي نهاية القصة يعلو الفرح بتحقيق الوحدة فيما حاضر الإمارات عيد ينطلق في الزمن مع الأجيال .. حاضر يزخر بالأمان والازدهار والحبور، فلطالما كان الخلف حريصاً على استمرار الحلم الكبير والسير معه نحو آفاق جديدة.