فاطمة الزهراء فلا


هوليوود لعبت دورا أساسيا في الدعاية للمشروع الصهيوني بفلسطين، وقدمت اليهود كشعب أنيق يبحث عن الحياة والحرية.

ميدل ايست اونلاين
كتب ـ أحمد فضل شبلول

يتساءل د. أحمد سلامة في العدد الجديد من مجلة "دبي الثقافية" هل النشر الإلكتروني يهدد ثقافة ووجود الكتاب الورقي؟ وذلك في معرض حديثه عن الاحتفال باليوم العالمي للكتاب الذي تحتفل به منظمة اليونسكو في الثالث والعشرين من شهر أبريل/نيسان من كل عام.

وأوضح سلامة أسباب تخصيص يوم عالمي للكتاب، وموقع العالم العربي من الكتاب، وأشار إلى أن حركة الترجمة العربية هي الأبطأ في العالم، واستعرض مزايا وعيوب النشر الورقي والنشر الإلكتروني متسائلا: ماذا يحدث لو تعطل الكمبيوتر وانقطعت الكهرباء؟

وتحدث سلامة عن فعاليات معرض فرانكفورت الدولي للكتاب الذي نظم 2800 ندوة شارك فيها 1100 باحث ومفكر وأديب وشاعر من أنحاء العالم كافة، وعلى الرغم من ذلك يظل السؤال مطروحا: هل يعتبر الكتاب الإلكتروني تهديدا لثقافة الكتاب الورقي ووجوده؟

وتواصلا مع الموضوع نفسه تابعت "دبي الثقافية" فعاليات ندوة مجلة "العربي" التي أقيمت بالكويت الشهر الماضي، وناقشت موضوع الثقافة العربية ووسائط الاتصال الحديثة، والتدوين الإلكتروني وتأثيره على الكتابة الورقية.

ويزور يحيى البطاط إمبراطورية الـ "فيس بوك" التي أنشأها مراهق اسمه مارك زوكربيرج، وتجاوز عدد سكانها 350 مليون نسمة، ولاحظ البطاط أن مشاعر التعاطف والمشاركة التي هي عماد الصداقات التقليدية، تحولت إلى إشارات ورموز وإيقونات ومقاطع فيديو وصور وجُمل وخواطر، وأنه لم يعد مجتمع الـ "فيس بوك" يضم الشباب والمراهقين، بل استحدثت صفحات للسياسيين والأدباء والمثقفين والإعلاميين والفنانين ورجال الأعمال والمفكرين.

وفي مقاله الشهري "أجراس" تحدث رئيس تحرير "دبي الثقافية" سيف محمد المري عن تراثنا المسروق وحضارتنا المهربة، واقترح تشكيل لجنة موحدة من وزارات الثقافة العربية ومخاطبة اليونسكو والاتحاد الأوروبي، وكل الجهات ذات العلاقة لتجريم ومنع سرقة المزيد من التحف والآثار، واستعادة ما تمت سرقته خلال القرون الثلاثة المنصرمة. وشدد على أننا إن لم نفعل ذلك فإن عملية النهب المنظم ستتواصل حتى آخر تحفة عربية في أصغر متحف عربي.

وبدوري اقترح أن يُطرح الموضوع للمناقشة ضمن جدول أعمال القمة الثقافية العربية المرتقبة التي تعد لها الآن جامعة الدول العربية بالتعاون مع الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب واتحاد الناشرين العرب ومؤسسة الفكر العربي وجهات ثقافية مدنية أخرى ذات علاقة.

في باب "بانوراما" يتجول بنا الشاعر عبدالرزاق الربيعي في جزيرة "مصيرة" عروس الساحل العماني، ويزور طه عبدالرحمن نيويورك المدينة الخائفة، متوقفا عند الوجود العربي هناك، مشيرا إلى أنه في بداية القرن السابع عشر اشترى مستوطن هولندي جزيرة مانهاتن بمبلغ 23 دولارا وسبعين سنتا فقط.

أما عالية خوجة فتزور قلعة حلب التي لا تزال شامخة وعصية على الأسر تختزن حمحمة الخيل وذاكرة المجد. وزارها أرسطو قبل 7 آلاف سنة، ورممها الظاهر بيبرس بعد أن دمرها هولاكو، ومثلت الثقافة الإسلامية في العام 2006.

ويحاور طارق أحمد شوقي الشاعر عبدالله باشراحيل الذي يرى أن الحداثة تتراجع، والعمود الشعري يستعيد عافيته في السعودية، وأن النقد الأدبي مخيب للآمال والنقاد تحركهم المنافع والأهواء.

ويعترف باشراحيل بندمه على طباعة دواوينه النبطية لأنه يرى أن القصيدة الفصيحة هي المعبرة عن الشعر العربي، مشيرا إلى أن الصالونات الأدبية السعودية اجتذبت الجمهور بسبب اتساع هامش الحرية.

ويحاور محمد غبريس الشاعر الإماراتي ظاعن شاهين رئيس تحرير جريدة "البيان" الذي أكد أن الصحافة تعكس الواقع السياسي وليست سلطة رابعة، وأن أغلب الصحف العربية رغم المتغيرات والتداعيات ظلت "محلك سر".

