وقال الإعلامي جمال الشاعر ، أن أشعار معاطي تميزت دائما بالحس الوطني ، وتناولت الوجع القاسي وعلاقة مصر بالشعب الفلسطيني والقدس وتاريخ الكفاح ضد الحركات الاستعمارية على مر الزمان .
أما د. عادل فأكد أن جيله عاش حروبا متوالية منذ 1948 ، وشارك بها وصولا إلى حرب التحرير في أكتوبر 1973 ، وبالتالي لا يمكن تجاوز الحاجز النفسي مع القضايا القومية والكتابة عن شيء بديل .
ومما قرأه الشاعر من أعماله :
فيلا شارع المعادي
" السكة صابتني / والشارع عديت خطواته / وحبيبتي عديتها معايا / رسمتلي في عيونها حكاية / وعرفت الشارع وعرفني / من يومها الشارع حبيته / علمته بعواميد النور/ البنت الحلوة أم ملاية والبيت المبني/ والطشت المفرود على كتف السور المكسور بيبان للرايح والراجع/ في رصيف الشارع / بالكلب اللي تملي يهوهو على كل غريب، وبعم غريب بياع الخبز
ثم يقول في القصيدة :
وامبارح عديت كالعادة أستنى خروجك يا حبيبتي جنب الشباك/ أستنى الضحكة المولودة في عنيكي تبان/ ووقفت كتير/ مالقتش هناك غير بيتك مدهون أدامي حواليه حراس/ والضحكة اللي بتطرح بسمة في شفايف الناس/ مقتولة الضحكة ومرمية في رصيف الشارع/ قربت أتأكد وأنا راجع أحلامي بتسبق خطواطي معرفش لفين/ حاوطوني اتنين سألوني وأنا عنيهم ضايع..
"أسمك وجنابك مين"..
قلتلهم ماتشوفوا الشارع دة أتعود على خطوة عمري وأتعود على صوت أنفاسي يحكيلكم هو..
"طب ليه شفناك وأنت بتجري"..
اللهفة بتخلق أحلامك في كيان الواحد ميت قوة وعنيها بتروي الإحساس..
"شفناك عديت.. وأتكرر أكتر من مرة قدام البيت.. كان مين وياك؟"..
القلب النابض في ضلوعي.. ودموعي.. وطوفان الشوق.. وأنيني النايم مخنوق.. والبنت اللي بتضحك فوق.. والشارع.. والسور الواقع قدام..
"طب أيه اللي يفيدك في الشارع"..
الشارع عديت خطواته.. وصاحبت الشارع وصاحبني.. وحكالي الشارع حواديته من يوم مالمحت البنت بتضحك في الشباك..
حاوطوني الناس وحاصروني بألف سؤال.. "ممنوع.. ممنوع.. ممنوع.. ممنوع" ممنوع الشارع.. ممنوع السكة.. ممنوع البيت.. ممنوع السكة.. ممنوعة الضحكة.. ممنوع الكتمان / لو جيت عتبت الشارع / قلتلهم والبنت إياها / اتحط قدامها ستارة / والضحكة أم سلاسل فضة/ اتقتلت بردك وياها / وأدارت خالص من الحارة / والفيلا قلبوها سفارة / يا خسارة / يا خسارة يا سكة صادفت عرفت يوم ماعرفت حبيبتي / يا خسارة يا شارع راحت كل الذكرى معاك / يا خسارة يا ضحكة اتولدت يوم مالمحت عنيها ورا الشباك / يا خسارة يا قلب هاتفضل كدة محبوس علطول / يا خسارة مابقتش هاتقدر تاني تقول / من يوم مادارت من الحارة / واتحطت قدامها ستارة / والضحكة اتقتلت وياها/ والفيلا قلبوها سفارة / يا خسارة.. " .
شباب الانتفاضة |
ثم تحدث معاطي عن مسألة أخرى ، وهي تحول شهدائنا في فلسطين أو العراق لمجرد أرقام ، فقد فقد المتابع للنشرات الإخبارية إحساسه بما يجري ، واعتاد على سماعه لدرجة تحول كل المصائب لمجرد أرقام ، ومن هنا اصبح تزايد عدد شهداء الانتفاضة ، هو تزايد للأرقام ليس إلا ، فماذا عسى الشعوب أن تفعل ، وقد ظل أبوالمعاطي يبحث في سجلات الشهداء خلال الانتفاضة الأولى بفلسطين ولفت انتباهه ذلك الشاب "ابراهيم محمود مطيع" وهو بالمناسبة أول شهداء الانتفاضة الفلسطينية الأولى ، ولا يعرف أحد عنه شيئا بالطبع ، وكتب له الشاعر قصيدة " يعني ايه معنى الوطن"، يقول في مطلعها :
" طلعت الشمس في ديسمبر ع العيال الطيبين / طلعت الشمس في معادها لابسة توب أسود حزين" .
وسألت إحدى الحضور الشاعر عن العلاقة التي كانت تربطه بالرئيس العراقي الأسبق صدام حسين ، فتذكر تلك الصلة وقال : " ذهبت في رحلة إلى بغداد مع بعض الزملاء في إطار المؤتمر الشعري الأول، حيث تم اختيار 52 شاعرا من كل أنحاء الوطن العربي، وفي يوم من الأيام قالوا لنا أننا سنذهب في مهمة، فتصورنا أننا سنذهب للجبهة، ثم وجدنا أنفسنا ندخل في مكان تركنا فيه ساعاتنا والأحزمة وغيره، ثم وجدنا أنفسنا وجها لوجه مع الرئيس صدام حسين، فتبادلنا بعض الكلمات، وقالوا لنا كل فرد يعرف نفسه ويقول أسم بلده، وحينما عرف صدام أنني من مصر تحدث معي، وقال لي أن مصر هي التي بدأت الخطوة الأولى، وإن كنا شعرنا بوجود نضال وعروبة فمصر هي التي بدأتها " .
وردا على تساؤل إحدى الحاضرات عن غياب الانتماء لدى الجيل الجديد في مصر ، وتفضيلهم السفر للخارج ، رأى الشاعر أن كل ذلك مجرد سحابة صيف وسوف تمر ، ويمكن أن تكون البطالة أحد العقبات الأساسية أمام وجود الشباب في مصر ، فالكل يبحث عن لقمة العيش ، ولكنه لفت إلى أن حقبة السبعينيات كان معدل البطالة فيها أكبر بكثير نظرا لأن الشاب كان يمكن أن تصل خدمته بالجيش لسبع سنوات متواصلة .