لغة التاريخ
مؤتمر بمدينة العين يتناول الدور الموسيقي للمرأة
هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تختتم فعاليات مؤتمر دور المرأة في نقل التراث الموسيقي في العالم الإسلامي.
أبوظبي ـ انعقدت فعاليات مؤتمر دور المرأة في نقل التراث الموسيقي في العالم الإسلامي الذي نظمته هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على مدى يوم واحد بمشاركة 10 باحثات ومتخصصات في عالم الموسيقى من دول مختلفة ضمن البرنامج الثقافي الحافل الذي يقدمه مركز العين للموسيقى في عالم الإسلام التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، والذي يباشر مهامه في غضون عامين وذلك في قاعة فندق روتانا في مدينة العين، بحضور الدكتور زكي نسيبة نائب رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث والدكتور شريف الخازندار، مدير مشروع مركز العين.
افتتح المؤتمر الدكتور زكي أنور نسيبة نائب رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث الذي رحب بالمشاركات في المؤتمر مثنياً على الجهود التي يبذلنها في التراث، ومشيراً إلى الدور الكبير الذي يقوم به مركز العين للموسيقى في عالم الإسلام من خلال المواضيع التي يحتضنها في فعالياته كما يأتي ضمن جملة من المشاريع الثقافية الهامة التي باشرت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بتنفيذها في مدينة العين، التي تعتبر واحة الإمارات وأجمل مدنها.
وأوضح نسيبة أن الموسيقى هي لغة التواصل بين بني الإنسان ولغة التاريخ بل وجزء لا يتجزأ من تراثنا وثقافتنا الممتدة عبر الجذور في التاريخ، وليست كما يقال ويتداول أنها للترف والمتعة والطرب، بل إنها تلعب دوراً أساسياً ومهماً في الحفاظ على تراث وتاريخ البلاد، لأن الكلمة تبقى وتستمر عبر الأجيال.
وبدوره قال شريف الخازندار مدير مشروع مركز العين أن استضافة المؤتمر هي أولى فعاليات المركز لهذا الموسم التي ستأخذ على عاتقها مهمة البحث في حقل الموسيقى وعلم موسيقى الأعراق وتشجعها وترعاها.
وناقش المؤتمر الدور الأساسي الذي تؤديه المرأة في نقل التراث، مع تقديم أمثلة من الإمارات واليمن وسوريا وأفغانستان وإيران وأوزبكستان وأذربيجان والبوسنة والسنغال.
بداية تحدثت أرودا داداديانوفا ـ دكتوراه في علم موسيقى الشعوب جامعة أوزبكستان الوطنية (الموسيقيات اليوم: نظرة شخصية من أوزبكستان)، عن أهمية الموسيقى في أوزبكستان والدور الكبير الذي تلعبه وعن اختلاف الأنواع الموسيقية الشعبية مشيرة إلى الدور الأساسي الذي تقوم به المرأة في نقل التراث مستشهدة بالفنانات الثلاث اللواتي قدمن مقاطع صغيرة جداً من الموسيقى الأوزبكية بطلب من المحاضرة.
وقدمت فيرونيكا دبلداي، كاتبة وخبيرة بعلم موسيقى الشعوب، جامعة برايتون، مداخلتها التي تناولت موضوع الغناء النسائي لهدهدة الطفل في أفغانستان، وتحدثت فيها عن الأغاني وأهميتها وتداولها عبر الأجيال على الرغم من مرور الزمن الكبير لكن المرأة التي هي "الأم"، هي التي استطاعت تعليمها لابنتها التي بدورها نقلتها إلى بناتها، وبالتالي وصلت لليوم واستمرت، إلى جانب تأديتها بعض لهذه الأغنيات الأكثر شهرة في أفغانستان.
وقدمت نجوى عدره، دكتوراه في الأنثروبولوجيا موضوع مداخلتها "الحادي والدرع والغناء: أغاني المرأة في المرتفعات الشمالية لليمن، إلى جانب تقديم شيخة محمد الجابري باحثة إماراتية لمداخلتها "أغاني الأطفال في الإمارات والتي تحدثت فيها عن أغاني الأطفال الشعبية في دولة الإمارات العربية المتحدة قائلة: "لا شك أن أغاني الأطفال وألعابهم التي اقترنت بها تلك الأهازيج والأناشيد البسيطة، العفوية، كان أحد أوجه التراث التي حظيت باهتمام الدولة، من خلال تكريسها في أنشطة المدارس والأيام والمناسبات التي تعنى بالتراث. وأغاني الأطفال كما نعرف تقع في سياق الأدب الشعبي، وهذا الأخير عنصر من أهم العناصر التي صنفها الفلكلور ورواده".
ومن ثم تناولت جوليا بنزي دكتوراه في علم موسيقى الشعوب قسم الموسيقى بكلية لويس وكلارك "الموسيقيات الأندلسيات: التراث" لتتحدث عن الموسيقى الأندلسية وتاريخها الذي لا يزال يشهد لها بروائعها بخاصة وأنها ما زالت لليوم تحتفظ بتراثها القديم.
وفي مداخلتها تحدثت الدكتورة حنان قصاب حسن المدير العام لدار الأوبرا في دمشق عن دور المرأة في نقل التراث الموسيقي في سوريا، كما تناولت السيدة توكا مالكي باحثة في الفن دور النساء الإيرانيات، الرواة الشفهيين للتراث الموسيقي في مداخلتها.
وحاضرت كل من د. لوسيانا بينا - دياو دكتوراه في علم موسيقى الشعوب ومنسقة تربوية ومكلفة بفنون الموسيقى الصوتية في "مدينة الموسيقى"، باريس عن "التراث الموسيقي الصوتي لقبائل الولوف في السنغال"، وتناولت أروى عثمان، مديرة دار التراث الشعبي، صنعاء في مداخلتها "صوت الشجن .. صوت النساء على أعمدة المداره .. تقاليد الحجيج في صنعاء".