من الثقاقة العبرية | ||
1 | ||
| ||
بمناسبة كتابه المترجم حديثا إلي العبرية، الذي أخذ عنوان "1948: تاريخ الحرب العربية الأسرائلية الأولي « ، حظي المؤرخ الإسرائيلي الأشهر "بني موريس" بهجوم عنيف في "هاآرتس" قام به زميله المؤرخ والصحفي توم سيجيف. لمزتان شخصيتان بدءتا مقال سيجيف، الأولي كانت قوله عن موريس أنه بوصفه صحفيا سابقا فهو "يستطيع وضع حدود تسامح قراءه في الحسبان". اللمزة الثانية كانت عندما قام بتذكير القراء بحوار بني موريس الشهير الذي أجراه معه آري شافيط قبل حوالي ست سنوات في صحيفة "هاآرتس"، والذي قال فيه موريس أن إسرائيل لم تطرد ما فيه الكفاية من العرب، وأنه لو كان بن جوريون قد نفذ طردا كليا وليس جزئيا فقط، كان هذا ليجعل دولة إسرائيل مستقرة لعقود. هاتان اللمزتان كانتا مقدمة لتقديم قراءة نقدية لكتاب موريس، المؤرخ الأكاديمي المجتهد ولكن العنصري بوضوح ضد العرب. يبرر موريس في كتابه الجديد طرد 400 ألف لاجئ من فلسطينيي 1948 بالحاجة لتأمين الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وهو ما يعترض عليه توم سيجيف مؤكدا أنه: "وفق كلام موريس نفسه فإن بن جوريون لم يكن أبدا يخاف من عرب أرض إسرائيل، ومعه حق، فلقد كانوا عاجزين تقريبا. ما خاف منه بن جوريون هو غزو الجيوش العربية." يضاف إلي هذا أن بن جوريون نفسه لم يكن يعرف أن الجيوش العربية سوف تغزو إسرائيل، كما كتب في مذكراته. هذا يعيد طرح السؤال عن سبب طرد 400 ألف فلسطيني من فلسطين ودفعهم للهروب، قبل أن تطلق الجيوش العربية طلقة واحدة باتجاه الجيش الإسرائيلي. يطرح سيجيف تسلسلا آخر، فالجيوش العربية قد اجتاحت إسرائيل ردا علي تهجير الفلسطينيين، مما يناقض تفسير موريس، وهو أن طرد الفلسطينيين قد حدث توقيا من الهجوم العربي الوشيك. يحاول موريس أيضا تبرير طرد الفلسطينيين بالقول أنهم بادروا بالهجوم. ولكن سيجيف يرد عليه قائلا أنه لم يأت بأية معلومات ملموسة عن اعتداءات فلسطينية علي مستوطنات يهودية تبرر طردا بهذا الحجم. يتجاهل بني موريس في الكتاب أيضا فكرة التراسفير، برغم أنها ترافق، كما يقول توم سيجيف، الحركة الصهيونية منذ أيام هرتزل نفسه، واحتلت مكانا مركزيا في أفكار رؤساء الحركة الصهيونية، بما فيهم حاييم فايزمان ودافيد بن جوريون: "ولكن بني موريس يقوم بجهد كبير في فك الارتباط بين طرد العرب وبين فكرة الترانسفير، وبمنطق مماثل يمكنه أيضا الفصل بين إقامة الدولة والحلم الصهيوني"، يضيف سيجيف ساخرا. يعدد سيجيف الأخطاء التي يأخذها علي موريس، سواء في عمله كمؤرخ، أو في آرائه كشخص يحاول تبرير النكبة الفلسطينية: "حتي قرار عدم السماح بعودة اللاجئين هو قرار مقبول لدي موريس. وفي الهامش يقول أن أغلب اللاجئين ليسوا لاجئين أبدا، حيث سُمح لهم بالبقاء في أرض إسرائيل وفي الضفة الغربية وقطاع غزة." "يريد موريس إقناع قراءه بأن العنصر الأساسي الذي حرك العرب لمحاولة إغراق اليهود في البحر هو عامل ديني ومعاد للسامية. هذه ليست مشكلة إسرائيلية، في رأيه، فإن الحديث هو عن صراع كوني بين الشرق المسلم والغرب. وهكذا يجمع بحرص كل دعوة عربية للجهاد ضد اليهود." كما يشير سيجيف في سياق مقاله إلي قضية نشر صور المذابح الإسرائيلية ف"دولة إسرائيل تخفي حتي اليوم الصور التي تم التقاطها أثناء الهجوم علي دير ياسير وتمنع نشرها. قامت "هاآرتس" برفع دعوي في هذا الشأن أمام المحكمة العليا وقالت الدولة أن نشر هذه الصور قد لا يضر فقط بالعلاقات الخارجية للدولة وإنما أيضا ب"احترام الموتي." بعد أن رأي قضاة المحكمة العليا الصور قرروا أن الدولة معها حق." |