ويعترف ظاعن شاهين بأننا لسنا في زمن الرواية أو الشعر .. نحن في زمن "البلاك بيري والآي فون"، وأن الشبكة العنكبوتية متنفس جيد لكل التيارات الأدبية لكنها لا تمثل حكما حقيقيا.

أما رانيا حسين فتحاور كاتب الأطفال قيس صدقي أول إماراتي يحصل على جائزة الشيخ زايد في أدب الأطفال، عن روايته "سوار الذهب" التي تقدم عاداتنا وتراثنا، وفيها يحرص الكاتب على الجمع بين الحداثة والتراث، ويؤكد على أهمية اللغة العربية الفصحى وهويتنا الثقافية.

ومن باريس تكتب فابيولا بدوي عن الجدل السياسي الثقافي حول ألبير كامو بمناسبة الذكرى الخمسين لرحيله، وهل تستقبل مقبرة العظماء في باريس رفاته؟

ويتوقف د. صالح هويدي عند رواية "سيح المهب" لناصر جبران التي تعد من الروايات المخلصة للواقع الإماراتي، وفيها زاوج الكاتب بين الوصف الخارجي ودواخل شخصياته.

ومن الجزائر تكتب فائزة مصطفى عن العبودية وصراخ الألم وجلد الذات وجراح وملامح الأديب الأفريقي، مشيرة إلى أن فلسفة "الزنوجة" أسس لها سنجور، وأن التمييز العنصري دفع المبدعين نحو العالمية، موضحة أن التنوع اللغوي أثرى الحركة الأدبية على مستوى الرواية والشعر.

وتؤكد نجمة السينما الصينية تاو هونغ لمحمد غبريس أنها تبذل جهدا كبيرا في تطوير نفسها وتأدية الأدوار بصدق دون تزييف، مشيرة إلى أن الأفلام الصينية استطاعت أن تثبت حضورها عالميا، وكان اللقاء قد تم بمناسبة وجود الفنانة في الأسبوع الثقافي الصيني الذي أقامته مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في دبي بالتعاون مع وزارة الثقافة الصينية.

ومن بغداد يكتب جبار البهادلي عن السينما العراقية التي كانت انطلاقتها الحقيقية في السبعينيات من القرن الماضي، بينما عرض أول شريط سينمائي في بغداد عام 1909 في أحد مستشفيات الكرخ، وفي عام 1964 أُنتج أول فيلم عراقي – مصري – لبناني مشترك، أسهم فيه نجوم ذلك الزمان، وكان بعنوان "ابن الشرق" وحقق نجاحا باهرا.

أما عن سينما "هوليوود" المبهرة الساحرة التي تخفي وجها قبيحا، فتشير "دبي الثقافية" إلى أن تجارا يهودا قاموا بتأسيسها بقصد الربح، وأنها لعبت دورا أساسيا في الدعاية للمشروع الصهيوني في فلسطين، وقدمت اليهود كشعب أنيق يبحث عن الحياة والحرية، وأنها سخرت من العرب والمسلمين وقدمتهم كإرهابيين.

وفي مجال الفن التشكيلي يكتب عزالدين نجيب عن النحات سيد عبده سليم "من أساطير القرية إلى رموز الحرية"، وتزور المجلة معرضا لفن الخط العربي في معرض دبي الدولي السادس، وتألق فيه 10 إماراتيين قدموا أكثر من عشرين لوحة.

ويتوقف زكريا الإبراهيم عند ينابيع اللون والحلم وانطباعات الدفء والعتمة في لوحة "وليد قارصلي".

ويكتب د. جابر عصفور عن ما لا نعرفه عن عبدالحليم حافظ، بينما يتوقف إلياس سحاب عند عبدالوهاب وعباقرة الإنشاد الديني، ويتحدث خطيب بدلة عن الرحابنة وفيروز الذين ثوَّروا الكلمة الغنائية، في حين يكتب نديم سليم الأعور عن رياض السنباطي شاعر الموسيقى وملحن الإحساس، وهل كان سيد عصره؟

وتأخذنا سليمى حمدان إلى مهرجان الأرز الشعري الذي شارك فيه مجموعة من الشعراء العرب لتكريم مدينة بيروت.

وغير ذلك من موضوعات ومقالات وأحداث ومشاركات والأبواب الثابتة، ينهيها عند الصفحة رقم 146 مدير تحرير "دبي الثقافية" نواف يونس بحديث عن إشكالية الرواية العربية.

هدية دبي الثقافية

وكما عودتنا "دبي الثقافية" في كل عدد من أعدادها بإهداء قرائها هدية قيمة، فكانت هدية عدد أبريل/نيسان 2010 كتاب للشاعر والمترجم الدكتور شهاب غانم، وقع في 180 صفحة، ويحمل عنوان "لكي ترسم صورة طائر وقصائد أخرى من الشرق والغرب" وفي بدايته يتحدث غانم عن تجربته في ترجمة الشعر، ثم تتوالى الترجمات بدءا من ترجمة قصيدة للملكة اليزابيث الأولى (1533 ـ 1603) ملكة بريطانيا من 1558 ـ 1603، وحتى الشاعر الإماراتي وائل الصايغ.

أحمد فضل شبلول ـ الإسكندرية