فاطمة الزهراء فلا
أصدرت محكمة الدخيلة حكما ببراءة د‮. ‬يوسف زيدان من تهمة الاعتداء علي التراث في تحقيقه لكتاب‮ ( ‬مقال في النقرس‮) ‬للرازي،‮ ‬وقضت المحكمة برئاسة المستشار حاتم مصطفي أمين،‮ ‬وعضوية‮: ‬أحمد مصطفي عزب،‮ ‬ومحمد جميل محمد،‮ ‬بانتفاء ثمة جريمة في حق د‮. ‬يوسف زيدان هذا أولا،‮ ‬أما ثانيا انتفاء تهمة الاعتداء علي حق المؤلف‮ ( ‬أبي بكر الرازي‮)‬،‮ ‬لذا حكمت المحكمة ببراءة د.يوسف من التهمة الموجهة إليه‮.‬
تعود وقائع القضية إلي اللحظة التي تقدم فيها د‮. ‬خالد حربي ببلاغ‮ ‬للنيابة العامة متهما د‮. ‬يوسف بأنه أعتدي علي تراث الأمة الإسلامية وشوه الموقف العقلي لأبي بكر الرازي المتوفي منذ أكثر من ألف عام،‮ ‬وحققت النيابة في البلاغ‮ ‬الذي تم تحويله لقضية،‮ ‬بعد ورود تقرير من جامعة القاهرة،‮ ‬التي شكلت لجنة برئاسة د‮. ‬حسين نصار انتهت إلي وجود أخطاء في تحقيق د‮. ‬يوسف‮.‬
وقد أعد دفاع د‮. ‬يوسف مذكرة أوضحت فيها للمحكمة عدم صحة الواقعة استنادا إلي أخطاء إجرائية،‮ ‬بالإضافة لانتفاء القصد الجنائي،‮ ‬فلم يقصد د‮. ‬يوسف الإساءة لأبو بكر الرازي ولا تشويه أو تحريف مخطوطه‮ (‬مقال في النقرس‮) ‬بل هو أول من أقدم علي تحقيق هذا المخطوط والذي يزيد عمره عن ألف عام فقام بتحقيقه بأكثر من لغة فإن أصاب فله أجران وأن أخطأ فله أجر،‮ ‬والقصد الجنائي هو انصراف الإرادة نحو تحقيق وضع إجرامي مما نص عليه القانون مع العلم والإحاطة بحقيقة الواقعة أو بماهيتها الإجرامية،‮ ‬أي العلم بكل عناصرها حيث الواقع المادي الذي حدث والعلم بأنه معاقب عليه،‮ ‬أي أن يكون جريمة في حكم القانون،‮ ‬والمتهم حين أقدم علي نشر كتاب الرازي‮ (‬مقال في النقرس‮) ‬بعد ما ظل طيلة أحد عشر قرنا الماضية منسيا ومعرضا لخطر الفقدان،‮ ‬هو دليل واضح علي تقديره لشخصية المؤلف،‮ ‬كما أن حرصه علي نشر النص العربي‮ ( ‬مقال في النقرس‮) ‬مترجما في كتابه ومحل القضية ومنشورا بأكثر من لغة هو دليل علي عنايته الخاصة بهذا النص الذي كان معرضا للضياع،‮ ‬كما تعرض دفاع الدكتور يوسف لتوضيح رأيه من تقرير اللجنة العلمية،‮ ‬وقد فند هذا الرأي في ثلاث نقاط،‮ ‬النقطة الأولي‮: ‬عدم اختصاص اللجنة علميا بكتابة التقارير من المصنفات العلمية،‮ ‬وانعقاد الاختصاص بها إلي المختصين بمعهد تاريخ العلوم العلوم التابع إلي جامعة القاهرة وليس أساتذة كلية الآداب،‮ ‬ثانيا‮: ‬انحصار موضوع اللجنة‮ ‬غير المؤهلة علميا في ملاحظات شكلية لا تمس أصل الموضوع سواء المحقق أو التحقيق الوارد عليه بمعرفة المتهم،‮ ‬ثالثا قصور اللجنة عن بيان ماهية البحث العلمي الواجب اتباعها ومضمونها وقواعدها‮ ‬،‮ ‬اتيان التقرير الصادر عنها مجهلا من بيان أسلوب البحث العلمي الواجب إتيانه عند المحقق‮.‬
ومن جهة أخري من المنتظر أن يمثل د.يوسف أمام نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق في البلاغ‮ ‬المقدم ضدة بتهمة ازدراء الأديان عن روايته‮ (‬عزازيل‮). ‬
طالع ص‮ ‬5‮ ‬