فاطمة الزهراء فلا
13


أدباء مصر يؤيدون إعادة طباعة 'ألف ليلة وليلة'


مؤتمر إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي يختتم أعماله في مرسى مطروح بالتمسك بحقوق مصر الأزلية في مياه النيل.

مرسى مطروح (مصر) ـ اختتمت فعاليات المؤتمر الأدبى الحادى عشر لإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافى تحت عنوان "التحديات المعاصرة في شعر" الإقليم"، بحضور اللواء أحمد حسين محافظ مطروح، ود. أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والشاعر إسماعيل عقاب رئيس المؤتمر، والشاعر أحمد شلبى أمين عام المؤتمر، وإجلال هاشم رئيس إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، والشاعر سعد عبدالرحمن رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وعديد من قيادات العمل الثقافى بالمحافظة والقيادات الشعبية والتنفيذية ولفيف من الإعلامينن والصحفين.

بدأت الفعاليات باستقبال الحضور لفرقة مطروح للفنون الشعبية، وكورال الأطفال، وأعقب ذلك افتتاح معرض كتب لإصدارات الهيئة ومعرض "من وحي سيوه" للفنان جلال الحسينى وآخر لفناني الإقليم.

وفي كلمته عبر اللواء أحمد حسين محافظ مطروح عن سعادته الشخصية بوجود هذه الكوكبة العظيمة من مفكري مصر المحروسة على أرض محافظة مطروح التي تجمعنا جميعاً نحو هدف واحد، وهو إطلاق نوبة الصحيان للعقول والتذكير دائماً بأننا أمة مبدعة قادرة على قيادة العالم "وانطلاقاً من هذا الهدف السامي جاء المحور الرئيسي لمؤتمركم هذا (الشعر وتحديات العصر)، ولا شك أن الشعر جنس من أجناس الأدب، والشاعر عالم في مجاله قادر على توظيف شعره ومشاعره لخدمة المجتمع، وإيماناً منا بدور الثقافة فقد شرعت المحافظة في بناء صرح ثقافي ضخم متمثلاً في: مكتبة عامة، ومتحف سيكتمل بناؤه بعد أشهر الصيف مباشرة، كما أعدهم بأنه سيكون لمهرجان القراءة للجميع الذى ستنظلق فعالياته في منتصف يوليه القادم سيكون له شكل آخر متميز، كما تقدم بالشكر لراعية الفكرة السيدة سوزان مبارك حرم السيد رئيس الجمهورية."

وأضاف محافظ مطروح: "ولأننا ندرك قيمة الفنون وما تحدثه في النفس فقد بدأنا بإقامة المعرض الجميل (من وحي سيوه) للمبدع الأجمل الفنان جلال الحسيني، ولم نغفل مبدعي مطروح، فقد اشترك في نفس المعرض فنانون من مطروح، وسنقيم عدة قاعات متميزة تليق بالفنانين التشكيليين من مصر وبقية العالم العربي والعالم أجمع. أما في مجال الفن فقد تم الاتفاق بالفعل مع نخبة من نجوم الغناء لإحياء حفلات غنائية، وفي مجال الحرف والصناعات التقليدية سيقام معرض لبيع كل ما تنتجه المرأة والأسر المنتجة البسيطة والمبدعين الهواة والجمعيات الأهلية والمدارس.

وقال اللواء أحمد حسين إنه: "في مجال الأدب ها نحن نحتفي بكم في مؤتمركم (الشعر وتحديات العصر) في دورته الحادية عشرة، فكما كان الشعراء هم الإعلاميون الحقيقيون فإنهم في محافظتنا هذه لازالوا إلى الآن هم من ينقل الخبر من مكان إلى آخر، ومن هذا المقام أوصيكم خيراً بشعر المناطق ذات الخصوصية الثقافية والتي منها شعر بادية مطروح."

وفي كلمته وجه د. أحمد مجاهد الشكر والتحية لمحافظ مطروح لما قدمه من دعم مادي ومعنوي لهيئة قصور الثقافة في محافظة مطروح، والتي استضافت منذ شهر الملتقى الأول لفنون الطفل، واليوم تستضيف المؤتمر الأدبي الحادي عشر للإقليم، إلى جانب الملتقى الأول للفنون الشعبية بسيوه، مؤكداً على أن دعمه لقصور الثقافة تخطى دعم المؤسسة إلى دعم مؤسسات المجتمع المدني التابعة لها حيث قدم 50000 ألف جنيه دعما لجمعية رواد قصور الثقافة بمحافظات مطروح.

مشدداً على أن ما قدمه المحافظ للثقافة ممثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة لم يقدم من قبل للهيئة إطلاقاً في محافظة مطروح، وتمنى د. مجاهد أن تكون الهيئة على قدر الطموح في تفعيل دور الفن والثقافة في مطروح، كما قدم الشكر للشاعر إسماعيل عقاب رئيس المؤتمر وعبر عن سعادته باختياره رئيساً للمؤتمر من الإقليم بل من المحافظة التي يقام بها المؤتمر، وتمنى أن تكون هذه بداية لسنة جديدة في بقية المؤتمرات مشيراً إلى أن الهدف من هذه المؤتمرات هو إلقاء الضوء على الأدباء الكبار الذين فرضت عليهم الظروف الجغرافية والإقتصادية أن يوجدوا خارج القاهرة، ويأتى الدعم لهؤلاء الأدباء بما قدره الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة، من تخصيص 250000 جنيه لعمل مسابقة في 5 فروع أدبية لأدباء مصر في الأقاليم، وسوف يكون التقدم لهذه الجوائز في الفروع الثقافية في المحافظات حتى يتاح لجميع الأدباء المشاركة فيها، كما وجه الشكر للشاعر أحمد شلبى أمين عام المؤتمر، والشاعر حمد شعيب مدير فرع ثقافة مطروح.

وأشار د. مجاهد إلى أنه لم يكن غريباً أن يكون عنوان المؤتمر "التحديات المعاصرة في شعر الإقليم"، فما شعر الإقليم إلا شجرة من الشعر المصري الذي هو فرع من الشعر العربي، والتحديات التي تواجه الشعر بصفة عامة تحديات كبرى تبدأ من تراجع القراءة جملة وربما كان هناك تحديات خاصة بالفن الشعري قد تتمثل في مزاحمة الرواية أو الوسائط الأخرى التي تقدم لنا بديلاً متخيلاً وليس حقيقياً عبر الصورة في الدراما أو الأغاني المصورة، وربما كان من التحديات الاهتمام بالشعر المغنى على حساب القصيدة المقروءة التي لم يعد لها مساحات في الجرائد والمجلات بل كادت تنحصر المجلات الأدبية المتخصصة في مصر في مجلتي "إبداع" و"الثقافة الجديدة".

وأكد د. مجاهد على أن التحديات التي تواجه الشعر الآن هي التي تواجه الأدب والقراءة المتأنية في عصر السموات المفتوحة والتلقي المصحوب بالمعاناة في مواجهة النص. ويرى د. مجاهد أن النص الشعري هو نص فردي ذاتي يعبر عن ألم عام ولا يمكن أن يصل إلينا إلا بالكتابة والاستماع إليه ولا يمكن أن يتحول إلى نص مفتوح على الإنتـرنت فهو طلقة عاطفية يطلقها إصبعاً وحيد يخترق بها قلوبنا إلى الأبد.

ومنح مجاهد الطفل عبدالقادر أحمد عبدالقادر مكافأة مالية قدرها 1000 جنيه لتميزه فى الفن التشكيلي، وهو يبلغ من العمر تسع سنوات وقام برسم لوحتين فنيتين تعبران عن بزوغ موهبة فنية حقيقية نابعة من بيئة مرسى مطروح، وشارك بلوحة فنية في معرض فني بمدينة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة.

وفي كلمتها وجهت إجلال هاشم رئيس إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي الشكر للمحافظ لما يقدمه من دعم مادي ومعنوي أعاد به لمطروح وجهها المشرق، كما وجهت الشكر للدكتور أحمد مجاهد الذي أعاد للهيئة نشاطها وشبابها، وأكدت على أن هذا المؤتمر ما هو إلا ثمرة لجهود بذلت من قبل الأمانة التي تضم نخبة من الباحثين والأكاديميين المتميزين على مستوى الأقليم.

وأكد الشاعر إسماعيل عقاب على ثقة الأدباء في جهود د. مجاهد للنهوض بالثقافة في أقاليم مصر، والتطور الذي حدث في البنية الأساسية من إنشاءات وتطوير ما هو قائم واسـتكمال ما هو متوقف واختياره الجيد من قيادات الهيئة.

ثم كرم المحافظ ومجاهد الشاعر فؤاد طمان والشاعر حسن عبدالجواد بإهدائهما درع الهيئة، كما أهدى المحافظ درع المحافظة للشاعر أحمد شلبى وإجلال هاشم والفنان جلال الحسينى والشاعر إسماعيل عقاب، وأهدى مجاهد درع الهيئة لإسماعيل عقاب وأحمد شلبى والفنان جلال الحسيني.

بعد ذلك تم الاتفاق على التوصيات التالية:

1. تزامناً مع توقيع بعض دول حوض النيل على اتفاقية منفردة بخصوص توزيع مياه النهر، يناشد المؤتمر ويؤيد ضرورة التمسك بحقوقنا الأزلية والأبدية في مياه النيل بما لا يقبل العبث أو التآمر – فمصر – كما قيل – هبة النيل – ماضيا وحاضرا ومستقبلا.

2. التأكيد على عدم التطبيع مع الكيان الصهيونى تحت أية صورة، مع دعم القضايا العربية الكبرى في فلسطين والعراق والسودان.

3. التأييد الكامل لرئيس الهيئة العام لقصور الثقافة في موقفه المستنير في مواجهة ثقافة التخلف، وذلك بنشر أمهات الكتب حتى يمكن لكل بيت في مصر إقتناؤها، مع التأكيد على إعادة طبع كتاب "ألف ليلة وليلة" الذي يُمثل درة القصص العربي والعالمي.

4. مناشدة المسئولين عن المؤسسات التعليمية بضرورة مواكبة المناهج التعليمية روح العصر، والتواصل مع الإبداع الأدبي المعاصر بما ينمي الذائقة الجمالية والمعرفية، والتعاون في ذلك مع المؤسسات الثقافية وكبار الأدباء والمبدعين.

5. انطلاقاً من مبدأ الحفاظ على الثقافات الشعبية المميّزة للإقليم نطالب بالاهتمام بجمع الشعر البدوي التراثي والمعاصر، وتقديمه للمجتمع بالمنهج الذي يقربه ويكشف عن جمالياته.

6. دعم وتعميم فكرة ترشيح مجموعة من الموهوبين الشباب للمشاركة الإبداعية والبحثية والإعلامية في أعمال التراث بما يكسبهم الخبرة ويسهم في إعدادهم مستقبلاً للقيام بالدور الثقافي المنشود، وهذا ما قد تبناه المؤتمر وأثبت نجاحه.